مصر تدعو إثيوبيا لتجاوز «التباطؤ» في مفاوضات سد النهضة

خلال لقاء شكري مع نظيره الإثيوبي في أديس أبابا

وزيرا خارجية مصر وإثيوبيا خلال لقائهما أمس «الخارجية المصرية»
وزيرا خارجية مصر وإثيوبيا خلال لقائهما أمس «الخارجية المصرية»
TT

مصر تدعو إثيوبيا لتجاوز «التباطؤ» في مفاوضات سد النهضة

وزيرا خارجية مصر وإثيوبيا خلال لقائهما أمس «الخارجية المصرية»
وزيرا خارجية مصر وإثيوبيا خلال لقائهما أمس «الخارجية المصرية»

دعت مصر إثيوبيا إلى الإسراع في المسار التفاوضي الخاص بسد «النهضة»، الذي تبنيه الأخيرة على أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل، والذي تقول مصر إنه يهدد حصتها من المياه.
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال لقائه نظيره الإثيوبي ورقنه غبيهو في أديس أبابا أمس، على أهمية التنفيذ الأمين لمخرجات الاجتماع الوزاري الأخير، و«تجاوز التباطؤ الراهن إزاءها».
والتقى شكري وغبيهو على هامش الاجتماعات الوزارية التمهيدية للقمة الأفريقية الاستثنائية، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وفيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد حافظ، إن اللقاء بحث التطورات الخاصة بمفاوضات سد النهضة، أكد شكري أهمية التنفيذ الأمين لمخرجات الاجتماع الوزاري التساعي (وزراء الخارجية والدفاع ومديرو مخابرات مصر وإثيوبيا والسودان)، وتجاوز التباطؤ الراهن إزاءها، بحيث يتسنى المضي قدما في مسار الدراسات الفنية، وفقا لاتفاق المبادئ الموقع عام 2015. وتنفيذا لتوجيهات قادة الدول الثلاث بالعمل كدولة واحدة لتحقيق المصالح المشتركة، بالإضافة إلى استئناف مسار اللجنة العلمية البحثية المستقلة.
ونوه المتحدث في بيان له أن الوزير الإثيوبي «أبدى اهتماما بإيجاد الوسيلة المناسبة للسير قدما في مشاورات الدول الثلاث، على أن يتم بلورة ذلك في غضون أيام محدودة».
كما أوضح المتحدث أن اللقاء تناول أيضا سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وجهود إنشاء الصندوق الثلاثي للتنمية بين مصر والسودان وإثيوبيا، حيث أكد الوزير شكري ضرورة البناء على النجاح الذي تحقق في الاجتماع الأول، الذي عقد بالقاهرة في يوليو (تموز) الماضي، مشيرا إلى أهمية الاتفاق على الجوانب المؤسسية والإجرائية والمشروعات التي سيتم تنفيذها، وفقا للمبادئ التي تم الاتفاق عليها في اجتماع القاهرة. ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإثيوبي تطلع بلاده للعمل مع مصر والسودان من أجل تفعيل صندوق التنمية، والاستفادة بدوره في تعزيز التعاون التنموي بين الدول الثلاث.
وتخوض مصر وإثيوبيا، بمشاركة السودان، سلسلة مفاوضات مكوكية منذ سنوات، على أمل إيجاد حلول لأضرار متوقعة للسد الإثيوبي على حصة مصر من مياه نهر النيل، المقدرة بـ55.5 مليار متر مكعب.
وتخشى مصر أن يؤدي بناء السد، وما يتبعه من خطوة تخزين المياه في البحيرة الخاصة به، إلى نقص مياه الشرب وتأثر الأراضي الزراعية لديها. فيما ترى إثيوبيا أنه ضرورة لتزويدها بالكهرباء، وتنفي أي أضرار على القاهرة.
وأنجزت إثيوبيا 66 في المائة من مراحل بناء السد حتى الآن، حسبما أعلنت في وقت سابق هذا العام. ومن المقرر أن يجري مكتب استشاري فرنسي دراسات خاصة بتقييم تأثيرات سد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان)، وفقا لاتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث عام 2015.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.