اليازغي: المغرب لن يسمح باستمرار معاناة أبنائه في مخيمات تندوف

اعتبر محمد اليازغي، السياسي المغربي المخضرم الوزير السابق، أن استمرار قضية الصحراء تحت إشراف مجلس الأمن، وعلى المستوى الدولي، بهدف إيجاد حل سياسي للنزاع المفتعل، لا يشكل أي ضرر على المغرب، وشدد على أن المملكة موجودة في أرضها وترابها.
وقال اليازغي، خلال حفل توقيع كتاب «الصحراء هويتنا» الذي صدر أخيراً، وهو عبارة عن حوار مطول أجراه معه الصحافي يوسف ججيلي، مساء أول من أمس، بالمكتبة الوطنية في الرباط، إن أمام مجلس الأمن خيارين: «إما الإعلان عن الفشل، وبالتالي لا مجال لانشغاله بهذه القضية، وإما أن يأخذ قراراً شجاعاً بالتصويت على أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو الأرضية الوحيدة للحل».
وأعرب اليازغي، خلال النشاط الذي نظمه النادي الدبلوماسي المغربي، عن أمله في أن يتم التعبير عن هذا الموقف في المائدة المستديرة التي ستجمع أطراف الملف يومي 6 و7 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في جنيف، بدعوة من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كولر.
وأوضح الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي أن التركيبة الحالية لمجلس الأمن «يستحيل أن تصل إلى هذا الموقف، حتى بين الدول دائمة العضوية في المجلس... وإذا لم يستطع مجلس الأمن أن يصل إلى هذه الصيغة، فإنه سيفشل، والفشل ليس فشلنا لأننا نحن في أرضنا وفي ترابنا»، حسب تعبيره.
وزاد اليازغي موضحاً أن قضية الصحراء فيها جانب «سلبي وخطير، هو المهاجرون في مخيمات تندوف ولحمادة (جنوب غربي الجزائر)»، مشدداً على أن «هؤلاء مغاربة يعيشون في ظروف مأساوية، ولا يمكن للمغرب أن يقبل باستمرارها... وهذه النقطة هي التي تجعل من مصلحة المغرب التعجيل بحل سياسي عن طريق مجلس الأمن، والوصول إلى اتفاق حقيقي يؤكد الشرعية التي لنا في الصحراء»، لافتاً إلى أن اللاجئين في القانون الدولي «لا يعتبرون لاجئين إلا إذا تم إحصاؤهم وتسجيلهم، وهذه هي الضمانة الوحيدة للاجئين المغاربة في تندوف، لأنه من دون ذلك يمكن أن يقتل، ويقال إنه غير موجود هنا».
وتابع اليازغي مبيناً أن تسجيل اللاجئين وإحصاءهم من طرف المنظمة الدولية هو «الضمانة الوحيدة للاجئين المغاربة حتى على حياتهم»، مؤكداً أن هذه الخطوة ستفتح أمامهم المجال في التنقل، و«سيكون لهم الحق في مغادرة المكان الذي هم فيه، إذا اعتبروا أن أمنهم في وطنهم مضمون، ويمكن أن يعودوا إلى وطنهم، أو ينتقلوا إلى مكان آخر، إذا لم يريدوا العودة، أو ينتقلوا حتى داخل الجزائر، أياً كانت الظروف».
وفي سياق ذلك، أبرز الوزير المغربي السابق أن وضع المغاربة في المخيمات «مأساة كبيرة تجعلنا غير مطمئنين لاستمرار هذه القضية لأن جبهة البوليساريو في البداية هجرت قسراً واختطفت كثيراً من العائلات المغربية».
كما دعا اليازغي إلى ضرورة الحوار مع أبناء الوطن، حتى وإن كانوا يتبنون الانفصال، وقال بهذا الخصوص: «كمغاربة، لا بد أن نحاور شباب الصحراء إذا كانوا انفصاليين، ونسعى وراء مزيد من الاهتمام بالشباب الصحراوي، وأن يكون محل عناية خاصة، حتى يصبح استرجاع الصحراء في قلوب الصحراويين»، معتبراً أن من الأخطاء التي ساهمت في تأزيم القضية لجوء الحكومة إلى القمع في مواجهة مظاهرات الشباب الصحراويين، مثل ما حدث مع المتظاهرين الذين خرجوا سنة 1993، وهو ما دفع بعضهم إلى اللجوء للخارج.