مؤشرات تؤكد استمرار تعافي الاقتصاد الأميركي

من أبرزها توقعات بتحسن قطاع الصناعة

مؤشرات تؤكد استمرار تعافي الاقتصاد الأميركي
TT

مؤشرات تؤكد استمرار تعافي الاقتصاد الأميركي

مؤشرات تؤكد استمرار تعافي الاقتصاد الأميركي

زادت طلبيات السلع المعمرة الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسجل مؤشر لخطط إنفاق الشركات أكبر زيادة في نحو عام، الأمر الذي ينبئ بتحسن مستدام في الاقتصاد.
وقالت وزارة التجارة الأميركية، أمس الثلاثاء، إن طلبيات السلع المعمرة قفزت 3.5 في المائة، مع زيادة الطلب على شتى المنتجات من الطائرات إلى الآلات وأجهزة الكومبيوتر والإلكترونيات.
وبحسب «رويترز» كانت توقعات المحللين بزيادة قدرها اثنان في المائة، بينما شهد أكتوبر (تشرين الأول) الماضي انخفاضا بنسبة 0.7 في المائة. وباستبعاد قطاع النقل تكون الطلبيات قد زادت 1.2 في المائة، وهو أكبر معدل نمو منذ مايو (أيار) الماضي.
وقفزت طلبيات السلع الرأسمالية غير الدفاعية عدا الطائرات - وهي مؤشر مهم لخطط إنفاق الشركات – 4.5 في المائة، وذلك بعد تراجع على مدى شهرين متتاليين. وتلك أكبر زيادة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتوقع الاقتصاديون أن تسجل الفئة التي يطلق عليها السلع الرأسمالية الأساسية زيادة 0.7 في المائة في نوفمبر الماضي بعد أن تراجعت 0.7 في المائة في أكتوبر. ويشير التقرير إلى تعزز القطاع الصناعي وينبئ بمزيد من التحسن لتوقعات النمو الاقتصادي.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات اقتصادية نشرت مساء أول من أمس زيادة الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة خلال نوفمبر الماضي، بأعلى وتيرة له منذ 5 أشهر بفضل التخفيضات التي قدمتها الشركات والمتاجر مع بدء موسم تسوق عيد الميلاد.
وذكرت وزارة التجارة الأميركية أن إنفاق الأميركيين زاد خلال الشهر الماضي بنسبة 0.5 في المائة، بعد زيادته بنسبة 0.4 في المائة خلال أكتوبر الماضي.
وكانت بيانات أخرى قد أشارت إلى ارتفاع ثقة المستهلكين في الاقتصاد الأميركي خلال ديسمبر (كانون الأول) الحالي إلى أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر. ونقلت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء الاقتصادية أن ارتفاع أسعار الأسهم إلى مستويات قياسية وارتفاع قيمة المساكن أدى إلى زيادة قيمة ثروات أصحاب الدخل المرتفع في الولايات المتحدة، وهو ما أفاد سلاسل متاجر التجزئة مثل «نايمان ماركوس غروب».
وفي الوقت نفسه، تحسنت أوضاع سوق العمل الأميركية، وهو ما يؤدي إلى تحسن الإنفاق الاستهلاكي بما يفتح الباب أمام نمو الاقتصاد الأميركي أكبر اقتصادات العالم خلال العام المقبل.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).