السودان: الحركات المسلحة تدعو وسطاء السلام لتوحيد مبادراتهم

TT

السودان: الحركات المسلحة تدعو وسطاء السلام لتوحيد مبادراتهم

وصفت الحكومة السودانية مبادرة رئيس دولة جنوب السودان لتسهيل المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة المتمردة، بالإيجابية، وقالت إنها «مستعدة» لاستئناف المفاوضات حول المنطقتين اللتين تسيطر عليهما الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، معلنة التزامها بالمشاركة في المفاوضات التي تتوسط فيها الآلية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، ووفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة.
وقال بشارة أرو وزير الإعلام المتحدث باسم الحكومة في تصريحات، إن محادثات السلام ستبدأ في وقت قريب، مشيراً إلى أن الحكومة عقدت اجتماعات مع الاتحاد الأفريقي، وإن الرئيس سلفا كير ميارديت عقد عددا من الاجتماعات مع قادة التمرد في جوبا.
بدورها، أكدت حركة العدل والمساواة، إحدى أكبر الحركات المتمردة، أنها أجرت مشاورات لتحريك وتذليل العقبات التي تحول دون توقيع اتفاق مع الحكومة بشأن إقليم دارفور. وقال جبريل إبراهيم رئيس الحركة في تصريحات أمس، استعداد حركته وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، للتفاوض مع حكومة الخرطوم. وبحسب جبريل، فإن الحركتين أبلغتا الأطراف بأهمية تنسيق بين المبادرات، بين الآلية الرفيعة بقيادة الجنوب أفريقي ثابو مبيكي، ومبادرة رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.
وتمسكت الحركتان بالمحادثات التي تهدف لحل النزاع في دارفور على أساس «خريطة الطريق الأفريقية» الموقعة منذ 2016، لتحقيق السلام الدائم في السودان، باعتبارها أداة لـ«تحقيق السلام في جميع أنحاء السودان، من خلال عملية سياسية شاملة».
وأوضح جبريل الذي يشغل إلى جانب رئاسة حركة العدل والمساواة، منصب نائب رئيس تحالف قوى «نداء السودان» المعارض والمكون من الحركات المسلحة، وأحزاب مدنية أبرزها حزب الأمة القومي، وحزب المؤتمر السوداني، أن المشاورات التي جرت الأسبوع الماضي تناولت سبل تحريك العملية السلمية، عن طريق توقيع اتفاق أولى، يمهد الطريق لتوقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية لأغراض إنسانية، تعقبه مفاوضات مباشرة تتناول القضايا السياسية، وتخاطب جذور الأزمة السودانية، وتعالج آثار الحرب على أساس اتفاق طارئ يرسم مسار المحادثات.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».