الرئيس السوداني يعلن تمسكه بمبادئ الحركة الإسلامية

اتهم جهات دولية بإفشال مبادرته للسلام في أفريقيا الوسطى

TT

الرئيس السوداني يعلن تمسكه بمبادئ الحركة الإسلامية

أعلن الرئيس السوداني تمسكه بمبادئ «الحركة الإسلامية» وعدم التزحزح عنها، مقابل ما سماه «الكم الهائل من الكيد» الذي يواجه حكومته، واتهم جهات لم يسمها بأنها تعمل على إفشال مبادرته لإحلال السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وجدد الرئيس عمر البشير في كملته لمؤتمر الحركة الإسلامية السودانية بالخرطوم أمس، التأكيد على تمسكه بمبادئ الحركة، وقال إن «السودان يقدم الإسلام الوسطي المعتدل نموذجاً لكل العالم، دون تعد على الآخرين، ولا يحرمهم الأفكار والتطلعات والتنظيم».
ورغم نفيها مراراً للعلاقة مع التنظيم العالمي «الإخوان المسلمين»، تعد الحركة الإسلامية السودانية امتداداً مستقلاً لحركة «الإخوان»، وتهتدي بفكر مؤسسيها حسن البنا، والهضيبي. بيد أنها تبنت توجهات «إسلاموية» أثارت مخاوف دول غربية وإسلامية.
وأتت الحركة الإسلامية بالبشير رئيساً للبلاد، في الانقلاب العسكري الذي دبره بعض عناصرها المدنيين والعسكريين، ضد حكومة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي في يونيو (حزيران) 1989، وظل يحكم البلاد منذ ذلك التاريخ.
وتعهد البشير بالسعي لإقامة علاقات متوازنة مع كل الدول القريبة منه والبعيدة، والتعاون مع الجميع «لما فيه مصلحة الإنسانية»، وشدد على أنه «لن يتراجع عن عهد وميثاق الحركة الإسلامية»، وسيحفظ عهده مع الشهداء، ولن يتزحزح عن ذلك قيد أنملة، مؤكدا أنه موقف «ثابت لن يتغير».
في سياق ذلك، أشار البشير إلى جهات غربية لم يعرّفها، قال إنها تخطط لصناعة موجة عنف تضرب عددا من البلدان الإسلامية، على طريقة ما يحدث في «سوريا، وليبيا، واليمن، والصومال»، قاطعا بأن بلاده واجهت مثل هذا الاستهداف، الذي يتمثل في دعم حركات التمرد ضده، وفرض حصار اقتصادي عليه، وملاحقته بالمحكمة الجنائية الدولية.
كما كشف البشير عن محاولات تقوم بها جهات لم يسمها، تسعى لتعطيل المبادرة السودانية للسلام في دولة أفريقيا الوسطى، التي كان ينتظر أن تبدأ منتصف الشهر الحالي مفاوضات بين ميليشيتي «سيليكا، وأنتي بلاكا» وحركات متمردة أخرى بالخرطوم.
من جهة أخرى، تعهد البشير بتقديم نموذج أخلاقي للعالم، بقوله إن «العالم بحاجة إلى نموذج أخلاقي، ونحن سنقدم النموذج الأخلاقي الذي يحفظ للبشرية كيانها وأمنها واستقرارها ويحفظ السلم والتعايش».
من جهتها، أكدت الحركة الإسلامية أنها «حركة مستقلة»، لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأعلنت عزمها على إجراء حوار مع المختلفين معها، سواء كانوا غربيين أو في الدول العربية، متجاهلة تصنيفهم لها والإسلام السياسي أنه «إرهابي».
وكان الأمين العام للحركة الزبير أحمد الحسن قد ذكر في مؤتمر صحافي الأربعاء، أن المؤتمر العام التاسع للحركة يأتي في أجواء دولية وإقليمية معادية لـ«الإسلام السياسي»، الذي يدعو لتطبيق شامل للإسلام في الحياة.
موضحا أن بعض دول العالم تصم الإسلام السياسي بالإرهاب، وتعهد بأن تواصل حركته الحوار مع المخالفين لها، سواء كانوا في الغرب أو المنطقة العربية، وتابع موضحا أن الحركة الإسلامية السودانية «حركة وسطية معتدلة، غير إرهابية ولا متعدية، ولا تتدخل في شؤون الدول، وتتمتع باستقلالية من الجماعات الإسلامية الأخرى».
وجدد أحمد الحسن تأكيد اهتمام حركته بقضايا المسلمين، والاعتداءات على الأقليات المسلمة، مثل «اعتداءات الإسرائيليين على الفلسطينيين، خاصة غزة دون تدخل في الشؤون الداخلية للدول». قاطعا بتمسك الحركة بـ«توجهاتها الإسلامية، ومراعاتها للظروف الإقليمية والدولية المحيطة، وأنها تضع مصلحة السودان والقواعد الدبلوماسية المتعارف عليها بين الدول نصب أعينها».
وبدأت بالخرطوم أمس أعمال المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية السودانية، وحضر جلسته الافتتاحية الرئيس البشير، وأمين عام الحركة الزبير أحمد الحسن، وعدد من رموز الحركات الإسلامية، وقادة المنظمات بالعالم الإسلامي، وممثلون عن الأحزاب السياسية السودانية، وشيوخ الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.