الأطفال القُصّر... سلاح «داعش» للتمويه والخداع

أكد المؤشر العالمي للفتوى الصادر عن دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن تنظيم داعش الإرهابي اتبع 6 مراحل لتنشئة الأطفال القُصّر على التطرف والعنف، تبدأ بما يعرف بـ«الإغواء» عبر لقاءات وبرامج غير مباشرة تعرض فتاوى وأفكار التنظيم بأسلوب جذاب، تليها مرحلة «التعليم» التي تبدأ في تلقين الأطفال مصطلحات بعينها، مثل «آيات الجهاد، والحديث عن الجنة والنار والشهادة»، ثم تأتي مرحلة «التدريب» التي يعتمد فيها التنظيم على تمرين الطفل على حمل السلاح... أما المرحلة الرابعة فهي مرحلة «الإخضاع» التي يُعزل فيها الطفل عن أسرته وتُبرمج عقليته من خلال التدريبات الجسدية والنفسية الوحشية، وفي المرحلة الخامسة يبدأ التنظيم في «التخصيص» عبر الاستفادة من مؤهلات كل طفل ومواهبه، كل حسب قدراته، وأخيراً مرحلة «التجنيد» التي يبدأ فيها الطفل ممارسة الدور المنوط به على أرض الواقع. وقال المؤشر: إن هناك سببين رئيسيين جعلا تنظيم داعش الإرهابي يلجأ خلال السنوات الماضية لتجنيد الأطفال، هما تعويض نقص المقاتلين في ظل تضييق الخناق عليه من جبهات عدة، والتمويه؛ إذ يسهل استخدام الصغار في العمليات الانتحارية النوعية دون أن يلفتوا الانتباه. لافتاً إلى أن «ذلك ينطبق على أطفال أبناء التنظيم، أو أطفال السبي، الذين يضمهم بعد الانتهاء من العمليات الإرهابية والحصول على مغانم».
وأصدر المؤشر تقريراً أمس عن «فتاوى الطفل» داخل التنظيمات المتطرفة، و«داعش» على وجه الخصوص، كشف فيه عن أن فتاوى الطفل تشكل ما يقارب من 10 في المائة من جملة فتاوى التنظيمات الإرهابية، التي تنوعت بين «الاستغلال، وآليات وطرق التجنيد، والاختطاف، والانتهاكات الجسدية لهم، واستغلالهم دروعاً بشرية».
وأوضح التقرير، أن «التنظيمات دأبت على الاستغلال السياسي للفتوى لتجنيد الشبيبة والأطفال داخل صفوفها، بهدف تقديم تلك الأجساد الصغيرة البريئة حطب نار لتصير ركاماً ورماداً»، مشيراً إلى فتوى صدرت في كتاب «تحفيز الأنام إلى كفالة الأيتام» الصادر عن مكتب البحوث والدراسات التابع لتنظيم داعش، جاء فيها: «أولئك الأشبال الذين ينشأون في كفالة آباء (الشهداء على حد وصفهم) أو إخوانهم أو أقاربهم أو رفقائهم يجهزون لفتح الأمصار وكسر الحدود».
وأشار مؤشر الفتوى إلى إطلاق «داعش» فتاوى عدة طوَّعها التنظيم لجهاد الصغار، منها، إصدار أبو سعيد الجزراوي، وهو عضو بالهيئة الشرعية للتنظيم في 2016 بجواز استخدام الأطفال في تنفيذ عمليات انتحارية بعد «تفخيخ أجسادهم» بالقنابل، وبعدها مباشرة في أغسطس (آب) 2016 أذيع شريط مصور صادر عن المكتب الإعلامي التابع لـ«داعش» بالرقة السورية، أظهر خمسة أطفال بزي عسكري كامل يقومون بإطلاق النار على رؤوس خمسة أشخاص، كما لقن التنظيم أشباله فتاوى تدعو إلى «ضرورة نصرة الدين، ومحاربة الدول، وقتل كل من يخالف الشريعة».
فضلاً عن فتاوى غريبة للتنظيم خاصة بالأطفال منها، ما أفتى به من قطع رؤوس أطفال مسيحيين عراقيين رفضوا الدخول في الإسلام... وقد وزع مقاتلون تابعون للتنظيم في نهاية عام 2014 في مساجد الموصل العراقية منشوراً يتناول «أحكام السبي»، وتضمن المنشور إجابات خطرة وصلت إلى حد إجازة اغتصاب الفتيات الصغيرات وضرب السبايا، كما أصدر التنظيم فتوى أخرى تقضي بقتل الأطفال المصابين بمتلازمة داون وإعاقات أخرى، حيث أصدر من يسمون بقضاة الشريعة قراراً يُجيز لأتباع التنظيم «قتل المولودين الجدد المصابين بمتلازمة داون أو تشوهات خلقية، والأطفال المعوقين».
وأوضح مؤشر دار الإفتاء، أن التنظيم استغل أخيراً شغف الأطفال بتطبيقات «الأندرويد» الحديثة، فأطلق واحداً منها، حول تعليم الحروف الهجائية عن طريق أسماء الأسلحة، كأن يتعلم الطفل الحرف «ب» مصحوباً بكلمة «بندقية»، والحرف «ص» مصحوباً بـ«صاروخ»، وحرف «ر» بـ«رصاصة»، و«س» بـ«سيف»، و«د» بـ«دبابة»... كما استغل أيضاً التنظيم حب الأطفال للرسم والألوان ليستبدل، الشموس الضاحكة وأشكال الطيور والحيوانات، برسم الدبابات والجثث والأسلحة.