جهود لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين طهران ودمشق

قالت مصادر متابعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن المرحلة القادمة ستشهد تطورا جديدا في العلاقات الاقتصادية بين طهران ودمشق لا سيما العلاقات المصرفية، حيث تجددت طروحات تأسيس مشترك باسم «بنك الأمان».
وقالت المصادر: «التعاون المصرفي كان أحد أهم الموضوعات التي طرحت في اللقاءات الثنائية خلال الأيام الأخيرة، باعتبار أن استثمار الحساب المصرفي المشترك خطوة أولى للتعاون» خاصة أن البلدين يواجهان عقوبات اقتصادية دولية، كما يتم بحث الانضمام إلى نظام سويفت الروسي للتعاملات المالية والمصرفية بهدف تجنب الهيمنة الأميركية على التمويلات.‏
وقطعت «سويفت» للمراسلات المالية خدماتها عن بعض المصارف الإيرانية، امتثالا للعقوبات الأميركية على إيران التي دخلت حيز التنفيذ مطلع الشهر الحالي.
وخلال انعقاد اجتماع لجنة الصداقة البرلمانية في طهران قبل يومين، قال وزير الاقتصاد والمالية الإيراني دج بسند، إن «تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين يستوجب توسيع نطاق التعاون في مجال العلاقات المصرفية بين البلدين، وإن تصدير السلع والبضائع الإيرانية من شأنه أن يقوم بدور محوري في إعادة الإعمار في سوريا».‏ لقد «تم توقيع عدة اتفاقيات في هذا المجال وعلينا تنفيذها». وقال بسند إن العلاقة الاقتصادية الجديدة ستكون على مبدأ «رابح - رابح»
وأكد السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود «أهمية تفعيل ملف التعاون المصرفي باعتباره يشكل مفتاحا مهما للتعاون الاقتصادي»، إضافة إلى «إنشاء فروع للمصارف بين البلدين» وأنه تم توقيع الإطار التنفيذي لاتفاقية غرف التجارة المشتركة لزيادة مجالات التعاون.‏
وقالت مصادر في دمشق إن «النظام السوري خلال السنوات الماضية استفاد من علاقته بإيران للتحايل على العقوبات الدولية، وبالمقابل فالمرحلة القادمة ستشهد استثمار إيران لنفوذها في سوريا للتحايل على العقوبات الأميركية». وأكدت المصادر أن إيران تطلع إلى جعل سوريا ممرا لعبور صادراتها إلى الدول العربية، من خلال استغلال عدم وجود رسوم للصادرات السورية إلى الدول العربية.
وقالت المصادر إنه خلال زيارة إلى إيران قام بها وفد تجاري سوري مؤلف من خمسين رجل أعمال برئاسة محمد حمشو إلى طهران قبل نحو أسبوعين، طرح رجال أعمال الإيران فكرة أن تلعب سوريا «دوراً مهماً في إعادة تصدير السلع الإيرانية». في حين ركز السوريون على مساهمة إيران في عملية إعادة الأعمار.
وتأتي المساعي الإيرانية للتحايل على العقوبات مواكبة لإعلان طهران بدء تنفيذ أهم مشروعاتها على الأراضي السورية وهو مد السكة من منفذ شلمجة على الحدود الإيرانية - العراقية وحتى مدينة البصرة جنوب العراق، وصولا إلى ميناء اللاذقية غرب سوريا.
وتنص اتفاقية موقعة بين إيران والنظام السوري بشأن إعادة الإعمار على أن تبدأ إيران بمد خط حديدي عبر البصرة العراقية إلى سوريا عن طريق البوكمال ثم دير الزور، إضافة إلى صيانة البنية التحتية للمواصلات في سوريا، خاصة السكك الحديدية.