السيول تضرب الأردن مجدداً ومقتل وإصابة وفقدان العشرات

إجلاء آلاف السياح في البتراء وتعليق الدراسة في جميع المناطق وتحذيرات للمواطنين

آثارالسيول التي ضربت مادبا أمس (بترا)
آثارالسيول التي ضربت مادبا أمس (بترا)
TT

السيول تضرب الأردن مجدداً ومقتل وإصابة وفقدان العشرات

آثارالسيول التي ضربت مادبا أمس (بترا)
آثارالسيول التي ضربت مادبا أمس (بترا)

ضربت السيول والفيضانات الناتجة عن الأمطار الغزيرة، مجددا، عدة مناطق في جنوب ووسط الأردن، مخلفة وقوع ضحايا بشرية وخسائر مادية، حسبما أعلنت السلطات الحكومية من عمان.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام الناطقة الرسمية باسم الحكومة، جمانة غنيمات، في بيان، إن «عدد وفيات الحالة الجوية السائدة ارتفع إلى 7 وفيات» حتى مساء أمس. ودعت المواطنين «القاطنين بالقرب من المناطق المنخفضة والأودية ومجاري السيول والجسور والأنفاق إلى إخلاء منازلهم حفاظا على حياتهم نظرا لغزارة الأمطار المتوقعة هذه الليلة (أمس) ونهار السبت». وكانت غنيمات قالت إن «هطولا مطريا كثيفا في منطقة ضبعة (جنوب عمان) أدى إلى إغلاق الطريق الصحراوي بالاتجاهين بعد أن غمرت المياه المنطقة، ما أدى إلى وفاة 3 مواطنين، سيدتين وطفلة». من جهته، قال مصدر في الدفاع المدني إن «طفلة أخرى لقيت حتفها نتيجة جرف السيول مركبة ذويها في منطقة مليح في مادبا (نحو 35 كلم جنوب غربي عمان)».
وأضاف أن «فرق الإنقاذ تبحث عن 5 مفقودين آخرين جراء الحادث».
وقررت وزارة التربية والتعليم تعليق الدراسة في جميع مدارس المملكة، اليوم السبت.
وقالت جمانة إن طائرة استطلاع جوي تحركت لتمشيط المنطقة للوقوف على الحالة. ونبهت الوزيرة إلى احتمال تواصل هطول الأمطار، وقالت إنه تم ترحيل العشرات من المواطنين إلى مناطق آمنة، ونقل 9 أشخاص إلى مستشفى النديم، ملمحة إلى احتمال حدوث وفيات.
وشهدت المناطق الجنوبية والوسطى في الأردن أمطارا غزيرة أدت إلى فيضانات كبيرة خاصة في مادبا والبتراء ومعان (جنوب) حيث عملت كوادر الدفاع المدنية والأجهزة المختصة على إنقاذ عدد من السيارات المحاصرة. وأكدت الوزيرة غنيمات أن الأجهزة المعنية تتابع عمليات الإنقاذ في عدد من مناطق المملكة التي شهدت تساقطا غزيرا للأمطار، خصوصا في مناطق معان ومدينة البتراء السياحية، ووادي موسى ومحافظتي مادبا والبلقاء التي نتج عنها تدمير المنازل القريبة من الأودية وإغلاق طرق.
وزادت أنه نجم عن الحالة الجوية وفاة طفلة في مادبا وإصابة 11 شخصا، إصابتهم بين حرجة ومتوسطة وبسيطة، موضحة أن الأجهزة المعنية أخلت جميع الموجودين في منطقة البتراء، موضحة عدم وجود مفقودين مبلغ عنهم في المنطقة الأثرية ممن ارتادوها، فيما تم التبليغ عن عدد من المفقودين في محافظة مادبا، حيث تتابع الأجهزة الأمنية البحث عنهم. وأشارت إلى إجلاء نحو 3762 سائحا دخلوا مدينة البتراء الأثرية، إلى مناطق بعيدة أو توجيههم إلى المناطق المرتفعة لحين انخفاض مستوى منسوب المياه.
وكانت السيول داهمت في أواخر الشهر الماضي منطقة البحر الميت مما نتج عنها مقتل 21 طفلا وإصابة 34 آخرين. ودعا الدفاع المدني جميع المواطنين القريبين من مجاري السيول والأودية إلى الانتقال لأماكن أكثر أماناً، وبخاصة وادي الرميل باتجاه سد الواله في محافظة مادبا ووادي الهيدان. وحذر من احتمالية تشكل السيول القوية بسبب كثافة هطول الأمطار في تلك المناطق.
وقالت دائرة الأرصاد الجوية إن الأردن يتأثر منذ أمس بحالة من عدم الاستقرار الجوي، حيث تغطي سماء المملكة كميات من الغيوم على ارتفاعات مختلفة، وتسقط الأمطار في أنحاء متفرقة من الأردن.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.