واشنطن تطلق خطة «5+1» لشطب السودان من قائمة الإرهاب... والخرطوم ترحب

تشترط 6 محاور بينها مكافحة الإرهاب وتعزيز حقوق الإنسان وحرية التدين والصحافة

TT

واشنطن تطلق خطة «5+1» لشطب السودان من قائمة الإرهاب... والخرطوم ترحب

رحّب السودان، أمس، بانطلاق الحوار مع الولايات المتحدة الهادف لشطب اسمه من «قائمة الدول الراعية للإرهاب»، غداة إعلان واشنطن استعدادها للقيام بهذه الخطوة.
وقالت الخارجية السودانية، في بيان وزّعته على أجهزة الإعلام «يعلن السودان ترحيبه بانطلاق المرحلة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين الطرفين، التي تم تصميمها لتوسيع التعاون الثنائي». وأضافت الخارجية أن السودان يرحب أيضاً «بإعلان الولايات المتحدة استعدادها للبدء في مرحلة إلغاء تسمية السودان كدولة راعية للإرهاب».
وكانت الخارجية الأميركية أعلنت، أول من أمس، أنها مستعدة لشطب السودان من «قائمة الدول الراعية للإرهاب» لكن بشرط أن تقوم السلطات السودانية بالمزيد من الإصلاحات. كما دعت الخارجية الأميركية في بيان، إثر محادثات في واشنطن بين جون سيلفان نائب وزير الخارجية، ووزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، الخرطوم، إلى تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، وتحسين سجلّ البلاد على صعيد حقوق الإنسان.
وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، عقب اللقاء، ترحيب الإدارة الأميركية بالتزام السودان بإحراز التقدم في المجالات الرئيسية.
وذكرت مصادر مقربة من المحادثات التي جرت في واشنطن، أن الخطة الجديدة ستحمل اسم «المسارات الخمسة + 1»، وتتضمن أجزاءً مهمة من الخطة السابقة «خطة المسارات الخمسة» التي تُوّجت برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان. وتشمل المرحلة الثانية من الحوار السوداني - الأميركي زيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتعزيز حقوق الإنسان وممارستها، بما في ذلك حرية التدين والصحافة، وتحسين وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الأعمال العدائية الداخلية، وخلق بيئة إضافية تسهم في تقدم عملية السلام في البلاد، واتخاذ إجراءات تعالج مطالبات قائمة ذات صلة بقضايا مكافحة الإرهاب، فضلاً عن الالتزام بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بكوريا الشمالية.
وأشار بيان للخارجية السودانية إلى أن المرحلة الثانية صُمّمت من أجل توسيع وتطوير التعاون الثنائي، وتحقيق مزيد من التقدم في القضايا المشتركة، استناداً إلى نجاح المرحلة الأولى (خطة المسارات الخمسة)، التي انتهت برفع العقوبات الاقتصادية والحظر التجاري عن السودان.
ولم تحدد واشنطن موعداً لحذف اسم السودان من القائمة التي تعيق حصوله على قروض ومساعدات، وتحول بينه وبين الاستفادة من مبادرة إعفاء الديون، بيد أن الخارجية الأميركية رأت أن الأمر قد يستغرق فترة تتراوح بين ستة أشهر وأربعة أعوام.
وكانت الولايات المتحدة قد اشترطت في المرحلة الأولى لرفع العقوبات الاقتصادية والحظر التجاري المفروض على السودان منذ 1997، أن تستجيب حكومة السودان لخمسة شروط عُرِفت بـ«خطة المسارات الخمسة»، وتضمَّنت التعاون في مكافحة الإرهاب، وإيقاف الحروب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، ودعم سلام جنوب السودان، ومحاربة جيش الرب الأوغندي، وقطع العلاقات التجارية مع كوريا الشمالية.
ورفعت واشنطن العقوبات الاقتصادية والحظر التجاري الذي كان مفروضاً على السودان في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، لكنها وعلى الرغم من اعترافها بتعاون السودان في إنفاذ «خطة المسارات الخمسة»، أبقت عليه ضمن قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب.
وأدرجت الولايات المتحدة السودان على القائمة عام 1993، عندما قدمت ملاذاً لزعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بين عامي 1992 و1996، ثم تدهورت العلاقات بين البلدين حين بدأت الحكومة حملة لوقف تمرد في إقليم دارفور غرب البلاد. لكن العلاقات تحسَّنت في عهد الرئيس السابق باراك أوباما الذي رحّبت إدارته بقبول الخرطوم استقلال جنوب السودان عام 2011 بعد عقود من الحروب المدمرة.
ويحدّ تصنيف دولة بأنها راعية للإرهاب من حصولها على تمويل دولي، ويجعل من الصعب على المواطنين الأميركيين القيام بأعمال تجارية فيها.
واستخدم ترمب «القائمة السوداء للإرهاب» كأساس لأمر رئاسي مثير للجدل يمنع دخول الأشخاص العاديين إلى الولايات المتحدة من دول مسلمة في الغالب.
وفي مقابلة أُجريت أخيراً في الخرطوم، قال رئيس مجموعة «دال»، أكبر تكتل شركات في السودان، إن هناك «كثيراً من الأموال التي تبحث عن مشاريع جيدة لدعمها»، لكنها كانت مقيدة بسبب التصنيف الذي وضعته الولايات المتحدة. وهناك ثلاث دول أخرى فقط مدرجة على القائمة السوداء للإرهاب، هي إيران وكوريا الشمالية وسوريا.
يُشار إلى أن نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان زار السودان نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، واتفق مع حكومة الخرطوم على تبادل ملاحظات مكتوبة حول إنفاذ خطة المسارات الخمسة، فيما بحث مسؤولون أميركيون زاروا السودان العلاقات بينه وكوريا الشمالية، على خلفية تقرير أممي باتصالات بين الخرطوم وبيونغ يانغ، وشددت تلك المباحثات على أهمية الالتزام بالجزاءات الأممية المفروضة على هذه الدولة.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».