اتهام يمني للسفن الإيرانية بتهديد الصيادين في البحر الأحمر

TT

اتهام يمني للسفن الإيرانية بتهديد الصيادين في البحر الأحمر

اتّهم وزير الثروة السمكية في الحكومة اليمنية فهد كفاين، أمس، السفن الإيرانية الموجودة في المياه اليمنية في خليج عدن والبحر الأحمر، بمضايقة الصيادين اليمنيين وتهديدهم، داعيا إلى وقف انتهاكات طهران وتدخلها في الشأن اليمني. وجاءت تصريحات الوزير كفاين بالتزامن مع إدانات واسعة لانتهاكات الميليشيات الحوثية الموالية لإيران في مدينة الحديدة، ومنها قيام الجماعة بتحويل المدنيين إلى دروع بشرية وتفخيخ المباني والطرقات وسط المدينة وزرع الألغام في محيط الميناء الحيوي لإعاقة تقدم قوات الجيش اليمني.
وقال الوزير اليمني أثناء حضوره في محافظة شبوة عملية تسليم 100 قارب صيد للصيادين في المحافظة الساحلية الذين تلفت قواربهم جراء العواصف المدارية المتلاحقة، إن سفنا إيرانية تعمل على مضايقة الصيادين اليمنيين وتهددهم في المياه اليمنية، ومنها مياه البحر الأحمر. ودعا الوزير كفاين، المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته في إيقاف تجاوزات إيران ووقف تدخلها في الشأن اليمني ودعمها لميليشيات الحوثي الانقلابية». وتحدث وزير الثروة السمكية عما تقوم به الجماعة الحوثية من تعسف ضد الصيادين اليمنيين واختطافهم وإخفائهم قسريا ومنعهم من مزاولة مهنتهم بتدخل ودعم إيراني واضح وسافر.
وكانت تقارير دولية كشفت عن وجود سفن إيرانية في البحر الأحمر يرجح أنها تقوم بتقديم خدمات لوجيستية للجماعة الحوثية ومنها عمليات تسهيل تهريب الأسلحة للجماعة عبر زوارق صيد وصولاً إلى سواحل محافظة الحديدة على البحر الأحمر. وأكد الوزير اليمني أمس أن وزارته «ستعمل تباعاً على استكمال توزيع مثل هذه القوارب والمحركات على الصيادين المتضررين من الكوارث الطبيعية والحرب التي تشنها الميليشيات على الشعب والوطن في بقية المحافظات التي تشملها المجموعة الأولى، والتي تضم محافظات المهرة وشبوة وأبين وتعز وبواقع مائة قارب مع المحركات لكل محافظة وسيتبعها في وقت لاحق التوزيع على بقية المحافظات الساحلية الأخرى». وبحسب مراقبين للشأن اليمني، تعمدت الجماعة الموالية لإيران منذ انقلابها على الشرعية قبل أربع سنوات، استغلال قوارب الصيادين وتحويلها إلى قوارب حربية لتهديد الملاحة البحرية، وهو ما جعل كثيرا من الصيادين بسبب سلوك الميليشيات عرضة لمخاطر الحرب.
في سياق آخر، أدان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد) استخدام ميليشيات الحوثي الانقلابية منازل المدنيين في أحياء مستشفى الثورة والربصة والجامعة بمحافظة الحديدة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، وقيامها بزراعة شبكة ألغام بداخلها واحتلال المباني المرتفعة وجعل الأدوار الأرضية منها مخابئ لمسلحيها. وقال التحالف الحقوقي في بيان إنه «يتابع مجريات الأحداث الأخيرة في الحديدة وما آلت إليه الأوضاع الإنسانية نتيجة تمترس ميليشيا الحوثي الانقلابية داخل الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، مستنكرا استخدامهم من قبل الميليشيات دروعا بشرية وإثارة حالة من الهلع والخوف في أوساط المدنيين».
واتّهم البيان عناصر الجماعة الحوثية بطرد المرضى والأطباء من أقسام الطوارئ في «مستشفى 22 مايو (أيار)»، وقال إنهم «تمركزوا داخلها واستخدموها ثكنات عسكرية، وقاموا بمنع حركة سيارات الإسعاف التي تقل الجرحى من المدنيين». وأشار تحالف «رصد» إلى أن هذا السلوك يؤدي إلى نتائج كارثية تطال العاملين والمرضى في المستشفى مع تأكيده أن تلك التصرفات تعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان. ودعا التحالف اليمني جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من المدينة وكذا السماح بإدخال المساعدات الإنسانية ومراعاة قواعد القانون الدولي الإنساني. وكان شهود محليون أكدوا أن الميليشيات الحوثية أقدمت على طرد المئات الأسر من منازلها في أحياء مدينة الحديدة وحوّلت المنازل إلى ثكنات لمسلحيها وقناصتها فضلا عن قيامها بتفخيخ الشوارع العامة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.