ما الذي يحدث لتييري هنري في موناكو؟

المدير الفني يرى أن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ في الفريق

تييري هنري تحت ضغط النتائج السيئة لفريق موناكو (رويترز)
تييري هنري تحت ضغط النتائج السيئة لفريق موناكو (رويترز)
TT

ما الذي يحدث لتييري هنري في موناكو؟

تييري هنري تحت ضغط النتائج السيئة لفريق موناكو (رويترز)
تييري هنري تحت ضغط النتائج السيئة لفريق موناكو (رويترز)

قال تييري هنري، المدير الفني لنادي موناكو الفرنسي، عقب خسارة فريقه بأربعة أهداف نظيفة أمام كلوب بروج البلجيكي في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي: «يخبرني الناس بعد كل مباراة أن الأمور لا يمكن أن تكون أسوأ من ذلك، لكنها تتحول للأسوأ بالفعل».
وتعد هذه هي أكبر هزيمة لموناكو على ملعبه في دوري أبطال أوروبا عبر تاريخه، وربما يتمثل الشيء الأكثر إيلاماً في أن هذه الهزيمة المدوية جاءت أمام فريق لم يعرف طعم الانتصار في دوري أبطال أوروبا منذ 13 عاماً!
كما تأتي هذه الهزيمة بعد ساعات قليلة من إلقاء القبض على رئيس نادي موناكو، الملياردير الروسي ديمتري ريبولوفليف، لاستجوابه في قضايا فساد.
وتساءل ريجيس تيستيلين، بصحيفة «ليكيب» الفرنسية: «كيف يهبط النادي المتوج بطلاً لفرنسا قبل عامين إلى هذه الدرجة بهذه السرعة، وبعد عام ونصف العام فقط من إبهاره أوروبا والتفوق على باريس سان جيرمان؟».
وكان موناكو قد وصل للدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2017، لكنه الآن خرج من المنافسات الأوروبية، ويواجه صعوبات كبيرة على المستوى المحلي، حيث يحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الفرنسي الممتاز بفارق الأهداف فقط عن متذيل الترتيب.
وتساءل تيستيلين: «بكل صراحة، من كان يتخيل أن يصل النادي إلى هذا المستوى المتدني؟».
ومن المؤكد أن الأمور لا تسير بالشكل الذي كان يتمناه تييري هنري عندما زاره نائب رئيس نادي موناكو، فاديم فاسيليف، في منزله بالعاصمة البريطانية لندن قبل شهر من الآن للاتفاق حول توليه قيادة الفريق خلفاً لليوناردو جارديم عقب إقالة الأخير من منصبه.
وقد شعر فاسيليف بالذهول من كمية التفاصيل التي يعرفها هنري عن الفريق الحالي للنادي، الذي دافع عن ألوانه خلال الفترة بين عامي 1994 و1999، وعن الخطة التي وضعها لإعادة النادي إلى المسار الصحيح.
ولا يوجد أدنى شك في أن هذه الخطة قد خضعت للكثير من التغييرات الآن، بعدما قاد هنري النادي في خمس مباريات لم يحقق فيها أي فوز، حيث تعرض للخسارة في ثلاث مباريات وتعادل في اثنتين، وواجه سوء حظ كبير بعد تعرض عدد من لاعبيه للإصابة.
ودخل موناكو مباراته أمام كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا بعد أداء ممل وهزيمة مخيبة للآمال أمام نادي ريمس في الدوري المحلي. وكان هنري يُمني النفس بتقديم أداء جيد أمام الفريق البلجيكي، وبالفعل بدأ فريقه المباراة بشكل جيد، لكنه انهار تماماً بعدما اهتزت شباكه بهدف. وعند الدقيقة 24 من عمر اللقاء، كان موناكو متأخراً بثلاثية نظيفة.
وأعرب هنري عن إحباطه من «أخطاء التلاميذ» التي وقع فيها لاعبوه، و«استسلامهم» التام مع أول اختبار صعب في المباراة. وغادر معظم جمهور موناكو ملعب المباراة قبل إحراز الفريق البلجيكي للهدف الرابع في نهاية الشوط الثاني.
وحتى النادي البلجيكي، الذي كان آخر فوز له على الصعيد القاري قبل أكثر من ثلاث سنوات أمام بشكتاش التركي في بطولة الدوري الأوروبي، لم يصدق ما حدث. وقال إيفان ليكو، المدير الفني لكلوب بروج: «لم يكن هذا أفضل أداء نقدمه في الأربع مباريات التي خضناها في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم»، في إشارة غير مقصودة إلى المعاناة التي يمر بها موناكو في الوقت الحالي.
وقال جبريل سيديبي، الظهير الأيمن لموناكو ومنتخب فرنسا: «لقد كان أمراً يدعو إلى الخجل». وحتى سيديبي نفسه قدم أداءً سيئاً في تلك المباراة، كبقية اللاعبين الذين بقوا من الفريق الفائز بلقب الدوري الفرنسي الممتاز في موسم 2016 - 2017 (بما في ذلك جيميرسون ورادماميل فالكاو وكاميل غليك).
وقد باع موناكو أفضل لاعبيه، حيث تخلى عن خدمات فابينيو وتوماس ليمار وجواو موتينيو في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، بعدما كان قد باع في وقت سابق كلاً من كيليان مبابي وبيرناردو سيلفا وبينجامين ميندي وتيموي باكايوكو.
وفي السابق، كان موناكو يعمل على تجديد دمائه باستمرار - وقال جارديم ذات مرة إن وظيفته هي «إعادة البناء باستمرار» - لكن التعاقدات الأخيرة لم تنجح في سد الفجوة الهائلة التي تركها من رحلوا عن الفريق.
ولم يكن هذا الأمر مفاجئاً، حيث لم يقدم ناصر الشاذلي أداءً جيداً إلا على فترات متباعدة، والأمر نفسه ينطبق على يوري تيليمانس، الذي كان يتألق على فترات، وهذا لم يكن كافياً لإخراج الفريق من عثراته في الآونة الأخيرة. وفي الأثناء نفسها، افتقد الفريق لخدمات الكثير من لاعبيه بداعي الإصابة، مثل ألكسندر غولوفين وستيفان يوفيتش وويليم كوبيليس.
وخلال المباراة الأخيرة أمام كلوب بروج، كان أفضل لاعبي موناكو هو سوفيان ديوب، البالغ من العمر 18 عاماً، الذي لم يلعب أي مباراة مع الفريق الأول للنادي الفرنسي خلال الموسم الحالي. وعندما قرر هنري إجراء بعض التغييرات لإنقاذ الفريق في تلك المباراة، دفع باثنين من اللاعبين الشباب الأصغر سناً والأقل خبرة، وهما الثنائي البالغ من العمر 17 عاماً، هان نواه ماسينغو وغوب غوانو.
وقال هنري: «لقد أردت أن أرى مدى قدرتهما على القتال، حتى لو لم يكن من السهل أن يكون أول ظهور للاعب في مباراة تشهد تأخر فريقه بثلاثة أهداف دون رد. لم يكن لديَّ الكثير من اللاعبين الجاهزين، وبالتالي كنت في حاجة إلى لاعبين لديهم الرغبة في الركض وفي إظهار رغبتهم في القتال. لو فعل اللاعبون الصغار هذا الأمر فسوف يشاركون في المباريات. اللاعبون الصغار لا يعرفون الخوف، وهذا هو ما نحتاجه في الوقت الحالي. يتعين علينا أن نستعيد هذا الشعور مرة أخرى».
ويمكن القول بأن هنري ما زال مبتدئاً في عالم التدريب، وبالتالي فإن خبراته كلاعب فقط ربما لن تساعده كثيراً في مهمته من أجل إنقاذ الفريق من الهبوط. لكن على الجانب الآخر، لا توجد أي إشارة تجعلنا نشكك في قدراته التدريبية، لأننا لم نر أي مؤشر على «سذاجة تكتيكية» خلال المباريات الخمسة التي قاد فيها الفريق.
وربما يكون مصدر الشك الوحيد الآن هو مدى قدرته على حشد اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم بشيء آخر غير مهاراته التي كان يظهرها داخل المستطيل الأخضر كلاعب.
ومن الواضح أن نجومية هنري وحدها ليست كافية، وبالتالي فإن السؤال المطروح الآن هو: هل يجد الكلمات التي تمكنه من تحفيز اللاعبين، الذين يبدون مثل «المحاربين القدماء»، إن جاز التعبير؟ وهل هنري يمتلك حقاً القدرات التي تمكنه من قيادة الفريق؟ في الحقيقة، تعد هذه فرصة جيدة للغاية لكي يظهر هنري الصفات التي لم يظهرها خلال الفشل الذريع للمنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم 2010 على سبيل المثال!
وعلى الأقل، قد يتغير الحظ ويقف إلى جانب هنري خلال الفترة المقبلة، التي ستشهد أيضاً عودة عدد من اللاعبين المصابين. ربما لم يكن ريبولوفليف في موقف يمكنه من تغيير سياسة النادي في الفترة الأخيرة، ويوافق على إنفاق الكثير من الأموال على إبرام صفقات جديدة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، لكن الشيء المؤكد هو أن لديه مشكلات قضائية خطيرة يتعين عليها حلها أولاً.
وعلى المدى القصير، ربما تصبح الأمور أكثر سوءاً بالنسبة لهنري، فخلال مباراة موناكو المقبلة في الدوري الفرنسي الممتاز سوف يفتقد الفريق لخدمات تيليمانس بسبب الإيقاف، كما انضم غليك لقائمة طويلة من المصابين، علاوة على أن المنافس في هذه المباراة سيكون باريس سان جيرمان!


مقالات ذات صلة

سيميوني يقاوم دموعه رداً على إمكانية رحيله عن أتلتيكو مدريد

رياضة عالمية دييغو سيميوني (رويترز)

سيميوني يقاوم دموعه رداً على إمكانية رحيله عن أتلتيكو مدريد

بدا دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد متأثراً للغاية عند سؤاله عن الشكوك التي تحيط بمستقبله مع الفريق، وذلك بعد الفوز بصعوبة على ديبورتيفو آلافيس بنتيجة 2 - 1.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية هانز فليك (أ.ف.ب)

فليك: برشلونة محظوظ بالتعادل مع سيلتا فيغو

قال هانز فليك مدرب برشلونة إن لاعبيه المخطئين يجب ألا يلوموا سوى أنفسهم، بعد التعادل 2 - 2 مع مضيفه سيلتا فيغو، السبت، في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (فيغو (إسبانيا))
رياضة عالمية روبن أموريم (أ.ف.ب)

أموريم مدرب يونايتد: سأكون صارماً عندما يتطلب الأمر

يُعرف روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد الجديد بقدرته على التواصل مع اللاعبين وهو أمر يقول كثيرون إن سلفه إريك تن هاغ كان يفتقده.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعبو راسينغ كلوب خلال التتويج باللقب (أ.ف.ب)

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

توج فريق راسينغ كلوب الأرجنتيني بلقب كوبا سود أمريكانا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على كروزيرو البرازيلي بنتيجة 3 / 1 في المباراة النهائية مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (أسينسيون )
رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».