تونس: «النداء» يعقد مؤتمره الأول لانتخاب قيادات سياسية

تتمخض عنه هيئة مكونة من 34 قيادياً

TT

تونس: «النداء» يعقد مؤتمره الأول لانتخاب قيادات سياسية

أكد رضا شرف الدين، قيادي حزب النداء التونسي، أن المؤتمر الأول للحزب سيكون قبل نهاية شهر فبراير (شباط) المقبل، عوض نهاية شهر يناير (كانون الثاني)، حسبما أعلن عنه في وقت سابق، مشددا على أنه سيكون «مؤتمرا ديمقراطيا»، وأن الهيئة التأسيسية لحزب «النداء» مكنته من كل الصلاحيات لإنجاح هذا المؤتمر، الذي «سيصبغ وجود القيادات المنبثقة عنه بالشرعية»، حسب تعبيره.
وستشرع لجنة الإعداد للانتخابات التي يترأسها خلال الفترة المقبلة في تنظيم مؤتمرات محلية وجهوية، وصولا إلى مؤتمر وطني. وبالتالي انتخاب المؤتمرين الذين سيحضرون المؤتمر الانتخابي نهاية الشهر الثاني من السنة المقبلة.
وفي حال تثبيت هذا الموعد، فإن حزب النداء الذي أسسه الباجي قائد السبسي منتصف سنة 2012، والذي يضم رموزا من اليسار ونقابيين ورموزا من النظام السابق، سيدخل مرحلة سياسية جديدة، وفق عدد من المراقبين، على أمل أن يتجاوز الصعوبات الكثيرة التي واجهته إثر فوزه في انتخابات 2014، وتحالفه السياسي مع حركة النهضة. علما بأن الحزب لم ينجح في عقد مؤتمره الأول، وعاش خلال السنوات الست الماضية عددا كبيرا من الانقسامات السياسية، أدت إلى تناسل أربعة أحزاب سياسية نتيجة خلافات مع نجل الرئيس التونسي حافظ قائد السبسي.
وخلال مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر الحزب في العاصمة التونسية، قال شرف الدين إن لجنة إعداد الانتخابات تضم في تركيبتها عددا هاما من القياديين في الحزب، من بينهم بوجمعة الرميلي، المدير التنفيذي السابق للحزب. لكنه نفى نفيا قاطعا أن تكون هذه اللجنة قد اختيرت لضمان نتائج انتخابية على القياس، في إشارة إلى المشككين في إمكانية عقد مؤتمر انتخابي بين قيادات الحزب. علاوة على الاتهامات المتعددة التي وجهت لمن يقف وراء محاولة التوريث السياسي لحافظ قائد السبسي، نجل الرئيس الحالي.
وخلال لقاء أمس أكد شرف الدين أن «المهمة ستكون صعبة، وتأتي في وقت صعب جدا. ومن المنتظر أن يتمخض عن هذا المؤتمر هيئة سياسية، تتكون من 34 شخصا، تتولى انتخاب القيادات السياسية في هذه السنة الانتخابية». وكان الديوان السياسي لحزب «النداء» الذي اجتمع مساء الأربعاء الماضي، برئاسة سليم الرياحي الأمين لحزب النداء، وحضور حافظ قائد السبسي رئيس الهيئة السياسية، ورضا بلحاج المنسق العام للحركة، وأعضاء الديوان البالغ عددهم 13 عضوا، قد ناقش استكمال عملية الاندماج السياسي لحزب الاتحاد الوطني الحر في نداء تونس على مستوى الجهات.
وكانت الكتلة البرلمانية لحزب النداء قد دعت الوزراء المنتمين للحزب في حكومة يوسف الشاهد إلى الاستقالة من الحزب، أو من الحكومة، وهو ما لم يتم حتى الآن. وقد قاطعت هذه الكتلة البرلمانية الجلسة العامة البرلمانية للتصويت على منح الثقة للحكومة، إثر التعديل الوزاري الأخير، ولم يصوت معظم نوابها على منح الثقة لأعضاء الحكومة الجدد. إلا أن خمسة من نواب حزب النداء خالفوا هذا القرار، وهو ما أدى إلى طردهم بشكل نهائي من الحزب.
على صعيد آخر، قررت الهيئة التونسية للمحامين (نقابة المحامين) فتح تحقيق ضد بعض المحامين، الذين تحوم حولهم شبهة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. ومن المنتظر أن تعلن عن نتائجها خلال أسبوع.
وجاء هذا القرار بسبب وجود شبهات ارتباط بعض المحامين مع جمعيات تنظر للتطبيع مع إسرائيل، وتعمل على تمكين جهات من إسرائيل من نفوذ في تونس.
وكان حزب المسار الاجتماعي الديمقراطي (يساري) قد جمد عضوية رئيس إحدى الجامعات التونسية، يشغل منصبا قياديا في الحزب، بعد الاشتباه في ترؤسه إحدى الجمعيات التي لها ارتباطات مع أطراف في إسرائيل.
يذكر أن تعيين اليهودي التونسي روني الطرابلسي وزيرا للسياحة خلف ردود فعل متباينة، حيث اتهمته أطراف سياسية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني. غير أنه تمكن من نيل ثقة البرلمان ضمن التركيبة الحكومية الجديدة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.