وفاة أبرز رموز نظام القذافي في مستشفى للأمراض النفسية

TT

وفاة أبرز رموز نظام القذافي في مستشفى للأمراض النفسية

غيب الموت أمس العميد نوري الجطلاوي، أحد أبرز رموز نظام الزعيم الراحل معمر القذافي، في مستشفى للأمراض النفسية بالعاصمة الليبية طرابلس.
وجرى اعتقال الجطلاوي، الذي شغل منصب مدير الإدارة العامة للدوريات باللجنة الشعبية العامة للأمن العام في عهد القذافي، عقب اندلاع انتفاضة 17 فبراير (شباط) 2011، وأُودع سجن الهضبة بالعاصمة، وبعد 4 سنوات من توقيفه بدأت محاكمته ضمن مجموعة من القيادات الأمنية، فيما عرف وقتها بقائمة «الضباط الخونة». لكن محكمة استئناف طرابلس قضت في 2015 بوقف الدعوى ضده، وإيداعه مستشفى الرازي للأمراض النفسية بمنطقة قرقارش في العاصمة، وظل بها حتى وفاته فجر أمس.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تبين لمحكمة طرابلس أثناء عرض الجطلاوي عليها أنه فاقد لعقله، ويهذي بكلام غير مفهوم، بسبب ما قد يكون تعرض له من تعذيب وصعق بالكهرباء خلال اعتقاله في سجن الهضبة»، مشيراً إلى أن الجطلاوي عرف عنه «الالتزام في العمل». وكانت الدائرة الجنائية بمحكمة استئناف طرابلس قد قضت في 30 من يوليو (تموز) 2015، بإعدام وسجن عدد من رموز نظام القذافي، وحكمت ببراءة آخرين، لكن أوقفت سير الدعوى المرفوعة في حق نوري الجطلاوي، وأمرت بإيداعه داخل مصحة الأمراض النفسية إلى حين شفائه.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) أطلقت حكومة الوفاق الوطني سراح اللواء المهدي العربي، أحد أهم القيادات العسكرية في نظام القذافي، بعد أكثر من 7 سنوات على حبسه في أحد سجون مدينة الزاوية، بدواع صحية.
وكانت مصادر مقربة من مكتب النائب العام، قد تحدثت عن قرب الإفراج عن عدد من رموز القذافي، الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية، لأسباب تتعلق بحالتهم الصحية، موضحا أن من بين من سيفرج عنهم رئيس جهاز الأمن الخارجي في نظام القذافي أبو زيد دوردة، الذي صدر بحقه حكم قضائي.
في سياق آخر، اعتقلت جهات مجهولة، أمس، رئيس المجلس العسكري لصبراتة «المنحل» العميد طاهر الغرابلي، وقالت فضائية «النبأ» المحسوبة على جماعة الإخوان، إن مجموعة مسلحة اقتادت الغرابلي صباح أمس، من المدخل الشرقي لمدينة صبراتة أثناء قيامه بتوصيل ابنته إلى المدرسة. وشهد جنوب صبراتة اشتباكات عنيفة، نهاية الشهر الماضي، بين قوات غرفة عمليات محاربة تنظم «داعش» وقوات المجلس العسكري المطرودة بقيادة الغرابلي، بالإضافة إلى أحمد الدباشي الملقب بـ«العمو» والمطلوب دولياً.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.