تركيا تعلن انتهاء التحقيقات في قضية اغتيال السفير الروسي السابق كارلوف

8 موقوفين بينهم 3 من الشرطة... واتصالات القاتل لا تزال مجهولة

كارلوف وخلفه القاتل قبل تنفيذ جريمته («الشرق الأوسط»)
كارلوف وخلفه القاتل قبل تنفيذ جريمته («الشرق الأوسط»)
TT

تركيا تعلن انتهاء التحقيقات في قضية اغتيال السفير الروسي السابق كارلوف

كارلوف وخلفه القاتل قبل تنفيذ جريمته («الشرق الأوسط»)
كارلوف وخلفه القاتل قبل تنفيذ جريمته («الشرق الأوسط»)

أنهت السلطات التركية التحقيقات في اغتيال السفير الروسي السابق في أنقرة أندريه كارلوف. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أمس عن مصادر أمنية أن فريق التحقيق في واقعة الاغتيال أرسل لائحة الاتهام مساء أول من أمس إلى مكتب المدعي العام الجمهوري في أنقرة آدم اكينجي للنظر فيها، ومن ثم تحويل القضية إلى المحكمة.
واغتيل السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف (62 عاما)، في 19 ديسمبر (كانون الأول) عام 2016 بتسع رصاصات أطلقها عليه من مسافة قريبة جدا ضابط في الشرطة التركية هو مولود مارت ألتنطاش (22 عاما) الذي كان في عطلة في ذلك اليوم، وقتل في موقع الحادث بعد أن تعاملت معه قوات الشرطة وتبادل معها إطلاق النار.
وقرر القضاء التركي في 19 يوليو (تموز) الماضي حبس شرطي سابق في إطار التحقيقات في حادث اغتيال كارلوف. وتقرر حبس الشرطي السابق «هـ. ت» على ذمة القضية، بتهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي»، بعد النظر في إفادته أمام النيابة العامة المعنية بالتحقيقات. لكن الشرطي رفض الاتهامات الموجهة إليه.
وسبق أن أصدر القضاء التركي قرارا بحبس 7 أشخاص في إطار التحقيقات ذاتها، بينهم 3 أفراد من الشرطة، ومنظم معرض للصور في أنقرة كان يفتتحه كارلوف عندما اغتيل على يد الشرطي مولود مارت ألتنطاش، ليصل عدد الموقوفين على ذمة القضية التي استغرقت التحقيقات فيها قرابة 3 سنوات.
ومن بين الموقوفين موظف سابق في مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التركية تعتقد النيابة العامة أن الموقوف هو الشخص الذي قام بمحو الرسائل من البريد الإلكتروني للشرطي ألتنطاش وأنه ساهم كذلك في تلقينه الإيديولوجية المتشددة، علاوة على نقل التعليمات إليه وتنسيق أنشطته.
وكانت سلطات التحقيق عجزت عن فك شفرة الهاتف الجوال للشرطي التن طاش رغم الاستعانة بالكثير من الخبراء، كما رفضت شركة «آبل» الأميركية المنتجة للجهاز طلبا من سلطات التحقيق لفك شفرة الهاتف، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر التحقيق.
وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، كشفت وسائل إعلام عن صور جديدة للشرطي مولود مارت ألتنطاش، قيل إنها التقطت قبل ساعات من اغتياله للسفير الروسي».
ونشرت صحيفة «حرييت» التركية الصور التي أظهرت الشرطي قبل 10 ساعات من تنفيذه عملية الاغتيال، وقالت إنها حصلت عليها بعد السماح لها بالاطلاع على ملف التحقيقات بمكتب المدعي العام لأنقرة. وأظهرت بعض الصور، ألتنطاش في مستشفى بأنقرة، يوم واقعة الاغتيال، كما ظهر في صور أخرى، وهو يغادر المستشفى حاملا تقريرا طبيا. ونقلت الصحيفة عن طبيب أدلى بشهادته للشرطة حول الصور، قوله إنه «تمّ تشخيص حالة ألتنطاش بالإصابة بالإسهال، ومنح تقريرا يمكنه من أخذ إجازة من عمله ليوم واحد». وأضاف الطبيب: «قد يكون سبب إصابة ألتنطاش بالإسهال عائدا إلى إصابته بالتوتر خلال تخطيطه للعملية، ومن المحتمل أيضا تناوله لدواء يسبب ذلك عن عمد».
وبحسب التحقيقات، غادر الشرطي منزله بعد الظهر، واتجه إلى فندق حيث حجز غرفة للانتظار حتى موعد تنفيذ جريمته، وهو ما أكدته الصور الحديثة، التي أظهرت أيضا مغادرة الشرطي للفندق متجها إلى مركز أنقرة للفنون الحديثة، حيث اغتال كارلوف في الساعة السابعة وخمس دقائق مساء (4.05 بتوقيت غرينتش). وتقول السلطات التركية إن الشرطي منفذ الاغتيال كان ينتمي لحركة الخدمة التابعة للداعية فتح الله غولن، المتهمة بتدبير محاولة انقلاب وقعت في تركيا في 15 يوليو (تموز) 2016، وتلقى الأوامر منها بتنفيذ الاغتيال من أجل تدمير العلاقات التركية الروسية، لكن خبراء قانونيين رجحوا ارتباطه بجبهة النصرة في سوريا من خلال تحليل هتافاته التي أطلقها خلال قتله للسفير الروسي ومنها الثأر لحلب.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.