أفاد مرصد حقوقي أمس بأن أجهزة الاستخبارات التابعة للنظام السوري اعتقلت 342 شخصا ممن وقعوا «تسويات ومصالحات» مع دمشق بموجب ضمانات روسية في مناطق كانت تابعة للمعارضة أسفرت عن دخول قوات النظام إليها.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، يبدو أن «الوعود والضمانات التي قدمتها روسيا لجميع الذين لم يغادروا المناطق التي دخلت عليها قوات النظام مؤخراً بفعل (المصالحات والتسويات) أو العمليات العسكرية في عموم سوريا، ليست إلا وعودا وهمية وضمانات مزيفة، فأجهزة النظام الأمنية ومخابراتها لا تزال تواصل حملاتها التعسفية من دهم واعتقالات في كل من مدينة درعا وريفها وجنوب دمشق وغوطتي دمشق الشرقية والغربية بالإضافة لريف حمص الشمالي ولم تكتف مخابرات النظام بحملاتها في هذه المناطق بل عمدت إلى تنفيذ حملات دهم واعتقالات لنازحي مخيم الركبان ممن عادوا إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم بضمانات روسية كالقريتين ومهين وتدمر وغيرها».
وتابع أنه «وثق منذ بداية سبتمبر (أيلول) اعتقال أجهزة النظام الأمنية بما لا يقل عن 342 مواطناً سورياً من مختلف المناطق آنفة الذكر لأسباب وذرائع مختلفة كالتواصل مع أقرباء في الشمال السوري ومتخلفين عن الخدمة الإلزامية في جيش النظام والتهرب من خدمة الاحتياط في جيش النظام وما إلى ذلك، وسط عجز الروس الضامنين لحياة هؤلاء المدنيين الذين رفضوا التهجير إلى الشمال السوري ورفضوا خيار البقاء في منازلهم ومناطقهم لتأتي مخابرات النظام وتسلبهم حريتهم وتزج بهم في معتقلاتها الأمنية، وسط مخاوف على حياتهم».
وطالب «المرصد» في تقرير «المجتمع الدولي والمحاكم الدولية المسؤولة والأطراف الدولية الفاعلة، للعمل بشكل حثيث وجدي وفوري، للعمل على كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين مغيبي المصير، أمام الرأي العام السوري والإقليمي والدولي، وكشف مصائرهم لعوائلهم التي أدمى غياب ذويهم قلوبهم طوال السنوات الفائتة، كما ندعو المحاكم الدولية للعمل على تقديم الجناة من منفذي القتل وآمريهم ومحرضيهم، للمحاكم المختصة، لينالوا العقاب على ما اقترفته أيديهم الآثمة التي لا تزال مبللة بدماء السوريين الذين لا ذنب لهم، فكل ما خرجوا من أجله هو المناداة بالحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، والخروج على نظام ديكتاتوري حكم البلاد بالقتل والموت وانتهاك حقوق الإنسان طوال عقود خلت».
وكان «المرصد» أفاد بأن أجهزة الاستخبارات اعتقلت الاثنين «مواطنة من مدينة حرستا، حيث جرت عملية الاعتقال في حي ركن الدين بالعاصمة دمشق بتهمة التواصل مع أقرباء لها في الشمال السوري، وذلك بعد تفتيش هاتفها المحمول، ضمن سلسلة الاعتقالات التعسفية التي تعمد إليها أجهزة النظام الأمنية في عموم مناطق سيطرتها وفي مناطق (المصالحات والتسويات) على وجه الخصوص على الرغم من جميع الضمانات الروسية».
مرصد حقوقي يؤكد اعتقال 342 من «شباب التسويات»
مرصد حقوقي يؤكد اعتقال 342 من «شباب التسويات»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة