«يويفا» يهدد بفتح تحقيقات جديدة في مخالفات اللعب المالي النظيف

ألكسندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي توعد مخالفي قانون اللعب المالي النظيف (رويترز)
ألكسندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي توعد مخالفي قانون اللعب المالي النظيف (رويترز)
TT

«يويفا» يهدد بفتح تحقيقات جديدة في مخالفات اللعب المالي النظيف

ألكسندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي توعد مخالفي قانون اللعب المالي النظيف (رويترز)
ألكسندر سيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي توعد مخالفي قانون اللعب المالي النظيف (رويترز)

هدد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإعادة فتح التحقيقات في ملفات الأندية التي تحوم حولها الشبهات بمخالفة قاعدة اللعب المالي النظيف، بعد وثائق مسربة تتعلق باختراق مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان للقانون.
وجاء موقف الاتحاد الأوروبي بعدما كشفت مجلة «در شبيغل» الألمانية الأسبوع الماضي في سلسلة جديدة من تسريبات «فوتبول ليكس»، أن نادي مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي اخترق قوانين اللعب المالي من خلال السماح لأطراف راعية له بضخ أموال نقدا لتغطية عجز ميزانيته.
وقالت المجلة الألمانية إنها اطلعت على وثائق داخلية ناقش فيها النادي سبل تغطية عجز يبلغ 10 ملايين جنيه إسترليني (13 مليون دولار).
وكشف الاتحاد القاري في بيانه: «في حالة توفر معلومات جديدة حول ارتكاب مخالفات في قضايا سابقة مقفلة، فهناك إمكانية لإعادة فتح هذه القضايا على أساس كل حالة على حدة».
وشدد الاتحاد القاري على أن «اللعب المالي النظيف يعتمد على تعاون الأندية في الإعلان عن وضع مالي كامل وحقيقي. يعتمد (اللعب المالي النظيف) على أن تكون المعلومات عادلة ودقيقة».
وتعتبر الادعاءات الأخيرة الأحدث في سلسلة جديدة من تسريبات «فوتبول ليكس»، التي بدأت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية نشرها الجمعة.
وتنص قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي، على عدم إنفاق أي ناد أكثر مما يجني خلال موسم واحد، وعدم تجاوز عجزه المالي سقف 30 مليون يورو خلال فترة ثلاثة أعوام. وتتراوح العقوبات في حال الخرق من الغرامة المالية، إلى الإبعاد عن المسابقات القارية.
وفي بيان له، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه «قبل سبعة أعوام، عانت الأندية الأوروبية من ديون تراكمية بقيمة 1.7 مليار يورو، وفي العام الماضي كانت أرباحها 600 مليون يورو».
وكان كل من مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، أكثر الأندية تحت مجهر الاتحاد القاري فيما يخص قاعدة اللعب المالي النظيف، وقد فرض على كل منهما عام 2014 غرامة بقيمة 60 مليون يورو بسبب مخالفة هذه القاعدة، لكن الاتحاد القاري والناديين توصلوا إلى اتفاق باستعادة مبلغ 40 مليونا في حال التزم الأخيران ببنود التسوية.
وفي التسريبات التي نشرت، أشار موقع «ميديا بارت» الفرنسي إلى أن جاني إنفانتينو، الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي كان وقتها أمينا عاما للاتحاد الأوروبي للعبة، تفاوض بشكل مباشر على الاتفاق مع سيتي لتقليص الغرامة التي فرضت عليه عام 2014 واعتبر الفيفا هذه التسريبات محاولة للنيل من رئيسه.
وقال مانشستر سيتي إن هذه التسريبات المزعومة بمثابة محاولة منظمة لتشويه سمعته بينما نفى باريس سان جيرمان هذه المزاعم تماما.
وردا على طلبات بالتعليق على تقارير «تسريبات كرة القدم» أكد الاتحاد الأوروبي للعبة أنه سينظر إلى كل قضية بمفردها عندما تظهر معلومات تشير إلى ارتكاب خطأ. ولم يذكر البيان مانشستر سيتي أو سان جيرمان.
ودافع الاتحاد الأوروبي عن قواعد اللعب النظيف المالي وقال إنها ساعدت بشدة على حل مشكلات الأندية التي تعاني من الديون.
وفي رد على وثائق «تسريبات كرة القدم» أصدر مانشستر سيتي بيانا هذا الشهر قال فيه: «لن نصدر أي تعليق بشأن معلومات مزعومة انتزعت من سياقها ربما تم الحصول عليها بالسرقة أو بالقرصنة من مجموعة سيتي لكرة القدم أو بعض العاملين أو الأشخاص المرتبطين بمانشستر سيتي. هذه محاولة منظمة وواضحة لتشويه سمعة النادي».
وكان الإسباني جوسيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي قد أكد ثقته بإدارة ناديه في عدم ارتكابها لأي مخالفات بقواعد اللعب المالي النظيف، وشدد في الوقت نفسه على أن الاتهامات المالية لن تؤثر على ما يحققه الفريق.
قال غوارديولا: «في حال قال الفيفا (الاتحاد الدولي) أو اليويفا (الاتحاد الأوروبي) إننا مخطئون، سيكون علينا تقبل ذلك. لكن أنا أستمع لما يقوله النادي لي، ولدي ثقة كبيرة بمسؤوليه».
كما أصدر بطل فرنسا بيانا هذا الشهر أيضا وقال: «يتصرف باريس سان جيرمان دائما بشكل يتماثل تماما مع اللوائح والقواعد الموضوعة من المؤسسات الرياضية» كما نفى بشكل تام هذه المزاعم.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».