مدير متحف الإرميتاج في روسيا: يزورنا سنوياً أكثر من 4.5 مليون سائح

وصف تزايد أعدادهم بمشكلة جدية تواجهها المتاحف العالمية

زوار داخل المتحف
زوار داخل المتحف
TT

مدير متحف الإرميتاج في روسيا: يزورنا سنوياً أكثر من 4.5 مليون سائح

زوار داخل المتحف
زوار داخل المتحف

يزيد عدد زوار متحف الإرميتاج على 4.5 مليون زائر سنوياً. هذا ما أكده مدير المتحف، المستشرق الروسي ميخائيل بيتروفسكي في حديث لوكالة «تاس» الروسية، أشار خلاله إلى أن تدفق هذه الأعداد «الكبيرة مشكلة جدية» تواجهها معظم المتاحف الكبرى في العالم، بينها الإرميتاج الذي يتسع في آن واحد لآلاف الزوار، موضحاً أن «المبنى الرئيسي من الإرميتاج يستوعب في آن واحد نحو 7111 زائراً»، لكنه شدد على ضرورة متابعة تدابير وإجراءات السلامة والأمان خلال استقبال الوزراء. وقال إن قدرة الإرميتاج على الاستيعاب «لا يعني أنه يمكن حشر هذا العدد دفعة واحدة، وإنما يجب السماح لدخول العدد الذي يمكننا تأمين خروجه من المتحف خلال 10 دقائق، في حال نشب حريق». وقال إن مديري مجموعة من المتاحف العالمية، بحثوا خلال مؤتمر دولي في الفاتيكان قضية حماية المدن - المتاحف من تدفق أعداد كبيرة من السياح، لافتاً إلى أن هذه المشكلة «عمل الإرميتاج على مواجهتها منذ 40 عاماً، عندما كان عدد الزوار، كما هو الآن، نحو 4.5 مليون زائر سنوياً». ولفت إلى أن مثل هذه الأعداد تتطلب العمل على حماية المنشآت الثقافية، دون أن يؤثر ذلك في عملها واستقبالها للراغبين، وعبر عن قناعته بأن «المشكلة من شقين؛ الأول: كيف نحمي المباني التاريخية بحد ذاتها. والثاني: كيف نجعل المتاحف متاحة لكل من يرغب في أن يزورها ويتجول داخلها ولو مرة واحدة». وأشار إلى أن قدرة استيعاب المتاحف محدودة، وقال إنه «على الزوار إدراك أن المتحف مثل المسرح».
ولمواجهة هذه المشكلة، وضع مديرو المتاحف المشاركون في المؤتمر الدولي في الفاتيكان مجموعة توصيات موجهة لإدارات المتاحف، تضمنت اقتراحات عملية مثل تصميم نسخة افتراضية تحتوي على جميع معروضات المتحف، تتيح للراغبين إمكانية مشاهدة تلك المعروضات والاطلاع عليها قبل زيارة المتحف. كما بدأ المشاركون في المؤتمر العمل على وضع معايير دولية مشتركة لتقييم المتاحف، على حد قول مدير متحف الإرميتاج، الذي أشار إلى وجود آلية تصنيف واحدة فقط للمتاحف، تُعرف باسم «تصنيف نوتردام للمتاحف»، لافتاً إلى أن «الإرميتاج يحتل المرتبة الرابعة وفق تصنيف نوتردام». وأكد أن متحفه يتعاون حالياً مع جامعة أراسموس الهولندية الأوروبية، لصياغة مبادئ عامة، يعتمدها الخبراء في إعداد تصنيف المتاحف العالمية. وأوضح أن متحف الإرميتاج في بطرسبورغ، يشغل موقعه دوماً ضمن أفضل 10 متاحف عالمية، استناداً إلى المعايير والمقاييس العلمية لتلك القوائم.
وفي تعليقه على عمليات تدنيس وتخريب تعرضت لها مواقع سياحية عدة في روسيا خلال الفترة الماضية، بما في ذلك محاولة مجموعة من الشباب إشعال نار على تمثال بطرس الأول لإعداد «المشاوي»، دعا مدير المتحف الروسي الشهير عالمياً إلى «تدابير فعلية وعقاب» بحق كل من يقوم بعمل كهذا. وشدد على ضرورة تعميم فهم بأن «المواقع الثقافية تتمتع بحصانة، وأنه لا يجوز المساس بها، لا من جانب المسؤولين ولا من جانب المواطنين». وتوقف عند «ثقافة» زيارة المتاحف، وقال إن الإرميتاج لا يمكنه إلزام الجميع بارتداء بدلات رسمية، لكن على أي زائر إدراك أنه من غير اللائق دخول المتحف بالشورت، موضحاً أن الفاتيكان تمكن من حظر دخول السياح بلباس غير لائق «لأنه كنيسة».



تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)
TT

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

الغرابة (SWNS)
الغرابة (SWNS)

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

وأوضح بيان نشرته جامعة وارسو، ونقلته «فوكس نيوز»، أنّ باحثين من البعثة الأثرية الكويتية - البولندية وجدوا ذلك الأثر في بحرة 1؛ وهو موقع أثري في منطقة الصبية بالكويت.

ووُصف الأثر بأنه «أحد أبرز الاكتشافات» في عملية التنقيب، مع الإشارة إلى أنه «رأس صغير مُتقن الصنع من الفخار، جمجمته طويلة وممدودة، مع عينين منحرفتين وأنف مسطَّح».

يعود تاريخ التمثال الصغير إلى فترة العبيد في بلاد الرافدين القديمة التي تسبق العصر البرونزي. وأُنجز خلال الفترة بين الألفية السادسة قبل الميلاد، وفق تقدير العلماء، ما يجعل عمره يتراوح بين 7 و8 آلاف عام.

وأشار البيان إلى العثور على تماثيل صغيرة مُشابهة تعود إلى فترة العبيد قبل ذلك، لكنَّ هذا الأثر يُعدُّ الأول من نوعه الذي يُعثر عليه في منطقة الخليج.

وذكر الأستاذ بيوتر بيلينسكي في البيان الصحافي: «يثير وجوده تساؤلات بشأن غرضه وقيمته الرمزية، أو ربما الطقسية بالنسبة إلى الناس في ذلك المجتمع القديم».

الفريق الأثري الكويتي - البولندي المشترك (SWNS)

كذلك أشار علماء الآثار إلى اكتشافهم نوعَيْن مميّزين من الآنية والأعمال الفخارية في الموقع عينه، واصفين الاكتشاف بأنه «محوري» لدراسة فترة العبيد: «أثمرت عمليات التنقيب في الموقع منذ بدايتها نوعَيْن من الآنية الفخارية، هما عبيد، المعروف أنه كان يُستردُّ من بلاد الرافدين، وآخر مختلف تماماً يُعرف باسم الآنية، وهي حمراء خشنة الملمس، جرت معرفتها من مواقع في شبه الجزيرة العربية»؛ علماً بأنّ النوع الثاني يوصف بأنه محلّي الصنع في الخليج، لكنْ لا تزال الأماكن الفعلية لصنعه مجهولة.

وظهر أخيراً دليلٌ قاطع من موقع بحرة 1، يشمل إناء من الفخار غير المحترق. وتؤكد النتائج أنّ بحرة 1، الذي يُعدُّ واحداً من أقدم المواقع السكنية وأكبرها في شبه الجزيرة العربية، هو أيضاً أقدم موقع معروف لتصنيع الآنية الفخارية ومنتجات الفخار في الخليج العربي.

كذلك عثر المنقّبون على بقايا أثرية من النباتات التي كانت تُضاف إلى طين الفخار خلال عملية التصنيع. وسيجري الباحثون بعد ذلك تحليلاً نباتياً أثرياً للمادة النباتية لمعرفة النباتات المحلّية التي وُجدت خلال تلك الحقبة الزمنية. علَّق الدكتور رومان هوفيسبيان في البيان: «كشفت التحليلات المبكرة عن آثار لنباتات برّية، خصوصاً القيصوب (الغاب) داخل الأعمال الفخارية محلّية الصنع، في حين عُثر على آثار وبقايا نباتات مزروعة من بينها الحبوب، مثل الشعير والقمح، في الآنية المستوردة خلال حقبة العبيد».

وتُخطّط البعثة الأثرية الكويتية - البولندية لمواصلة دراسة الموقع، وتأمل في العثور على «مزيد من الاكتشافات والتبصّرات في مواضع التقاطع بين ثقافة كلّ من العصر الحجري في الجزيرة العربية وعصر العبيد في بلاد الرافدين، إلى جانب تحقيق مزيد من التعاون بين متخصّصين بولنديين وكويتيين في التراث»، وفق البيان، الذي أوضح: «تكشف عمليات التنقيب المستمرّة أنّ موقع بحرة 1 مهمّ وحيوي لفَهْم التبادل الثقافي بين مجتمعات العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية وثقافة العبيد الممتدّة من بلاد الرافدين إلى منطقة شاسعة من الأناضول، فشبه الجزيرة العربية».