النقابات الفنية المصرية تطارد مطربي «المهرجانات»

حمو بيكا - مجدي شطة
حمو بيكا - مجدي شطة
TT

النقابات الفنية المصرية تطارد مطربي «المهرجانات»

حمو بيكا - مجدي شطة
حمو بيكا - مجدي شطة

تحركات مكثّفة وإجراءات مشدّدة، تقوم بها نقابتا الموسيقيين والممثلين في مصر بالاشتراك مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، لمطاردة مطربي «مهرجانات» جدد أثاروا جدلاً في مصر خلال الأيام القليلة الماضية. ودخل مطرب شعبي يدعى «حمو بيكا»، اشتهر مؤخراً بأغنية «رب الكون ميزنا بميزة»، في صراع مع مغني مهرجانات آخر يدعى «مجدي شطة» عبر فيديوهات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وتطوّر الأمر إلى حالة غضب من الترويج لهذا اللون من الغناء المتهم منذ نشأته بإفساد الذوق العام، وتشويه الأغنية المصرية.
وبدأت حال الجدل هذه، صباح الجمعة الماضي، بتدخّل قوات الأمن في محافظة الإسكندرية لإلغاء حفل «حمو بيكا»، بعد ساعة واحدة من بدايته، حيث كان من المقرر أن يستمر من العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء، لمدة 12 ساعة، وأصدر الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، بيانا عبّر فيه عن «استيائه من حالة التردي الفني التي تداهم الذوق العام وآخرها ظهور (حمو بيكا) وشاكلته على وسائل التواصل الاجتماعي، منتحلين صفة مطربين من دون ترخيص أو إجازة من النقابة»؛ حسب تعبيره.
وأعلن شاكر، عن توجيهاته لرئيس لجنة العمل بنقابة الموسيقيين منصور هندي، بعدم منح أي تراخيص لهؤلاء المدعين حسب وصفه، كما أصدر قرارا بملاحقتهم قانونيا لحماية الفن والمجتمع من هذه الظواهر التي وصفها بالسلبية، وبالفعل حُرر محضراً في قسم «الدخيلة» رقم 13812 لسنة 2018، ضد «حمو بيكا»، تتهمه فيه نقابة الموسيقيين بالغناء من دون ترخيص وتلويث الذوق العام.
في السياق نفسه، لم يكن موقف نقابة الموسيقيين عابراً، ولكنّها أكّدت على جدية مطاردة هذا اللون من الغناء، ببيان آخر مساء الأحد الماضي، تعلن فيه عن منع حفل آخر «لحمو بيكا» كان مقرراً إقامته في القاهرة، وذلك بتنسيق كامل بين الفنان هاني شاكر نقيب المهن الموسيقية، والدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، لعدم حصوله على ترخيص أو تصريح من النقابة. إلى ذلك، استغلّت شركة السبكي للإنتاج السينمائي حالة الجدل التي صاحبت «حمو بيكا»، وكشفت عن صور تعاقدها معه على بطولة فيلم جديد مساء الأحد الماضي، وكان الطرف الثاني في التعاقد المخرج والمنتج كريم السبكي، ولكنّ والده المنتج أحمد السبكي أصدر بياناً في اليوم التالي مباشرة ينفي خلاله تعاقد الشركة مع «بيكا»، على بطولة فيلم جديد، موضحاً أنّ ظهوره في إحدى الصور مع كريم، كان بناء على ترشيحه للظهور في مشهد واحد ضمن أحداث فيلم جديد، كنوع من الكوميديا بعد الضجة التي أثارها مؤخرا على مواقع السوشيال ميديا، ولكن هذا المشهد أيضا تم إلغاؤه».
من جانبه، قال الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية في مداخلة تليفونية بقناة «صدى البلد» المصرية: «النقابة لم تمنح تصريحاً بالتمثيل لحمو بيكا ليظهر في أي عمل فني». بينما شهدت الأزمة تطورا دراميا يوم الاثنين الماضي، بإعلان نقابة الموسيقيين، عن توقيع اتفاق مع جهاز الرقابة على المصنفات، للتنسيق معا لمواجهة موجات الفن الهابطة والمبتذلة، وذلك في إطار جهود الأجهزة الرقابية في الدولة ونقابة المهن الموسيقية في منع الأعمال الغنائية والموسيقية التي تهبط بالذوق العام.
وشدّد نقيب الموسيقيين، في بيان رسمي، على ضرورة العمل على عدم ظهور أي فنان يؤدي أغاني أو أعمالا موسيقية بأعمال سينمائية أو درامية، وطالب المنتجين بعدم التعاقد مع أي مطرب أو موسيقي ما لم يكن عضوا بنقابة المهن الموسيقية أو مُصرحا له من النقابة، حتى ولو كان العمل في إطار الدراما.
من جانبه، أكد محمد محمود الشهير بـ«حمو بيكا»، أنّه كان يحصل على تصاريح لحفلاته الغنائية، ولديه ما يثبت ذلك، مشيراً في مداخلة هاتفية على قناة «المحور» المصرية: «إنه يغنّي في أفراح شخصيّات مهمة في مصر، معبّراً عن تعجبه مما يتعرض له».
ووجه «بيكا» رسالة للفنان هاني شاكر، طالبه فيها بتوجيهه ومساعدته على تقنين أوضاعه بدلاً من منعه والهجوم عليه، مشدّداً على أنّه تعب نفسيا لكثرة هذه الانتقادات والتهجمات على الرغم من أنّه يغني لكي يسعد الناس، حسب تصريحاته.
وطالب «بيكا» أيضاً، بإنشاء نقابة لمغنّي المهرجانات في حالة عدم اعتراف نقابة المهن الموسيقيين بهم، مشددا على أنّه لم يعد هناك في مصر من لا يستمع لأغاني المهرجانات.
وتنتشر «أغاني المهرجانات» على نطاق واسع في المناطق الشعبية في المدن المصرية، وتلقى رواجا كبيرا بين سائقي مركبات سيارات الأجرة و«التوك توك» وحفلات الزفاف.



تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».