مقتل 120 حوثياً في الحديدة مع اقتراب الجيش اليمني من الميناء

الميليشيات تقطع الإنترنت في المدينة وتفخخ عشرات المباني

TT

مقتل 120 حوثياً في الحديدة مع اقتراب الجيش اليمني من الميناء

أفادت مصادر طبية وعسكرية في مدينة الحديدة، أمس، بمقتل 120 حوثياً على الأقل في أطراف أحياء المدينة مع اقتراب قوات الجيش اليمني المسنودة من تحالف دعم الشرعية من الميناء الاستراتيجي الذي يعد تحريره هدفاً رئيساً للعمليات العسكرية التي أُطلقت من محاور عدة مطلع الشهر الجاري.
وأكد سكان في المدينة الساحلية لـ«الشرق الأوسط»، أن الجماعة الحوثية أقدمت على وقف خدمة الإنترنت، أمس، في عموم أرجاء المدينة في مسعى منها للتعتيم على حجم الخسائر الميدانية الكبيرة في صفوفها، بالتزامن مع قيامها بتفخيخ العشرات من المباني العامة والخاصة لإعاقة اقتحامها من قبل قوات الجيش اليمني.
وفي الوقت الذي أطبقت القوات الحكومية المسنودة من التحالف، الحصار على أغلب نواحي المدينة مع توغلها في الأحياء الشرقية والجنوبية وتطهيرها العديد من المناطق من الألغام ذكرت مصادر الإعلام الحربي التابعة للقوات اليمنية المشتركة أن ضربةً لطيران التحالف، أمس، دمّرت غرفة عمليات رئيسة للميليشيات في المدينة وأدت إلى مصرع عدد من كبار قادتها الميدانيين.
وفشلت جهود الجماعة الموالية لإيران في صد الزحف الواسع لقوات الجيش اليمني نحو المدينة على الرغم من مئات الخنادق والحواجز الإسمنتية وشبكات الألغام المزروعة في مختلف مداخل أحياء المدينة.
وحسب مصادر قبلية وأمنية في صنعاء فشلت الجماعة الانقلابية في حشد المزيد من المقاتلين رغم أوامر زعيمها الحوثي بالدفع بتعزيزات جديدة إلى الحديدة أملاً منه في عدم سقوطها في يد القوات الحكومية.
وأظهر أمس شريط مصور بثه المركز الإعلامي التابع لألوية العمالقة وصول قوات الجيش إلى مدينة الصالح، وظهر في المقطع ميناء الحديدة على بعد كيلومترات قليلة من الخطوط المتقدمة للقوات، وهو ما يشير إلى حجم التقدم الذي قطعه الجيش خلال أيام.
وفي حين ذكرت المصادر أن حدة المعارك تراجعت وتيرتها نهار أمس بعد ليلة اشتدت فيها المواجهات بامتداد خطوط المواجهة التي تطوق المدينة من ثلاث جهات، أفادت بأن الجماعة فجّرت ثلاثة مبانٍ كبيرة شرقي المدينة من بينها عمارة «عبد النبي» بعد أن قامت بتفخيخها.
وبينما اقتربت قوات ألوية العمالقة من تحرير شارع التسعين وصولاً إلى الشمال الشرقي للمدينة، أكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني أن الألوية تحرز تقدماً كبيراً مقابل انهيار كبير في صفوف الجماعة.
ونقل موقع الجيش اليمني «سبتمبرنت» عن ركن استطلاع اللواء الثاني عمالقة العقيد أحمد الجحيلي، تأكيده أن قوات الجيش الوطني وصلت إلى أطراف شارع صنعاء في مدينة الحديدة، وأحرزت تقدماً كبيراً من الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية للمدينة.
وقال الجحيلي إن القوات «أصبحت قريبة من شارع التسعين الذي من خلاله تستطيع الوصول إلى نقطة الشام الاستراتيجية والتي بالسيطرة عليها يكون الجيش قد استكمل حصار الميليشيات من كل الاتجاهات وجعلها غير قادرة على الخروج من المدينة».
وأشار إلى أن قوات الجيش تقترب من السيطرة على الميناء الذي يقع بالقرب من نقطة الشام في الوقت الذي أكد نجاحها في مداهمة عدد من البنايات السكنية بالقرب من حي «7 يوليو»، حيث كان يتمركز قناصو الميليشيات الحوثي الانقلابية، وتمكنت من السيطرة عليها.
وأوضح الجحيلي أن قوات الجيش تتقدم بشكل متسارع في مدينة الحديدة، ما أدى إلى انهيارات واسعة في صفوف الميليشيات التي تحاول زرع الألغام البحرية والبرية لإعاقة هذا التقدم، إلا أن قوات الجيش -حسب تعبيره- تنفّذ عمليات التفافات لم تتوقعها الميليشيات.
كانت ألوية العمالقة قد توغلت أول من أمس (الأحد)، في حي الربصة وتمكنت من السيطرة على مدرسة النجاح، وعدد من المباني المجاورة لها بالتزامن مع سعيها على طريق الكورنيش المؤدي إلى الميناء من المدخل الجنوبي للمدينة.
وذكر المركز الإعلامي لقوات العمالقة أن ألوية الجيش أمّنت عدداً من المؤسسات العامة والمصانع الحيوية والشركات التي تم تطهيرها في مدينة الحديدة من خلال نشر قوات أمنية مهمتها الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
ويشارك في العمليات العسكرية المسنودة من تحالف دعم الشرعية في الحديدة عدد من ألوية الجيش التابعة لقوات العمالقة بقيادة أبي زرعة المحرمي، ومن قوات المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) بقيادة نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، إلى جانب كتائب متخصصة من الألوية التهامية.
على صعيد متصل، تواصلت، أمس، المعارك في جبهة محافظة الضالع، في مناطق دمت ومريس، شمالي المحافظة، وأحبطت قوات الجيش اليمني محاولات تسلل حوثية من جهة وادي المخطة إلى بيت اليزيدي وقتلت عدداً منهم وأسرت أربعة آخرين من ضمنهم قائد ميداني.
وأدت المواجهات في المنطقة نفسها إلى مقتل قيادي حوثي آخر يُدعى أبو هاشم كان حاول مع مجاميع تابعة له التقدم غربي مدينة دمت إلا أن القوات الحكومية تصدت للهجوم.
وذكرت مصادر ميدانية أن وحدات من الجيش والحزام الأمني في الضالع هاجمت أمس موقع جبل الحريوة المطل على قرية خاب وبيت اليزيدي والحقب وأجزاء من مدينة دمت وتمكنت من السيطرة الكاملة عليه.
وتتزامن هذه التطورات الميدانية في الضالع مع استمرار المعارك في البيضاء وفي جبهات حجة وصعدة والجوف، حيث تتكبد الجماعة الحوثية المزيد من خسائرها على صعيد العتاد والمسلحين.
ويرجح المراقبون أن الجماعة الموالية لإيران باتت في أسوأ أوضاعها الميدانية بعد أن أوشكت القوات الحكومية على تحرير الحديدة ومينائها الحيوي، فضلاً عن اقترابها من تطهير المعقل الأول لزعيمها في منطقة مران التابعة لمديرية حيدان غربي صعدة.
وأثنى رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، أمس، على الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة في الساحل الغربي وفي مديرية دمت في محافظة الضالع، وأكد المضي في استكمال تحرير بقية المحافظات من قبضة الميليشيات الحوثية.
وجاءت تصريحات عبد الملك، أمس، في العاصمة المؤقتة عدن خلال لقائه نائب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش اليمني اللواء صالح الزنداني، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء فضل حسن، في قصر المعاشيق.
وأوردت وكالة «سبأ» أن رئيس الحكومة استمع من نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، إلى خريطة استكمال تحرير الأجزاء المتبقية من محافظة الحديدة ومديريتي دمت وجبن في محافظة الضالع بعد تطهير مريس بالكامل.
وحسب الوكالة الحكومية أكد القائدان العسكريان أن سير المعارك في الساحل الغربي ومديرية دمت وجبن وباقي الجبهات تشهد انتصارات متلاحقة، وأن ميليشيات الحوثي في أضعف حالاتها، جراء تكبدها خسائر جسيمة في العتاد والأرواح وفرار مجاميع كبيرة من عناصرها من جبهات القتال.
وثمّن رئيس الحكومة اليمنية هذه الانتصارات وشدد على أهمية «الحفاظ على مكتسبات النصر التي تحققت بفضل أبناء القوات المسلحة والمقاومة ودعم الأشقاء في التحالف العربي ضد ميليشيات الحوثي»، التي قال إنها «رفضت الانصياع لصوت الحق والقرارات الدولية».
وقال: «إن المواطنين في كل المناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيات ينشدون الحرية وينتظرون أبطال الجيش الوطني لدعمهم والوقوف إلى جانبهم خصوصاً من أبناء المناطق الوسطى الذين عمدت الميليشيات الحوثية إلى تهميشهم وإقصائهم بعد أن وضعت يدها على القوات المسلحة». ووعد رئيس مجلس الوزراء اليمني بأن حكومته «ستقدم الدعم الكامل لتحرير باقي المحافظات، وستقدم الدعم والرعاية للجرحى».


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».