ضجّة بعد تصوير السفير القطري يطالب مسؤولاً في «حماس» بالتهدئة

متظاهرون استقبلوه بهتافات معادية ورشقوا موكبه بالحجارة

لقطة من فيديو تُظهر السفير القطري مغادراً اجتماعاً في غزة بعد رشق موكبه بالحجارة («الشرق الأوسط»)
لقطة من فيديو تُظهر السفير القطري مغادراً اجتماعاً في غزة بعد رشق موكبه بالحجارة («الشرق الأوسط»)
TT

ضجّة بعد تصوير السفير القطري يطالب مسؤولاً في «حماس» بالتهدئة

لقطة من فيديو تُظهر السفير القطري مغادراً اجتماعاً في غزة بعد رشق موكبه بالحجارة («الشرق الأوسط»)
لقطة من فيديو تُظهر السفير القطري مغادراً اجتماعاً في غزة بعد رشق موكبه بالحجارة («الشرق الأوسط»)

أظهر مقطع فيديو مصور للسفير القطري محمد العمادي، في أثناء زيارته إلى مواقع المظاهرات في قطاع غزة، وهو يطلب من القيادي في «حماس» خليل الحية التزام الهدوء، ويجيب الأخير بالإيجاب: «ماشي».
وآثار الفيديو الذي نشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً كبيراً حول التدخل القطري في الشأن الفلسطيني.
وهاجم مغردون قطر، واتهمومها بمقايضة المال مقابل ثمن سياسي، واتهموا «حماس» ببيع الدم مقابل الأموال، كما وصف آخرون الأمر بأنه بمثابة أوامر قطرية لا تحتمل الرفض.
وطلب العمادي من الحية الهدوء في أثناء المظاهرات جاء بعد إشراف السفير على تسليم موظفين في «حماس» رواتب أدخلها بنفسه محمولة بالحقائب إلى قطاع غزة.
ونقل العمادي 15 مليون دولار في 3 حقائب كبيرة عبر إسرائيل، وفق اتفاق سابق.
واقترب العمادي من الحية، وهو عضو مكتب سياسي كان يقول له إن الجماهير الفلسطينية هنا تحيي قطر وتحبها، وقال له بنبرة تأكيد: «نريد هدوءاً اليوم»، ورد الحية: «ماشي، إن شاء الله، ماشي»، ثم ودع السفير قائلاً: «الله يسهل عليك».
لكن متظاهرين هاجموا العمادي لاحقاً وهو يغادر، ورشقوا موكبه وسيارته بالحجارة فيما كان يهم بالمغادرة.
كان العمادي قد وصل إلى موقع «ملكة» للاطلاع على مسيرات العودة التي تراجعت حدتها بفضل «اتفاق الهدوء مقابل المال». وهتف متظاهرون ضد السفير القطري الذي غادر الموقع من دون إصابات.
وقالت مصادر إن الأجهزة الأمنية التابعة لـ«حماس» اعتقلت راشقي الحجارة على الموكب. وواصل العمادي جولاته في القطاع.
وقال السفير القطري إن بلاده تعمل من أجل إيجاد حلول دائمة مستمرة، وليس فقط من أجل مباحثات حول الممر المائي. وتؤيد قطر إقامة ممر مائي في القطاع، لكن إسرائيل تربط ذلك بتقدم في ملف جنودها الموجودين في غزة، وتقول إنهم قتلى.
وتأييد إقامة ممر مائي يأتي رغم معارضة السلطة الفلسطينية للأمر. وقد هاجمت السلطة التدخلات والأموال القطرية، وقالت إنها تعزز الانقسام، لكن العمادي رد قائلاً إن بلاده «لم - ولن - تتجاوز أحداً من الأطراف»، وإنها «تحافظ على علاقة متوازنة مع الجميع، بما فيها السلطة الفلسطينية».
وأضاف: «إدخال الأموال إلى غزة، وضخ ملايين الدولارات، يهدف إلى تحريك عجلة الاقتصاد»، وتابع: «إنها مساعدات موجهة للسكان بلا استثناء، وإنها تهدف لدعمهم ومساندتهم لتجاوز أزماتهم المعيشية».
وأكد العمادي أن الدعم القطري «نابع من روح الشعور بالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية، بعيداً عن أي حسابات أو تفاصيل سياسية»، وزاد أن «قطر لا تدعم أي فصيل أو جهة، وإنما تسعى لحل مشاكل الفلسطينيين بشكل عام».
وبحسب العمادي، فإن «المنحة المالية تخدم 500 ألف مواطن، بطريقة مباشرة وغير مباشرة». وتحدث عن توفير الكهرباء، قائلاً إنها ستعود بالنفع على كل أهالي غزة، وستوفر عليهم ملايين الدولارات، من خلال معالجة مشاكل الصرف الصحي، والمحافظة على البيئة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.