عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام

طالب بتنفيذ شمولي لاتفاق القاهرة ووقع وثائق الانضمام إلى 11 منظمة دولية جديدة

الرئيس الفلسطيني خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس: الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام

الرئيس الفلسطيني خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الفلسطيني خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في رام الله أمس (أ.ف.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الطريق مفتوحة الآن من أجل إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة، مطالبا حركة حماس بـ«تنفيذ أمين ودقيق لاتفاق القاهرة الذي وقع في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
وأضاف عباس أثناء ترؤسه اجتماعات للقيادة الفلسطينية واللجنة العليا المكلفة تنفيذ متابعة قرارات المجلس المركزي: «الطريق سالكة اليوم لتحقيق إزالة أسباب الانقسام، عبر التنفيذ الدقيق والأمين للاتفاق الذي وقع في 12/ 10/ 2017، بشكل شمولي، وبما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية، واستنادا إلى العودة إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع».
وأضاف عباس: «وحدتنا الوطنية هي الأساس، والتعالي على الخاص لصالح العام، والانعتاق من التعصب التنظيمي، ووضع استقلال فلسطين والقدس فوق أي اعتبار، يجب أن تكون نقطة الارتكاز لجميع أبناء شعبنا».
وترأس عباس اجتماعا طارئا للقيادة أمس الخميس، كان خصص لبحث العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وأيد وقف جولة المواجهة هناك، مؤكدا أن هدفه دائما، كان «تجنيب الشعب المزيد من المجازر وجرائم الحرب التي ترتكبها سلطة الاحتلال الإسرائيلي».
وأدان عباس «العدوان الإجرامي على قطاع غزة»، محملا الحكومة الإسرائيلية (سلطة الاحتلال) المسؤولية الكاملة عن نتائج وتداعيات هذا العدوان.
وشكر عباس جميع الدول والأطراف التي «استجابت لطلباتنا وسعت معنا لتحقيق التهدئة في قطاع غزة، خاصا بالذكر الأشقاء في جمهورية مصر العربية».
وجاء الاجتماع في رام الله، بعد يومين على تحقيق اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، رعته مصر وشاركت فيه دول أخرى.
وأعاد الاتفاق الحالي الوضع إلى ما كان عليه سابقا، بما يضمن تحقيق الهدوء مقابل إدخال أموال ووقود إلى القطاع، والسماح بتخفيف الحصار وإقامة مشروعات إنسانية.
وعلى الرغم من أن عباس أيد العودة إلى الهدوء، فإنه يريد أن تكون منظمة التحرير هي عنوان أي اتفاق وذلك بعد إتمام المصالحة.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن القيادة تركز على وجوب تثبيت التهدئة، لكن الطريق إلى التهدئة يجب أن تتم عبر منظمة التحرير والفصائل الوطنية والإسلامية، على غرار ما حصل في التهدئة التي وقعت عام 2014، «لأن إسرائيل تحاول أن تستفرد بهذا الفصيل أو ذاك، وتحويلنا بدلا من سلطة واحدة إلى مجموعة سلطات، وهذا ما نرفضه جملة وتفصيلا».
وأضاف: «الطريق إلى التهدئة بالوحدة الوطنية وإزالة أسباب الانقسام».
وناقش اجتماع القيادة الفلسطينية ولجنة تطبيق القرارات طبيعة العلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ومع حماس، ومستقبل السلطة الفلسطينية.
وكان عباس هدد باتخاذ إجراءات فيما يخص العلاقة مع هذه الأطراف، بما في ذلك حماس، لكن جولة القتال الأخيرة في غزة قد تجعل قراراته أبعد فيما يخص حماس.
واستهل عباس اجتماعاته أمس، بتوقيع 11 صكا من أجل الانضمام لعدد من المؤسسات الدولية المتخصصة والمواثيق الدولية، وصكوك الانضمام التي وقعها الرئيس هي: الاتحاد الدولي للبريد العالمي، واتفاقية جنسية المرأة المتزوجة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والبروتوكول الاختياري لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وبروتوكول «بازل» بشأن المسؤولية والتعويض عن الأضرار الناشئة عن المواد الخطرة والتخلص منها عبر الحدود، واتفاقية المرور على الطرق، والبروتوكول المتعلق بالبلدان أو الأقاليم تحت الاحتلال في الوقت الحاضر، واتفاقية الرضا بالزواج، والحد الأدنى لسن الزواج، وتسجيل الزيجات، واتفاقية إنشاء الصندوق المشترك للسلع، والاتفاقية الدولية المتعلقة باحتجاز السفن البحرية.
وجاء التوقيع ضمن تعهد سابق لعباس بمواصلة انضمام فلسطين للمنظمات الدولية، ردا على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، القدس عاصمة لإسرائيل.
وقال عباس، إن السلطة ستتخلص من التزاماتها للولايات المتحدة، بما في ذلك الامتناع عن الانضمام لبعض المؤسسات.
لكن عباس لم يوقع بعد على الانضمام لبعض المنظمات التي يمكن أن تستفز واشنطن أكثر.
وأكد أمس أن «صفقة القرن والاحتلال والاستيطان (الأبرتهايد) إلى زوال وفشل، وحتمية التاريخ تقودنا إلى شواطئ الدولة الفلسطينية المستقلة، بعاصمتها القدس الشرقية، على حدود الرابع من حزيران 1967. على العهد والميثاق».
وهنأ عباس الفلسطينيين في كل مكان بمناسبة الذكرى الثلاثين لإعلان الاستقلال، قائلا إن «هذه الذكرى مصدر فخر واعتزاز سياسي وثقافي وتاريخي للشعب الفلسطيني، تلخص إرادته وطروحاته الوطنية في إنجاز استقلاله، وارتكازا على حقوقه غير القابلة للتصرف (حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وحقه في العودة)».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.