ترمب يرشح الجنرال أبي زيد سفيراً لواشنطن في الرياض

يتحدر من أصول لبنانية وعمل قائداً للقيادة الأميركية الوسطى بين 2003 و2007

الجنرال جون أبي زيد في عام 2006 (أ.ف.ب)
الجنرال جون أبي زيد في عام 2006 (أ.ف.ب)
TT

ترمب يرشح الجنرال أبي زيد سفيراً لواشنطن في الرياض

الجنرال جون أبي زيد في عام 2006 (أ.ف.ب)
الجنرال جون أبي زيد في عام 2006 (أ.ف.ب)

بعد شغور امتد لأكثر من عامين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ترشيح الجنرال المتقاعد جون أبي زيد ليصبح السفير الأميركي لدى المملكة العربية السعودية.
ويتعيّن على أبي زيد الذي يتمتع باحترام كبير في واشنطن، الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه هذا، قبل أن يسافر إلى الرياض ليتسلّم مهامه الدبلوماسية الجديدة. وقد ألقى ترمب ووزير الخارجية مايك بومبيو باللائمة على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ في رفض الترشيحات المقدمة لهم بقائمة السفراء المقترحين لنحو 80 دولة.
وأمضى الجنرال جون أبي زيد، ذو الأصول اللبنانية، 34 عاماً في صفوف الجيش الأميركي وكان قائداً للقيادة الأميركية الوسطى في الفترة بين 2003 إلى 2007 أثناء رئاسة الرئيس جورج بوش الابن الثانية، وعُرف بالإشراف على حرب العراق. وأصبح أبي زيد (67 عاماً) أخيراً مستشاراً وزميلاً في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، ويعتقد البعض أن اختياره سفيراً إلى الرياض يأتي لتعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي عهد إدارة باراك أوباما، كان أبو زيد في عام 2016 يقدم استشارات لوزير الدفاع الأوكراني ستيبان بولتوراك. وقال البنتاغون آنذاك إن الجنرال المتقاعد يقدم استشارات لأوكرانيا في سعيها لإصلاح وتحديث قواتها المسلحة، ليقترب مستوى جيشها من جيوش حلف شمال الأطلسي.
ونجح أبي زيد في كسب ثقة الجنرال تومي فرانكس الذي خلفه في منصب القائد بالقيادة المركزية الأميركية في عام 2003. كما تمت ترقيته إلى رتبة لواء من فئة الأربعة نجوم في الأسبوع نفسه، وقد خلفه لاحقاً الأدميرال ويليام فالون في عام 2007 بعد تقاعده من الخدمة العسكرية الذي أمضى فيها 34 عاماً.
وولد أبي زيد في شمال كاليفورنيا في عام 1951. إذ قدم جدّه مهاجراً من لبنان إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد الحرب العالمية الأولى، وقد نشأ معتنقاً المسيحية الكاثوليكية، وكان والده عسكرياً عمل في البحرية الأميركية أثناء الحرب العالمية الثانية، أما والدته فتوفيت بمرض السرطان.
والتحق أبي زيد بالأكاديمية العسكرية الأميركية USMA)) في ويست بوينت، ليتخرج منها ضمن دفعة 1973 ضابط مشاة حاصل على دورات أساسية ومتقدمة، ثم التحق بعد ذلك بكلية أركان القوات المسلحة والزمالة العليا في كلية الحرب بالجيش الأميركي في معهد هوفر بجامعة ستانفورد.
كما حصل جون أبي زيد على درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، وعمل باحثاً في الجامعة الأردنية بعمّان في الأردن. ونشر مركز هارفارد لدراسات الشرق الأوسط بحث أبي زيد للماجستير، المؤلف من مائة صفحة حول السياسة الدفاعية للمملكة العربية السعودية، والتي ما زالت تحتفظ به بعد 30 عاماً كـ«أفضل ورقة بحثية حصلت عليها الجامعة في هذا المجال».
وفي الآونة الأخيرة، دعا أبي زيد الولايات المتحدة للقيام بدور رائد في وضع معايير عالمية لكيفية استخدام الطائرات من دون طيار من قبل القوات العسكرية، داعياً من خلال مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إلى مزيد من الشفافية من قبل البنتاغون.
وكتب في مقال الرأي عام 2014 مع روزاجا بروكسى، المسؤولة السابقة في البنتاغون إن «سياسات (تسيير) الطائرات الأميركية من دون طيار تدمر مصداقيتها وتقوض سيادة القانون وتخلق سابقة دولية مزعزعة للاستقرار، وهي أنظمة تستغلها الأنظمة القمعية في جميع أنحاء العالم بلا شك، وكلما تكاثرت الطائرات من دون طيار، فإن المستقبل الذي تم تخيله أعلاه أصبح مرجحاً للغاية».
كما دعا أبي زيد الولايات المتحدة إلى إيجاد مراكز معتدلة للسلطة في الشرق الأوسط والعمل معها، واضطلاعها بدور نشط بشكل عام هناك.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».