مجلس الأمن يدرج زعيم ميليشيات مصراتة على قائمة العقوبات الدولية

أميركا تعيد سفيرها السابق لدى ليبيا قائماً بالأعمال

صلاح بادي الذي أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على قائمة العقوبات الدولية
صلاح بادي الذي أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على قائمة العقوبات الدولية
TT

مجلس الأمن يدرج زعيم ميليشيات مصراتة على قائمة العقوبات الدولية

صلاح بادي الذي أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على قائمة العقوبات الدولية
صلاح بادي الذي أدرج مجلس الأمن الدولي اسمه على قائمة العقوبات الدولية

وسط معلومات غير رسمية عن اتجاه أميركي وأوروبي للقيام بعمليات نوعية باتجاه قادة الميليشيات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس، أدرج مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، اسم صلاح بادي، القائد المثير للجدل لميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة، على قائمة عقوباته بإيعاز أميركي وفرنسي وبريطاني.
ولم يصدر على الفور أي تعليق من بادي أو الميليشيات التي يقودها، لكن مصادر ليبية اعتبرت في المقابل أن القرار قد يمهد لعملية محتملة في إطار ما وصفته بعمليات نوعية محددة لاعتقال، أو توقيف بعض قادة الميليشيات المسلحة المتهمين بمحاولة فرض حالة من عدم الاستقرار في العاصمة طرابلس، مشيرة إلى أن بادي على رأس قائمة محدودة، يجرى التداول بشأنها.
وطبقاً لما بثه الموقع الإلكتروني لمنظمة الأمم المتحدة، فقد وافقت لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي، أول من أمس، على إضافة اسم بادي، قائد كتيبة الصمود أو ما كان يعرف في السابق بعملية «فخر» أو «كبرياء» ليبيا، إلى قائمة الأفراد والكيانات الخاضعة لتجميد الأصول وحظر السفر.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا في بيان مقتضب، أمس، إنها ترحب بالالتزام القوي من مجلس الأمن بمحاسبة أولئك الذين يسعون إلى تقويض الاستقرار والأمن في ليبيا، ويرفضون الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، ويواصلون تهديد المدنيين والمرافق المدنية والمؤسسات السيادية.
وكانت البعثة حددت اسم بادي وميليشياته في تحذير وجهته خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، لمن وصفتهم بالعابثين بالأمن من الملاحقة الجنائية الدولية.
بدوره، رحب أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، بالقرار، وقال في تعليق مقتضب وزعته الخارجية البريطانية: «يسرني الإعلان أن بريطانيا، استطاعت بالعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا تأمين موافقة مجلس الأمن على فرض عقوبات على قائد الميليشيا صلاح بادي، ولن نتوانى عن محاسبة الساعين إلى تقويض استقرار وأمن ليبيا».
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية أكد في بيان رسمي أمس، أن المملكة المتحدة أمّنت إلى جانب شريكتيها الولايات المتحدة وفرنسا، موافقة مجلس الأمن الدولي على فرض عقوبات ضد بادي، بموجب بنود قرار مجلس الأمن. وقال إن بادي الذي وصفه بأنه كبير قادة لواء الصمود، وهي ميليشيا تعارض حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج والمعترف بها دولياً، عمل باستمرار على تقويض الحل السياسي في ليبيا، كما كان له دور قيادي في الاشتباكات الكبيرة التي وقعت في طرابلس في شهري أغسطس (آب) وسبتمبر الماضيين، وتسببت في مقتل 120 شخصاً على الأقل، أغلبهم من المدنيين، لافتاً إلى أن هذه العقوبات تفرض على بادي منع السفر وتجميد أرصدته، وبالتالي فهي تحمل رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي لن يتسامح مع أعمال العنف ضد الشعب الليبي.
وبادي مرشح سابق لعضوية المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق عن مدينة مصراتة، حصل على بكالوريوس علوم جوية عسكرية عام 1980، قبل أن يتخصص طياراً مقاتلاً، كما عمل مدرساً بأكاديمية الدراسات الجوية وضابطاً بسلاح الجو.
إلى ذلك، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في ليبيا عودة بيتر وودي السفير الأميركي السابق لدى ليبيا، للعمل قائماً بالأعمال في سفارتها في مقرها الحالي تونس منذ يوم الخميس الماضي.
واعتبرت السفارة في بيان لها، أمس، أن العلاقات القوية التي أقامها بين المجتمعات المتنوعة في ليبيا ضرورية، حيث يستعد الليبيون لاغتنام الفرصة الحاسمة لوضع بلادهم في مسار من أجل مستقبل أكثر إشراقاً لجميع مواطنيها.
من جهة ثانية، دعا مجلس النواب قبيلتي المقارحة والمشاشية إلى وقف القتال بينهما، وحث في بيان له أول من أمس، على بذل وساطات محلية لحقن الدماء، والعمل على إنهاء أي نزاع وتحقيق الصلح لإعادة الأمن للمنطقة.
وكان الطاهر الرفاعي، رئيس مجلس حكماء المشاشية الذي أعلن توقف الاشتباكات بين القبيلتين وعودة الهدوء إلى المنطقة، أكد في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، سقوط ضحايا، لم يحدد عددهم، نتيجة اندلاع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في منطقة أبوقيلة، التي تقطنها قبيلة المشاشية، الواقعة على بعد نحو 350 كيلومتراً جنوب العاصمة طرابلس.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.