تشكيلي مصري يُظهر البهجة في «مساحات راقصة»

نذير الطنبولي قدم أعماله في معرض بالقاهرة

السعادة للجميع دون تفرقة
السعادة للجميع دون تفرقة
TT

تشكيلي مصري يُظهر البهجة في «مساحات راقصة»

السعادة للجميع دون تفرقة
السعادة للجميع دون تفرقة

هي ليست «مساحات راقصة» كما يشير عنوان المعرض، إنما هي مساحات ممكنة ومشروعة للحياة نفسها يستكشفها الفنان التشكيلي المصري نذير الطنبولي، ويدعو المتلقين إلى الاستمتاع بها في واقعهم اليومي، لا سيما هؤلاء الذين باتوا يكتفون بالسعادة الإلكترونية في عوالم افتراضية قلما يغادرونها!
ويحتفي الطنبولي بالرقص في معرضه المقام بغاليري «المشربية» بالقاهرة تحت عنوان «مساحات راقصة» ويُختتم نهاية الشهر الجاري، ويربط بينه وبين الحركة والانطلاق، وكأنه رمز لهما، بل جاءت أناقة خطوات شخوصه وملابسها وتناسقها في اللوحات، علي بساطتها، نتاجا جميلاً للرقص، أو لروعة «أن نعيش الحياة».
وكأن الرقصات ذاتها، بأنواعها وإيقاعاتها، وموطنها الأصلي ليست هي المعنية في اللوحات، بقدر ما تنطوي عليه بين ثناياها من إنسانية وبهجة وطاقة، تتجدد مع تجدد الحياة. يقول الطنبولي لـ«الشرق الأوسط»: «أصبح هناك احتياج جماعي ملح إلى الرقص، بعد أن فقد كثير من البشر حول العالم وليس في مصر وحدها، أسباب البهجة وآلياتها، وأصبحت مقتصرة لديهم على تشارك مقاطع فيديو راقصة، أو منشورات طريفة تثير الضحك على مواقع التواصل الاجتماعي».
ولم يكن اعتماده الرقص عنواناً للبهجة مجرد فكرة طارئة أو شكلية، بل تنبع من رؤية فلسفية عميقة، مفادها أن الرقص عنده كما الرقص عند مارثا غراهام وهو، اللغة الخفية لروح الجسد، فقد سحرني الرقص منذ طفولتي، واستغرقت في مشاهدة الأفلام الراقصة خلال نشأتي في مصر خلال السبعينات.
ويتابع: «شاهدت كل ما استطعت مشاهدته من أفلام الأبيض والأسود، وموسيقى الثلاثينات، إضافة إلى روائع فريد أستاير، وجيني كيلي وفيلم West side Story، وجون ترافولتا، في فيلم Saturday Night Fever»، ولكم جذبتني الطرق التي يحاكي بها الراقصون نمط الطبيعة، وفي الوقت نفسه هم مبتكرون في نسج الحركات والأشكال دائمة التغير، والملهمة دائما للمشاهد في تجدد أفكاره وحياته».
لوحات الطنبولي المتنوعة، تعكس اهتمامه بأنواع الرقصات من معظم دول العالم. ومن اللافت أن الأجساد لم تكن نحيفة، والأعمار لا تقتصر علي الشباب وحدهم، وهم ليسوا راقصين في الأساس، إنما هم أشخاص عاديون، وغاية ما في الأمر أنهم وجدوا في الرقص حياة، فقرروا أن يرقصوا، ويتخذوا من البهجة أسلوب حياة، لذلك لم تأت كل اللوحات بألوان دافئة أو صارخة، بل تنوعت ما بين الألوان الهادئة والرمادية والزاعقة كما الحياة. يقول الطنبولي: «من حق الجميع أن يعرف السعادة ويتمسك بها».
في السياق نفسه، تنتمي لوحات الطنبولي إلى «الواقعية السحرية» التي انطلقت من ألمانيا في مدينة ميونيخ تحديدا، بعد نهاية الحرب العالمية الأولى (1914: 1918) لرفع معنويات الجمهور، وهي لذلك تركز على الجماليات البصرية في إعادة صياغة الواقع الملموس عبر التركيز على الجوهر، مع الاستلهام من الأحلام والأساطير.
والطنبولي كسائر فناني هذا التيار برع في إنزال شخوصه من برجهم العاجي، المرهون برفعة القوم ونخبة مواضيعهم، ليجعل الرقص للجميع كما السعادة قريبة من الجميع، دون تفرقة، والفارق الوحيد هو أن تسعى لخلق مساحات لها في حياتك دون أن تلفت لشيء أو للغير، يقول الفنان: «تعجبني مقولة الرياضي الأميركي ساتشل بادج: (اعمل كأنك لا تحتاج إلى المال، حب كأنك لم تصب بأذى، وارقص كأن لا أحد يشاهدك)».
وعلى عكس ما يتوقع المتلقي حين يشاهد اللوحات، فلم يكن الطنبولي نفسه راقصاً، ولا يجيد الرقص، ويشرح: «لم أكن أبدا راقصاً جيداً، كثيرا ما أقدمت على محاولات بائسة لتقليد بعض الحركات الراقصة، التي أرى الآخرين يجيدونها، لكن دون جدوى، وما أفعله هو أنه بعد 8 ساعات في اليوم في الاستوديو الخاص بي، أرقص ذهاباً وإياباً على مسافة ثلاثة أمتار بيني وبين لوحتي، فما المانع أن نعمل ونرقص».
ولعل هذه النظرة الاحتفائية بالرقص من جانب الطنبولي ترتبط بـ«سكندريته» فهو من مواليد «عروس البحر المتوسط»، مدينة الإسكندرية، بموروثها الثقافي «الكوزوموباليتي» متعدد الثقافات والحضارات، التي لم يكن الرقص فيها حكراً على أبناء الجاليات الأجنبية أو الطبقة الأرستقراطية، لكنه كان يجذب أيضاً أبناء الطبقة المتوسطة، ويجدون فيه متعة الإحساس بالحرية والتحليق في عوالم مختلفة بلا ابتذال، وكانت شواطئ «جليم»، «ميامي»، بالإضافة إلى مقاهي الإسكندرية العريقة، ومنها إيليت وأثينيوس تحتضن حفلات الرقص على أنغام «الفالس» و«التانجو» و«التشاتشا».



كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
TT

كيف تتغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)
يعاني الكثير من الأشخاص من كثرة التفكير وقت النوم (أ.ف.ب)

يعاني كثير من الأشخاص من كثرة التفكير ليلاً؛ الأمر الذي يؤرِّقهم ويتسبب في اضطرابات شديدة بنومهم، وقد يؤثر سلباً على حالتهم النفسية.

أسباب كثرة التفكير ليلاً

قال الدكتور راماسوامي فيسواناثان، رئيس الجمعية الأميركية للطب النفسي، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن التوتر والقلق هما السببان الرئيسيان لكثرة التفكير في الليل.

وأضاف: «التوتر من شيء حدث بالفعل، والقلق بشأن اليوم المقبل، يمكن أن يسبِّبا هذه المشكلة. كما يمكن أن تؤدي مشكلات تتعلق بالصحة العقلية، مثل اضطرابات القلق والاضطراب ثنائي القطب إلى فرط التفكير وقت النوم».

وتابع: «تميل هذه الأفكار إلى أن تكون أكثر نشاطاً في الليل، عندما لا تكون هناك أنشطة أخرى تشغل العقل».

وقال فيسواناثان، وهو أيضاً أستاذ ورئيس مؤقت لقسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة داون ستيت للعلوم الصحية ببروكلين: «في الليل، عندما يكون هناك عدد أقل من عوامل التشتيت، يكون من الأسهل التفكير في اليوم الذي قضيناه للتو والقلق بشأن مشاكل العمل أو الأسرة، أو المخاوف المالية».

وأشار إلى أن تناول المنبهات، مثل الكافيين، أو تناول بعض الأدوية قبل وقت النوم، يمكن أن يتداخل أيضاً مع الاسترخاء، ويتسبب في النشاط العقلي المفرط.

كيف يؤثر الحرمان من النوم على صحتنا

قال فيسواناثان إن النوم غير الكافي أو رديء الجودة يمكن أن يكون له آثار سلبية خطيرة على العقل والجسم، بما في ذلك انخفاض وظائف المخ وصعوبة اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتنظيم المشاعر.

وأوضح قائلاً: «إنه يسبب الصداع والتعب والتوتر، ويقلِّل من الانتباه والكفاءة الوظيفية. كما أنه يساهم في حوادث المرور وأخطاء العمل وضعف العلاقات».

كما حذر فيسواناثان من أن مشكلات النوم قد تؤثر على الصحة على المدى الطويل؛ حيث يمكن أن تثبط وظيفة المناعة، وتجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، وتدفع الشخص إلى تناول الأكل غير الصحي، وبالتالي تتسبب في زيادة الوزن.

وأضاف أنها يمكن أن تزيد أيضاً من خطر الإصابة بمشاكل صحية مزمنة، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري والسكتة الدماغية، ويمكن أن تقصر العمر.

التوتر والقلق هما السببان الرئيسيان لكثرة التفكير في الليل (رويترز)

كيف يمكن التغلب على كثرة التفكير وقت النوم؟

1- وضع روتين لوقت النوم

يقول فيسواناثان إن الالتزام بروتين ليلي منتظم مع وقت ثابت للنوم والاستيقاظ «مهم للغاية»، وهو الأساس في خطة التغلب على كثرة التفكير وقت النوم.

2- احذر تناول بعض المشروبات والطعام في وقت متأخر

أوصى فيسواناثان بالامتناع عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول أو الأطعمة الثقيلة قبل وقت النوم مباشرة.

3- امتنع عن استخدام الشاشات قبل النوم بساعة

اقترح فيسواناثان التوقُّف عن استخدام شاشات الهواتف الذكية وشاشات التلفزيون وأجهزة الكومبيوتر قبل النوم بساعة.

وقال: «الضوء الأزرق المنبعث من هذه الأجهزة يتداخل مع النوم وإيقاع الساعة البيولوجية»، التي تنظم فترات النعاس واليقظة خلال اليوم.

بدلاً من ذلك، اقترح فيسواناثان الاستماع إلى موسيقى خفيفة أو قراءة كتاب أو استخدام تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل.

4- جرب الاستحمام بماء دافئ

قد يساعد الاستحمام بماء دافئ قبل النوم بـ3 ساعات على تهدئة العقل، لكن فيسواناثان حذر من القيام بهذا الأمر قبل النوم مباشرة، مشيراً إلى أنه قد يأتي بنتائج عكسية في هذه الحالة.

5- خلق بيئة مشجعة على النوم

للحصول على نوم مثالي، يجب أن تكون غرفة النوم هادئة ومظلمة وباردة، كما ينبغي أن يكون الفراش مريحاً، كما أوصى فيسواناثان.

6- حدد وقتًا للقلق

إذا لم تكن هذه التقنيات وحدها كافية لتقليل فرط التفكير خلال النوم، يقترح فيسواناثان تحديد «وقت للقلق»، ووضع نافذة زمنية محددة للتفكير في مخاوفك وتحديد مسار للحلول الممكنة.

وقال الطبيب: «هذا يطمئنك إلى أنك ستتعامل مع مخاوفك، لكنه يمنعها من الامتداد إلى وقت نومك».

7- دوِّن مخاوفك

يقترح فيسواناثان أن تحتفظ بدفتر ملاحظات بجوار سريرك حتى تتمكَّن من تدوين مخاوفك فور حدوثها، وأن تخبر نفسك بأنك ستتصرف حيالها في اليوم التالي.