مؤشرات إلى اقتراب الفائدة الأميركية من سعر {حيادي} معتدل

مؤشرات إلى اقتراب الفائدة الأميركية من سعر {حيادي} معتدل
TT

مؤشرات إلى اقتراب الفائدة الأميركية من سعر {حيادي} معتدل

مؤشرات إلى اقتراب الفائدة الأميركية من سعر {حيادي} معتدل

قال ريتشارد كلاريدا نائب رئيس مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، في تصريحات أول من أمس، إن أسعار الفائدة الأميركية باتت قريبة من تقديرات البنك المركزي لسعر الفائدة المحايد، وترجح هذه التصريحات أن السياسات النقدية المتشددة للبنك ستنتهي قريباً.
وفي لقاء مع قناة «سي إن بي سي»، أوضح كلاريدا أن المستوى المحايد لسعر الفائدة هو المدى بين 2.5 - 3.5 في المائة.
والمقصود بالسعر المحايد للفائدة هو المستوى الذي لا يعزز النمو الاقتصادي ولا يبطئه.
وأدت التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس «المركزي الأميركي» إلى تراجع قيمة الدولار وعوائد السندات، حيث فسر المستثمرون تصريحاته على أنها تشير إلى أنه لا يفضل رفع أسعار الفائدة بالشكل المخطط له من قبل «الفيدرالي».
ويشير صناع السياسة في الاحتياطي الفيدرالي إلى توقع المزيد من زيادات أسعار الفائدة، ولكنهم أثاروا مخاوف متواضعة نسبياً بشأن تباطؤ عالمي محتمل.
ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام، آخرها كانت سبتمبر (أيلول) الماضي بنحو ربع نقطة مئوية، ليتراوح النطاق المستهدف للفائدة من 2 إلى 2.25 في المائة، لمحاولة إبقاء الضغوط التضخمية تحت السيطرة.
وتستخدم البنوك سعر الفائدة لتحديد أسعار العائد على المنتجات المصرفية مثل بطاقات التأمين وقروض السيارات وقروض الشركات الصغيرة والرهون العقارية المتغيرة.
وأشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى زيادة أخرى متوقعة الشهر المقبل، من أجل المزيد من التشديد في السياسة النقدية الأميركية، ومع ذلك وضع جيروم باول يوم الأربعاء الماضي، سيناريو توقف الارتفاعات بنهاية العام المقبل، مشيراً إلى الرياح المعاكسة للاقتصاد الأميركي، بالتزامن مع القلق الجيوسياسي والتجاري وتباطؤ النمو العالمي.
ورغم تفاؤله بشكل عام بشأن التوقعات، إلا أنه سرد ثلاثة تحديات محتملة للنمو في 2019 كتلاشي التحفيز المالي في الداخل والأثر الاقتصادي المعاكس لزيادات سعر الفائدة الفيدرالي، وتباطؤ الطلب الخارجي.
وتوسع الاقتصاد الأميركي بمعدل سنوي قدره 3.5 في المائة في الربع الثالث على خلفية الإنفاق الاستهلاكي، إذ انخفضت البطالة إلى أدنى مستوى لها في الـ49 عاماً، التي بلغت 3.7 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، ومع ذلك فإن التوقف عن رفع الفائدة العام المقبل ستكون له مخاطره، وقد يصاحبه ارتفاع في معدل البطالة من المستوى الذي يعتقد صناع السياسات في «الفيدرالي» أنه مستدام.
وتشير هذه التحركات إلى أن المتعاملين والمستثمرين يأخذون التباطؤ المحتمل للاقتصاد الأميركي على محمل الجد، مما يحد من مدى الاستفادة من رفع أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.
ولم يغلب القلق على كل صانعي السياسات، حيث عبر تشارلز إيفانز رئيس «الفيدرالي» في شيكاغو عن تفاؤله بأداء الاقتصاد الأميركي ونتائج الرفع السابق في أسعار الفائدة، قائلاً «إن معدلات الفائدة يجب أن ترتفع إلى نحو 3.25 في المائة لتقليص النمو بشكل معتدل، وجعل البطالة تعود إلى مستوى أكثر استدامة».
ويترقب المستثمرون عن كثب الأشهر الستة المقبلة، مهابة المخاطر التي قد يتعرض لها الاقتصاد الأميركي في الوقت الحالي والعالمي أيضاً، لكن في الوقت الراهن من الصعب التكهن بخطط «الفيدرالي» لضبط المسار الاقتصادي في أعقاب معدل الفائدة المحايد.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه يوم الأربعاء المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يقوم أحد عمال البريد الأميركي بتفريغ الطرود من شاحنته في مانهاتن أثناء تفشي فيروس كورونا (رويترز)

ترمب يدرس خصخصة خدمة البريد وسط خسائر مالية ضخمة

يبدي الرئيس المنتخب دونالد ترمب اهتماماً بالغاً بخصخصة خدمة البريد الأميركية في الأسابيع الأخيرة، وهي خطوة قد تُحْدث تغييرات جذرية في سلاسل الشحن الاستهلاكي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أعلام أميركية خارج بورصة نيويورك (رويترز)

ارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية يثير مخاوف المستثمرين من تصحيح وشيك

تتزايد المخاوف في الأسواق المالية بعد الارتفاعات الكبيرة في تقييمات الأسهم الأميركية في الأسابيع الأخيرة؛ ما يشير إلى أن السوق قد تكون على وشك تصحيح.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ شعار شركة ديلويت المسؤولة عن البوابة الإلكترونية للولاية (وسائل إعلام محلية)

اختراق معلومات شخصية ومصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية أميركية

اخترقت مجموعة دولية من المجرمين المعلومات الشخصية والمصرفية لمئات الآلاف من سكان ولاية رود آيلاند الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص ترمب وشي في قمة زعماء مجموعة العشرين بأوساكا باليابان عام 2019 (أرشيفية - رويترز)

خاص قنابل موقوتة تهدد الاقتصاد العالمي في 2025

يقف عام 2025 عند منعطف محوري مع تنامي المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين ووسط استمرار التوترات الجيوسياسية.

هلا صغبيني (الرياض)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.