السودان: أبواب الحوار مفتوحة لكل الحركات المسلحة

مسؤول روسي يبحث في الخرطوم التعاون في مجالات النفط والغاز والزراعة

TT

السودان: أبواب الحوار مفتوحة لكل الحركات المسلحة

جددت الحكومة السودانية، أمس، التأكيد على أن «أبواب السودان مفتوحة للحوار مع كل الحركات المسلحة والأحزاب للدخول في العملية السياسية بالبلاد».
وقال وزير الدولة في الخارجية السودانية أسامة فيصل، عقب لقاء مساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في الخرطوم، أمس، إن الطرف السوداني أكد استعداده للحوار مع الحركات المسلحة. وأضاف أن مساعد الرئيس السوداني شدد للمسؤول الروسي على أن الحكومة حريصة على إجراء انتخابات 2020 في موعدها، وتعهد بأن تتسم بالنزاهة والشفافية.
من جهته، تعهد رئيس الوزراء معتز موسى بفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين السودان وروسيا، وإتاحة الفرص للاستثمارات الروسية في البلاد، في إطار التعاون بين البلدين، الذي وصفه بأنه «يشهد تطوراً ملحوظاً خاصة في المجال السياسي».
والتقى موسى بالخرطوم أمس نائب وزير الخارجية الروسي الذي يزور البلاد ضمن اجتماعات اللجنة السياسية المشتركة السودانية - الروسية، وذلك بحضور وزير الدولة بالخارجية أسامة فيصل.
وقال فيصل في تصريحات أعقبت اللقاء إن رئيس الوزراء جدد التأكيد على اهتمام حكومته بتهيئة مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال للشركات الروسية وعرض الفرص الجديدة للاستثمار لدول العالم كافة.
بدوره، أوضح بوغدانوف أن اللقاء تناول تعزيز التعاون المستمر بين السودان وروسيا، وعلى وجه الخصوص التعاون الاقتصادي خصوصاً في مجالات النفط والغاز والزراعة. وأشار إلى أن لقاءاته تطرقت إلى الاستعدادات الجارية لعقد اجتماعات اللجنة السودانية - الروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري في موسكو منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وقال المسؤول الروسي إن اجتماعات موسكو ستشهد بحث آفاق التعاون في المجالات المختلفة، وتنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين، استناداً إلى «الإرادة السياسية المشتركة» على أعلى المستويات في البلدين بما يخدم الشعبين الروسي والسوداني.
وعقدت بالخرطوم الجمعة اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين السودان وروسيا، وترأس الجانب الروسي منها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي وصل إلى البلاد على رأس وفد رفيع المستوى. وأجرى المسؤول الروسي لقاءات عدة مع مسؤولين سودانيين، وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير أول من أمس، كما التقى أمس كلاً من رئيس الوزراء معتز موسى، ومساعد الرئيس فيصل حسن إبراهيم، وعدداً آخر من كبار المسؤولين.
وبحسب الوكالة الرسمية السودانية، فإن الجانبين الروسي والسوداني اتفقا على تعزيز الصداقة بين بلديهما، في المجالات السياسية والاقتصادية والثنائية.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.