صدامات على وقع احتجاجات ضد رفع أسعار الوقود في بلغاريا

تظاهر آلاف الأشخاص في بلغاريا، أمس، احتجاجاً على رفع أسعار الوقود، مغلقين طرقاً رئيسية عدة في 20 مدينة بالبلاد، من بينها طرق سريعة تربط البلد عضو الاتحاد الأوروبي بتركيا واليونان، مما دفع الشرطة للاشتباك معهم.
وذكرت إذاعة «بي إن آر» العامة أنّ المحتجين اشتبكوا مع الشرطة في مدينة بورغاس، حيث تكدّست السيارات لمسافة تزيد على 10 كيلومترات في عدة أماكن في المدينة المطلة على البحر الأسود. وخارج مقر الحكومة في العاصمة صوفيا، تجمع نحو ألف متظاهر، وهتفوا: «زبالة» و«استقيلوا». وتساءل سائق التاكسي الغاضب إيفان نايدينوف: «كيف يبيعون الوقود هنا بسعره نفسه في إسبانيا ولوكسمبورغ، في حين نحن أفقر بلد في الاتحاد الأوروبي؟»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. ويدفع سائقو السيارات في بلغاريا ضرائب عالية على المركبات الملوثة للبيئة، وأسعاراً عالية للوقود. ورفعت الحكومة سعر لتر البنزين والديزل بنحو 5 في المائة، ليصل إلى نحو 2.4 ليفا (1.13 دولار)، في بلد يبلغ متوسط الأجور فيه نحو 575 يورو.
وعطلت المظاهرات حركة السير على 3 طرق رئيسية، فيما أغلقت طرق أخرى فرعية لعدة ساعات، مما أعاق حركة المرور في الجنوب صوب تركيا واليونان، وفي شمال البلاد. كما أصدرت نقابات رجال الشرطة أمس بياناً دعماً للاحتجاجات.
من جهته، اتهم النائب في الحزب الحاكم إيميل ديمتروف المعارضة الاشتراكية بالوقوف خلف الاحتجاجات التي دعت إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الحكومة المحافظة، التي يقودها رئيس الوزراء بويكو بوريسوف، إن ضرائب الوقود في البلاد هي الأقل في الاتحاد الأوروبي. وندّد المحتجون بشركة «لوك أويل» الروسية التي يتهمونها باحتكار القطاع النفطي في البلاد، إذ تمتلك مصفاة النفط الوحيدة في البلاد، وتسيطر على مستودعات الوقود.
وفي الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ارتفاعاً هو الأعلى منذ عامين ونصف العام، مع بلوغ سعر برميل الخام برنت أكثر من 85 دولاراً، ويتوقع أن يستمر ارتفاع سعر النفط مع العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف صادرات النفط الإيراني.