«صندوق النقد» يتوقع تعافي اقتصاد الأرجنتين العام المقبل

TT

«صندوق النقد» يتوقع تعافي اقتصاد الأرجنتين العام المقبل

قال رئيس بعثة صندوق النقد الدولي، روبرتو كارداريلي، في مؤتمر صحافي في بيونس أيرس، إنه يتوقع أن يبدأ الاقتصاد الأرجنتيني في التعافي في الربع الثاني من العام المقبل.
وكان الصندوق سمح الشهر الماضي بزيادة القرض الضخم الذي خصصه للأرجنتين إلى 56.3 مليار دولار، بعد مفاوضات على تشديد الإجراءات التقشفية.
وطالب الاتفاق المعدل بين صندوق النقد والأرجنتين حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري بالتوسع في الاقتطاع من النفقات المالية وزيادة الضرائب لكي يصل العجز الأولي للموازنة العامة إلى صفر في العام القادم، مقابل عجز متوقع للعام الجاري بنحو 2.7 في المائة.
وتأتي الإجراءات التقشفية للحكومة مع الضغوط التي يعاني منها المواطنون جراء ركود اقتصادي بدأ هذا العام بعد جفاف أصاب المحصول النقدي الرئيسي في البلاد، الفول الصويا.
ويتوقع صندوق النقد أن ينكمش ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية هذا العام بنحو 2.8 في المائة وأن يتقلص انكماشه في العام المقبل إلى 1.7 في المائة.
«السياسات المالية والنقدية الحالية هي سياسات استقرار. استقرار الاقتصاد الكلي له ثمن. نحن نعتقد أن هذا الثمن سيتم دفعه في الأجل القصير، وأن الركود لن يستمر طويلاً» كما قال كارداريلي مضيفا: «من المفترض أن يستمر لفصلين أو ثلاثة وفي الربع الثاني من العام المقبل من المفترض أن نرى تعافيا في النشاط الاقتصادي».
وكانت حكومة الرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، قد توصلت في يونيو (حزيران) إلى اتفاق مع صندوق النقد بقيمة 50 مليار دولار على أمل أن يوقف موجة مبيعات حادة في العملة المحلية (البيزو). لكن البيزو واصل الهبوط مما أجبر ماكري على إعادة التفاوض على الاتفاق.
وسيصل الفائض الأولي للموازنة الأرجنتينية، في توقعات الصندوق، إلى 1 في المائة في 2020 ويرتفع إلى 2.3 في المائة في 2023.
ومن المتوقع أن يتجاوز الدين العام 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية 2018، لكن المؤسسة الدولية تأمل في أن يتراجع الدين العام إلى 72.2 في المائة العام القادم ثم إلى 67 في المائة في 2020.
وتأتي تعديلات السياسات النقدية، المتفق عليها بين الحكومة وصندوق النقد، بعد وصول معدل التضخم السنوي إلى مستويات مرتفعة، وتقوم خطة الحكومة الإصلاحية على تبني سياسة نقدية أكثر بساطة وسعر صرف معوم مع تدخلات محدودة في حالة خروج السعر عن مساره الطبيعي (overshooting).
وفي رسالة إلى صندوق النقد، قالت الأرجنتين إنها تتوقع أن يصل التضخم إلى ذروة عند مستويات فوق 40 في المائة في يناير (كانون الثاني) ثم يهبط بوتيرة سريعة في 2019.
ويرجح المحللون أن يكون معدل التضخم في الأرجنتين في مجمل 2018 بنحو 47.5 في المائة، مع فقدان العملة المحلية (البيزو) نحو نصف قيمتها هذا العام.
ويستهدف البرنامج الإصلاحي استبدال سياسة استهداف التضخم باستهداف القاعدة النقدية، ووضع سقف لنمو النقود عند صفر في المائة شهريا (يتم حسابه من خلال قياس تغير المتوسط الشهري) وذلك حتى يونيو عام 2019، مع عدم السماح للفائدة قصيرة الأجل بأن تنخفض تحت 60 في المائة حتى تسجل توقعات التضخم لـ12 شهرا انخفاضا لشهرين متتابعين على الأقل.



السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
TT

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)
أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد، وتنفيذ مستهدفاتها الوطنية، وتحقيق أمن الطاقة، وضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، ودعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة، وفق ما صرح به مختصون لـ«الشرق الأوسط».

والسعودية من بين أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، وهو القطاع الذي توليه أهمية في إطار عملية التنويع الاقتصادي. من هنا، فإنه يمثل حصة كبيرة من صادراتها غير النفطية. ويبلغ الإنتاج السنوي من البتروكيماويات في السعودية نحو 118 مليون طن.

وكان الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزير الطاقة، قال إن «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية يأتي ليحقق عدداً من المستهدفات، في مقدمتها؛ تنظيم العمليات البترولية والبتروكيماوية، بما يسهم في النمو الاقتصادي، ودعم جهود استقطاب الاستثمارات، وزيادة معدلات التوظيف، ورفع مستويات كفاءة استخدام الطاقة، ويُسهم في حماية المستهلكين والمرخص لهم، ويضمن جودة المنتجات، وإيجاد بيئة تنافسية تحقق العائد الاقتصادي العادل للمستثمرين».

زيادة التنافسية

يقول كبير مستشاري وزارة الطاقة السعودية سابقاً، الدكتور محمد سرور الصبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «(نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية) سيلعب دوراً كبيراً في إعادة هيكلة وبناء المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة وأفضل الممارسات الدولية، بما يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية في تطوير هذا القطاع الحيوي وتعظيم الاستفادة منه»، مضيفاً أنه «سيزيد من القدرة التنافسية بين شركات البتروكيماويات وسيدعم جهود السعودية لتعزيز أمن الطاقة؛ سواء للاستخدام المحلي ولتصدير بعض المنتجات والنفط الخام إلى الأسواق العالمية».

وأشار الصبان إلى أن النظام الجديد سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلى السوق السعودية؛ «مما سيعزز معدلات التوظيف، ويرفع كفاءة استخدام الطاقة، ويساعد في ترشيد استهلاك الطاقة ومنتجات البتروكيماويات واقترابها من المعدل الفردي العالمي»، لافتاً إلى أن «تنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق المستهدفات السعودية في أمن الطاقة».

أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

تنظيم العمليات التشغيلية

من جهته، قال محمد حمدي عمر، الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد» المختصة في تحليل بيانات قطاعات الاستثمارات البديلة، لـ«الشرق الأوسط»، إن النظام «يُسهم في تحقيق أهداف متعددة، تشمل رفع كفاءة الأداء في القطاع، وتحقيق المستهدفات الوطنية، وتنظيم العمليات النفطية والبتروكيماوية. كما تكمن أهمية النظام في تلبية احتياجات القطاع عبر تطوير الإطار القانوني بما يواكب أفضل الممارسات العالمية».

وأضاف أن النظام «يمثل نقلة نوعية، ويحل محل نظام التجارة بالمنتجات النفطية السابق، ويهدف إلى تنظيم العمليات التشغيلية، بما في ذلك أنشطة البيع، والشراء، والنقل، والتخزين، والاستيراد، والتصدير، كما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد النفطية والبتروكيماوية، مما يعزز من حماية المستهلكين والمستثمرين، ويدعم توفير بيئة تنافسية عادلة».

وأشار حمدي إلى أن النظام يضمن حماية المستهلكين والمرخص لهم؛ «مما يعزز من ثقة السوق ويضمن جودة المنتجات، بالإضافة إلى دعم استقطاب الاستثمارات من خلال توفير بيئة تنظيمية واضحة وشفافة، تعزز ثقة المستثمرين المحليين والدوليين، كما يُسهم في تحقيق أمن الطاقة عبر ضمان استدامة وموثوقية الإمدادات، فضلاً عن دعم توطين سلسلة القيمة في القطاع، وخلق فرص عمل جديدة».

ويرى حمدي أن النظام يعكس التزام السعودية بتحقيق أهداف «رؤية 2030»، عبر «تعزيز كفاءة قطاع الطاقة، وتنظيم عملياته، وحماية حقوق المستهلكين والمستثمرين، مما يُسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني»، مشيراً إلى «أننا سنرى تحولاً كبيراً في القطاع بعد العمل بهذا النظام، ودخول استثمارات أجنبية جديدة أكثر مع وضوح الرؤية المستقبلية للاستثمار في هذا القطاع الحيوي».

مواكبة التحولات الكبيرة

أما المحلل الاقتصادي طارق العتيق، فقال لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا النظام «خطوة استراتيجية في مواكبة التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاعا الطاقة والبتروكيماويات عالمياً والقطاعات المرتبطة بهما. كما يسهم في دعم الصناعات التحويلية وتعزيز قيمتها وإضافتها إلى الاقتصاد المحلي والمنتج الوطني، بما يخدم مصلحة تعزيز الصناعات ذات القيمة المضافة والتنويع الاقتصادي وتحقيق أهداف (رؤية 2030) في هذا السياق».

وأشار العتيق إلى أن النظام ستكون له مساهمات مهمة في تحفيز وتنمية الصناعات المحلية بقطاع البتروكيماويات، «مثل صناعات البلاستيك والمطاط وقطع الغيار... وغيرها، وفي الاستفادة من الميزة التنافسية التي تمتلكها السعودية في إنتاج المواد الأولية، وأهمية استغلالها في تصنيع منتجات نهائية تلبي الطلب المحلي والإقليمي. كما أنه سيسهم في رفع التنافسية بالقطاع ويزيد مساهمته في خلق الوظائف والتوطين، ونقل المعرفة والخبرات إلى سوق العمل السعودية».