العمانية ليلى عبد الله: الكتابة ملاذ إنساني لتضميد الجراح

جسدت في روايتها «دفاتر فارهو» محنة أطفال الحروب والمنافي

الروائية العمانية ليلى عبد الله
الروائية العمانية ليلى عبد الله
TT

العمانية ليلى عبد الله: الكتابة ملاذ إنساني لتضميد الجراح

الروائية العمانية ليلى عبد الله
الروائية العمانية ليلى عبد الله

عن الحروب والمنافي واغتيال الطفولة والأحلام، تدور أجواء رواية «دفاتر فارهو»، وهي الأولى في رحلة السرد للكاتبة العمانية المقيمة في الإمارات ليلى عبد الله (البلوشي)... صدرت الرواية حديثاً عن منشورات «المتوسط»، وتجسد محنة بطلها الشاب الصومالي الذي يبدو قدره كأنه اختبار مستمر للصدمات، منذ انتمائه المبكر والمغلوب على أمره، لعصابة أفريقية بارزة لتجارة الأعضاء البشرية، تستغل الأطفال لصيد الضحايا، حتى فراره إلى وطن بديل باحثاً عن ملاذ إنساني وبداية ناصعة، فلا يجد نفسه سوى رقم جديد على قائمة أسئلة الغربة واللجوء.
حسب الناشر فإن «دفاتر فارهو» رواية جريئة عن أطفال الحروب والمنافي، عن تشرُّدهم في أوطان غريبة وعن غربتهم في أوطانهم، تستعرضها الكاتبة من خلال حياة فارهو البطل المرتقب لفيلم وثائقي.
حول عالم هذه الرواية اللافتة، هنا حوار مع كاتبتها ليلى عبد الله، حول رؤيتها لدور الأدب في تضميد جراح منكوبي اللجوء والحروب، وإلى أي مدى نجح بطلها في الكشف عن مناطق شائكة ومهمشة إنسانياً في هذه القضية.
* كيف التقطتِ خيوط عالم «فارهو» بطل روايتك؟
- كنت أنكب على كتابة الفصل الأول من رواية تاريخية موضوعها الحرب أيضا، ولكن في زمن الماضي حيث حروب القبائل والعشائر، وقد قطعت شوطًا لا بأس به ككتابة أولية لفكرة الرواية. ولكن في يوم ما كانت تزورنا أختي الكبرى وبينما كنت في غرفتي أكتب سمعتها تقول لأمي هل سمعت ما حصل؟ ثم استفاضت بقولها يُقال بأن عصابة أفريقية تستخدم الصغار وتضعهم في أماكن نائية ليتصيّدوا أصحاب السيارات من أهل البلد ويوهموهم أنهم تائهون عن طريق البيت ويطلبوا منهم المساعدة، وحين يوصله صاحب السيارة إلى البيت المعني وفق مواصفات الطفل المرتبكة... تبدأ من هنا المغامرة؛ الاختفاء القسري وتجارة بالأعضاء البشرية!
* أن تدور روايتك الأولى في مناخ مغاير، يحمل ظروفاً بعيدة كل البعد عن عالمك الخاص كروائية، هل شكل هذا تحدياً لك من نوع خاص؟
- لا أعتقد أنه في زمن التواصل الاجتماعي يمكن أن تعد كتابتي عن موطن آخر أمرًا صعبًا، فنحن نتواصل مع أصدقاء من عوالم مختلفة، نكسب كل يوم هويّات مضاعفة عبر القراءة والكتب والتواصل والسفر، ثم هو جزء من عالمي الخاص أيضًا، فعملي معلمة لحشد من أطفال العرب وغير العرب، من أفغانستان وباكستان وبنغلاديش وغيرها، كنت أعلّم هذا الخليط العظيم اللغة العربية، أكسبني مع الزمن تجربة ثرية ومتعددة الثقافات والهويات. لكنه تحدٍّ... نعم، أن أكتب عن كل هؤلاء. أن أنبش حيوات مغايرة، عن العوالم السفلية. هي محاولة كشف واستشراف مصير دولنا الخليجية التي تحتضن هذا الكم الهائل من الهويات والثقافات شديدة الاختلاف والتنوع. هو تنبؤ أيضا لامتدادهم مستقبلاً.
* إلى جانب الأحداث التي مرّ بها «فارهو»، هل ثمة «رسائل» أردت أن تحملها الرواية؟
- «فارهو» هو الصبي الصغير الذي نجا من حرب أهلية ومن المجاعات، وجد نفسه أمام حرب أخرى في بلاد أخرى كأنه خُلق في هذا العالم ليقاوم. يقاوم ما تمليه عليه نفسه وما يمليه عليه الآخرون، وحين كبر ظل يحمل في داخله مآسيه، لكن مقاومته اتخذت شكلا آخر، ويقاوم هذه المرة لتحقيق غاياته من خلال أطفال يكون هو معلمهم، يغذّي في طلابه أهمية العلم والمعرفة لبناء الأوطان، وينزع منهم الأسلحة التي ظلت لصيقة بهم منذ ولادتهم! «فارهو» هو نموذج لإنسان المستقبل ورسالة طفل من زمن الحروب والملاجئ والمنافي والغربة. لذا وظفت فيه كل الرسائل التي كنت أوّد أن أقولها.
* كانت لك بدايات مع القصة والمقال، هل تعتبرين الرواية عتبة لنوع جديد من الكتابة، الفترة المقبلة؟
- بالأدق كانت لي بدايات مع الشعر الحر، ولي أشعار تُرجمت إلى لغات مختلفة وانتخبت بعض نصوصي الشعرية للترجمة في كتابين مترجمين، الكتاب الأول أنطولوجيا مع كتاب من العرب، والكتاب الثاني هو ترجمة إلى الإسبانية مع لفيف من شعراء عمُان. لكني مع الوقت هجرت كتابة الشعر إلى كتابة السرد الذي سحبني إلى عالمه بقوة سحرية. أما كتابة المقال فأنا حريصة على الالتزام بالكتابة الأسبوعية أو الشهرية لكثير من المجلات والصحف، سيرًا على نصيحة معلمنا الكبير غبريال غارسيا ماركيز، والسارد العظيم إيتالو كالفينو، اللذين كانا يعدّان المقالة الأسبوعية نوعًا من اللياقة الأدبية.
* هل تعتقدين أن الأدب بوسعه مداواة ما أفسدته كوارث الحروب والمجاعات، ولو بتناولها أدبياً؟
- نعم، أؤمن أن الأدب قادر على مداواة أرواح المهشمين ما بعد الحرب، فما قبل الحرب تظل الروح رهينة الكارثة والوجع النفسي والصدمة. يوجد مثال حيّ، نستطيع أن نلمسه في الكتابات التوثيقية للروائية البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش، فقد قضت سنوات وهي توثّق حقائق واعترافات من جنود الحرب، من الأمهات، من الزوجات، من الأطفال، من ضحايا كوارث تشرنوبل، من المشّعين. نقرأ في اعترافات الجنود نوعًا من الرعب والخوف وتأنيب الضمير والخداع الذي تعرّضوا له. هم مثال لأبنائهم، للأجيال القادمة كي لا يعيدوا أخطاءهم، ويكونوا أكثر حزمًا في مواجهة ما يمليه عليه واقعهم!
قطعًا، لا أحد ينسى، لكن الذاكرة ترمم، والذاكرة تلمّع أيضا. فها هي إسرائيل إلى اليوم تخوض حربًا شرسة مع أدولف هتلر، ومع النازيين، عبر الأفلام السينمائية، الكتابة ترميم أيضا للحروب الشخصية، والصراعات النفسية، كثير من الكتّاب والأدباء أنقذتهم الكتابة من الموت والمرض وفراق الأحباب كإيزابيل الليندي، والروائي الياباني كينزا بورو أوي، هل تعلمين أن الكاتب الأميركي بول أوستر تحوّل من كتابة الشعر إلى كتابة السرد بسبب صدمة موت أبيه؟



الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
TT

الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)

الغضب شعورٌ قويٌّ ينتابك عندما تسوء الأمور، أو يظلمك أحدهم. عادةً ما يتسم بأحاسيس ترتبط بالتوتر، والإحباط، والضيق. يشعر كل شخص بالغضب من حين لآخر، فهو رد فعل طبيعي تماماً تجاه المواقف المُحبطة، أو الصعبة.

لا يُصبح الغضب مشكلة إلا عندما تُفرط في إظهاره، ويبدأ بالتأثير على حياتك اليومية، وعلاقاتك بالآخرين. تتفاوت شدة الغضب من مجرد انزعاج بسيط، إلى غضب عارم. وقد يكون أحياناً مفرطاً، أو غير منطقي. في هذه الحالات، تصعب السيطرة على هذا الشعور، وقد يدفعك ذلك إلى التصرف بطرقٍ لم تكن لتتصرف بها في الظروف العادية، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما أبرز خصائص الغضب؟

عندما نغضب، يمر جسمنا بتغيرات بيولوجية وفسيولوجية معينة. من أمثلة التغيرات البيولوجية التي قد يمر بها جسمك ما يلي:

- زيادة مستويات الطاقة.

- ارتفاع ضغط الدم.

- زيادة في هرمونات مثل الأدرينالين.

- ارتفاع درجة حرارة الجسم.

- زيادة توتر العضلات.

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، ونعبّر عنه بطرق مختلفة. من بين السمات الخارجية التي قد تلاحظها عند الغضب ما يلي:

- ارتفاع الصوت.

- قبضة اليد المشدودة.

- العبوس، أو التجهم.

- شد الفك.

- ارتجاف الجسم.

- سرعة ضربات القلب.

- التعرق المفرط.

- المشي ذهاباً وإياباً بشكل مفرط.

ما مضاعفات الغضب؟

الغضب شعور طبيعي، وصحي في الغالب. ومع ذلك، يمكن أن يكون ضاراً بصحتك النفسية، والجسدية عندما تفقد السيطرة عليه.

عندما تغضب، يزداد معدل ضربات قلبك، ويرتفع ضغط دمك بشكل حاد. وتعريض جسمك لهذه التغيرات بشكل متكرر قد يؤدي إلى حالات ومضاعفات طبية مثل:

- ارتفاع ضغط الدم.

- الاكتئاب.

- القلق.

- الأرق.

- إدمان المخدرات.

- قرحة المعدة.

- أمراض الأمعاء.

- داء السكري من النوع الثاني.

التعرف على الغضب

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

قد ينجم الغضب عن مؤثرات خارجية، أو داخلية. قد يثير غضبك شخص ما، أو حدث ما. قد تغضب لأن أحدهم تجاوز دورك في الطابور. قد تشعر بالغضب عندما تتعرض للأذى العاطفي، أو التهديد، أو الألم، أو عند مواجهة موقف ما.

أحياناً نستخدم الغضب بديلاً لمشاعر أخرى نفضل تجنبها، كالألم العاطفي، أو الخوف، أو الوحدة، أو الفقد. في هذه الحالات، يصبح الغضب شعوراً ثانوياً. قد يكون الغضب رد فعل على ألم جسدي، أو استجابة لمشاعر الخوف، أو لحماية النفس من هجوم مُتَوَهَّم، أو رد فعل على موقف مُحبط.

غالباً ما يكون سبب الغضب مُحفِّزاً، قد يكون منطقياً، أو غير منطقي. من بين المُحفِّزات الشائعة التي تُسبب الغضب:

- التعامل مع فقدان شخص عزيز.

- فقدان وظيفة.

- الانفصال العاطفي.

- الفشل في عمل أو مهمة.

- الشعور بالإرهاق.

- التعرض لحادث، أو الإصابة بحالة تُسبب تغيرات جسدية (مثل فقدان البصر، أو القدرة على المشي).

كما قد يكون الغضب عرَضاً، أو رد فعل لحالة طبية. قد يكون الغضب عرَضاً للاكتئاب، أو تعاطي المخدرات، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب ثنائي القطب.

العلاج

الغضب شعور طبيعي نشعر به جميعاً، ويستطيع معظم الناس إيجاد طرق صحية للتعبير عنه. مع ذلك، يحتاج البعض إلى العلاج. يُعدّ العلاج النفسي الطريقة الأكثر شيوعاً لعلاج الغضب المفرط.

يسهل على معظم الناس تحديد مُسببات الغضب، والمشاعر الكامنة وراءه. لكن البعض الآخر يُعاني من الغضب فجأة، وبشكل حاد دون القدرة على كبحه، أو تحديد مُسبباته.

إذا كنت تُعاني من نوبات غضب متكررة، وحادة تُسبب لك أو لمن حولك ضرراً جسدياً ونفسياً، فقد تحتاج إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع غضبك.

يُستخدم علاج إدارة الغضب لمساعدتك على تعلّم طرق صحية للتعامل مع هذا الشعور.

آليات التأقلم

يُعدّ إيجاد طرق للتأقلم مع الغضب أمراً بالغ الأهمية. عندما نسمح للغضب بالسيطرة على حياتنا، فإنه يؤثر على كل ما نقوم به. قد يُلحق الضرر بعلاقاتنا مع أحبائنا، ويُسبب مشكلات في مكان العمل. إذا كنت تجد صعوبة في كبح جماح غضبك في بعض المواقف، فإليك بعض آليات التأقلم التي قد تُساعدك.

تحديد السبب: الخطوة الأولى للتعامل مع الغضب هي تحديد السبب الجذري له. قد يكون شعوراً آخر، كالخوف، أو الوحدة. قد يكون سببه شجاراً، أو فكرة مزعجة خطرت ببالك.

التأمل: يُعدّ التأمل مفيداً جداً في المساعدة على التحكم في المشاعر الإنسانية. يمكنك البدء بتقنيات تأمل بسيطة، كتمارين التنفس العميق. عندما تواجه موقفاً يُثير غضبك، خذ لحظة قبل أن تُبدي رد فعل. يمكنك أخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة نفسك، أو محاولة العدّ حتى تشعر بالهدوء.

ممارسة الرياضة: لا تقتصر فوائد الرياضة على صحتك البدنية فحسب، بل تمتد لتشمل صحتك النفسية أيضاً. كما أنها وسيلة لتوجيه مشاعرك، كالغضب مثلاً، بطريقة مفيدة، وبنّاءة. فممارسة الجري أو السباحة لفترة قصيرة عند الشعور بالغضب قد تساعد في تهدئة المشاعر.

التعبير عن الغضب: لا تكبت غضبك، فالتعبير عنه فور الشعور به هو أفضل طريقة لتجاوزه. فكبت المشاعر قد يؤدي إلى انفجار مفاجئ وشديد في وقت غير متوقع.

تجنب المحفزات: إذا كنت سريع الغضب، فمن المفيد محاولة تحديد محفزاتك، وتجنبها. إذا كنت تشعر بالغضب غالباً عند التحدث مع شخص معين، أو حول موضوع معين، فتجنبه، أو تجنب ذلك الموضوع حتى تتعلم كيفية التحكم في غضبك بشكل أفضل.


أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة
TT

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في اللحظة التي ظنّ فيها النقّاد ومتابعو منصّات البث أن «نتفليكس» وأخواتها قد وصلت إلى نقطة اللا عودة في صناعة المحتوى القيّم، حلّ عام 2025 حاملاً معه عدداً لا بأس به من المفاجآت الإيجابية.

فبعد قرابة 3 سنوات فرغت خلالها المنصات تقريباً من أي دراما جديدة مثيرة للعين والعقل، باستثناء مواسم تستكمل مسلسلات قديمة، بدأت الصناعة التلفزيونية تستعيد عصرها الذهبي هذه السنة. من «The Pitt» الذي افتتح 2025 على «HBO»، مروراً بـ«Adolescence» على «نتفليكس» والذي شكّل مفاجأة الموسم، وليس انتهاءً بـ«The Studio» على «أبل تي في» الذي نال الإجماع كأفضل عمل كوميدي.

ما هي المسلسلات التي تصدّرت بورصة 2025 بمحتواها الجريء، وبصورتها الأنيقة، وبمواكبتها الواقعية للزمن الذي نعيش فيه؟

* Adolescence (مراهَقة) - نتفليكس -

منذ اللحظة التي اقتحمت فيها الشرطة غرفة «جيمي ميلر» (13 سنة) لاقتياده إلى السجن بتهمة قتل زميلته في المدرسة، تسمّرت العيون أمام شاشة «نتفليكس» لتتابع الحكاية. بحلقاته الـ4، يشرّح المسلسل البريطاني بواقعية كبيرة وإحساسٍ عالٍ الانعكاسات المدمّرة للثقافة الذكورية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الصِبية المراهقين.

بمجهودٍ مشترك بين المخرج فيليب بارانتيني والكاتب والممثل ستيفن غراهام، حلّق «Adolescence» بسرعة إلى صدارة المشاهَدات. وانتقلت العاصفة التي أحدثها إلى حفل «إيمي» حيث حصد 8 جوائز، من بينها واحدة لبطل المسلسل الصغير أوين كوبر الذي أذهل الجمهور والنقّاد بأدائه لشخصية جيمي.

* Dept. Q (القسم كيو) - نتفليكس -

ينطلق تصوير الموسم الثاني من «Dept. Q» في العاصمة الاسكوتلندية إدنبره مطلع 2026، نظراً للإقبال الجماهيري الواسع الذي ناله الموسم الأول منه. شكّل هذا المسلسل حصاناً رابحاً آخر بالنسبة إلى «نتفليكس»، وهو يتمحور حول مجموعة من المحققين المُبعَدين عن محوَر الأحداث بسبب فشلٍ شخصي أو مهني سابق. على رأس هؤلاء «كارل مورك» والذي يؤدي شخصيته الممثل ماثيو غود.

يعود كارل إلى الوظيفة بعد حادثٍ تسبّب فيه وأدّى إلى إصابة أحد زملائه بالشلل. لا يجد لنفسه مكتباً سوى في الطابق السفلي من المركز، أما القضايا التي تُسلّم إليه فبائدة وغطّى الغبار ملفّاتها. بنصٍ عميق وإخراجٍ مُحكَم، لا يبدّي Dept Q. التشويق والجريمة على حساب الأبعاد النفسية، فللحكاية مقلبٌ آخر يدور حول العلاقات الإنسانية والعائلية.

* The Pitt (الحفرة) - HBO -

وفق أرقام المُشاهَدات وإجماع النقّاد وعدد جوائز الـ«إيمي» التي حصدها، فإنّ «The Pitt» هو مسلسل العام من دون منازع، وهو عائد قريباً في موسم ثانٍ. صحيح أنّ الدراما التي تدور أحداثها في المستشفيات وغرف الطوارئ وحيث الأبطال هم أطبّاء ومرضى وممرّضون، كانت قد دخلت خزانة الذكريات وتحوّلت إلى موضة بائدة، إلا أن دراما «HBO» قلبت المعادلة.

منطلقاً من الواقع وما شهده القطاع الاستشفائي خلال جائحة «كورونا»، يصوّر المسلسل 15 ساعة من يوميات فريق من الأطباء والممرضين في قسم الطوارئ في مركز طبي في ولاية بيتسبرغ الأميركية. بواقعية ودقّة يغطّي «The Pitt» المعاناة المهنية والشخصية التي يختبرها الفريق من جوانبها كافةً، لا سيّما على خلفية الجائحة ونقص التمويل وعديد الموظفين.

* Pluribus (من بين الكثرة، واحد) - أبل تي في -

ينتمي مسلسل «Pluribus» إلى فئة الخيال العلمي وتدور أحداثه في ولاية نيو مكسيكو، حيث تجد شخصيته الأساسية «كارول ستوركا» نفسها معزولة بعد أن حوّل فيروس فضائي بقية البشرية إلى عقل جماعي مسالم وراضٍ، ويسعى هذا المجتمع الجديد إلى استيعاب كارول و12 شخصاً آخر يتمتعون بالمناعة. غير أن البطلة تقف في مواجهة تلك المساعي، بل تحاول أن تنقذ الأكثرية من هذا التخدير الجماعي.

بدأ عرض المسلسل على منصة أبل الشهر الماضي، وسرعان ما تحوّل إلى ظاهرة عالمية ما استدعى البدء بتصوير موسمٍ ثانٍ منه.

* The Studio (الاستوديو) - أبل تي في -

نجمُ الكوميديا من دون منازع لهذا العام مسلسل The Studio وذلك بشهادة جوائز الـ«إيمي» التي نال منها 13. انطلق العرض في مارس (آذار) 2025 على أبل، ونظراً للشعبيّة الكبيرة، جرى التجديد لموسم ثانٍ.

المسلسل بمثابة نقدٍ ذاتي لعالم صناعة السينما والدراما في هوليوود، حيث يسخر من المنحى التجاري الذي يعتمده. يصارع البطل «مات» لتحقيق التوازن بين شغفه بصناعة أفلام عالية الجودة ومتطلبات الشركات لإنتاج محتوى مربح. ضمن إطارٍ مضحك، يسلّط «The Studio» الضوء على الفوضى والضغوط التي تكتنف كواليس صناعة الأفلام، حيث تقدم كل حلقة تحدياً جديداً، مثل استقطاب نجم ضيف بارز أو إدارة كارثة في موقع التصوير.

* Death by Lightning (الموت بصاعقة) - نتفليكس -

بالعودة إلى مسلسلات «نتفليكس» التي تميّزت هذه السنة، «Death by Lightning» الذي يعود إلى حادثة اغتيال الرئيس الأميركي جيمس غارفيلد عام 1881.

بـ4 حلقات كثيفة، تغوص القصة في العلاقة الغريبة التي جمعت غارفيلد، الرئيس المناضل من أجل الحقوق المدنية ومكافحة الفساد، بقاتله تشارلز غيتو الذي كان من أشدّ معجبيه قبل أن يصبح كارهاً له. وقدّم كلٌ من مايكل شانون بشخصية غارفيلد، وماثيو ماكفايدن بدور القاتل أداءً آسراً شكّل دعامةً للمسلسل.

* The Beast in Me (الوحش الذي بداخلي) - نتفليكس -

خبّأت «نتفليكس» إحدى مفاجآتها حتى نهاية العام، فقدّمت مسلسلاً من العيار الدرامي الثقيل بعنوان The Beast in Me. أعاد العمل الممثلة كلير داينز إلى الواجهة بشخصية الكاتبة «آغي ويغز»، التي تهجس بجارها المشتبه فيه بقتل زوجته السابقة. في هذا الدور، يطلّ الممثل ماثيو ريس خاطفاً الأضواء والأنفاس بأدائه. ما يجمع بين «نايل جارفيس» والكاتبة ويغز ليس حباً بل لعبة خطرة، ظاهرُها رغبة منها في كتابة مذكّراته وباطنُها حبكة نفسية معقّدة.


«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.