إنتاج قياسي لأميركا واستهلاك فائق للصين يحافظان على توازن أسواق النفط

استقرت أسعار النفط الخميس مع تعرضها لضغوط، في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم بعد أن بلغ إنتاجها أعلى مستوى على الإطلاق، لكن النفط يتلقى الدعم أيضا مع استمرار الصين على مسار تسجيل عام آخر من الواردات القياسية.
وبحلول الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش، بلغت العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق 71.47 دولار للبرميل، منخفضة 60 سنتاً، مقارنة مع مستوى الإغلاق السابق، وبانخفاض قدره 0.83 في المائة. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 61.11 دولار للبرميل، منخفضة 56 سنتاً مقارنة مع سعر التسوية السابقة، بنسبة 0.91 في المائة.
ويضغط الإنتاج القياسي للولايات المتحدة على الأسعار... وبلغ الإنتاج الأميركي 11.6 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية الصادرة مساء الأربعاء. فيما زادت مخزونات الخام في الولايات المتحدة 5.8 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بما يزيد على مثلي توقعات المحللين.
ويعادل ذلك الحجم من الإنتاج 3 أمثال مستوى إنتاج الولايات المتحدة قبل 10 سنوات، وينطوي على زيادة 22.2 في المائة منذ بداية العام الحالي فقط، وبذلك تصبح الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم.
ومن المرجح ضخ مزيد من النفط الأميركي، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يتجاوز الإنتاج 12 مليون برميل يوميا بحلول منتصف 2019 بفضل ارتفاع إنتاج النفط الصخري.
ولا تقتصر زيادة الإنتاج على الولايات المتحدة فحسب، وإنما تشمل عدة دول أخرى، بما في ذلك روسيا والسعودية والعراق والبرازيل، ما يثير مخاوف المنتجين بشأن عودة فائض الإمدادات الذي ضغط على أسعار النفط في الفترة بين عامي 2014 و2017.
لكن بلوغ الواردات الصينية من الخام مستوى قياسياً يقلص المخاوف بشأن تجدد تخمة الخام.
وأظهرت بيانات الجمارك أمس أن واردات الصين من النفط الخام ارتفعت لأعلى مستوى لها على الإطلاق على أساس يومي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بدعم من طلب قياسي من شركات التكرير الخاصة وهوامش ربح قوية.
وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك أن الواردات في أكتوبر ارتفعت 32 في المائة عنها قبل عام، إلى 40.80 مليون طن، بما يعادل 9.61 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 9.05 مليون برميل يوميا في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وكان آخر مستوى قياسي مرتفع للواردات على أساس يومي 9.60 مليون برميل يوميا في أبريل (نيسان) الماضي.
وزادت الواردات 8.1 في المائة في الشهور العشرة الأولى من العام مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، إلى 377.16 مليون طن أو 9.06 مليون برميل يوميا، وتتجه صوب تحقيق أعلى مستوى للشحنات السنوية. وجاءت هذه الأحجام القياسية نتيجة قوة الواردات من شركات التكرير الخاصة في الصين. وقالت إيما لي، المحللة في «رفينيتيف» لأبحاث وتوقعات النفط، إن «هذه المصافي اشترت 8.22 مليون طن من النفط الخام في أكتوبر، وهذا هو أعلى مستوى شهري منذ أن بدأت بكين تحديد حصص استيراد لها في 2015» بحسب «رويترز».
ويتماشى الحجم الكلي لواردات أكتوبر مع توقعات «رفينيتيف» التي جاءت عند 40.95 مليون طن.
وبلغت واردات الغاز الطبيعي في أكتوبر، عبر خطوط الأنابيب، وكذلك الغاز الطبيعي المسال، 7.3 مليون طن بزيادة 25.6 في المائة عن الشهر نفسه من العام الماضي، لكن أقل من 7.62 مليون طن في سبتمبر.
وفي غضون ذلك، قالت «رويترز» أمس، إن شركة النفط الصينية العملاقة «سينوبك» وقّعت الخميس عقداً سنوياً يغطي العام 2019 لشراء النفط الخام من مؤسسة البترول الكويتية، وذلك أثناء مؤتمر تجاري في شنغهاي.
ولم تعلن الكميات المتفق عليها في العقد، لكن مسؤولين تنفيذيين اثنين في «سينوبك» مطلعين على الشروط قالا إن الكويت ستورد نفس كميات الخام كما في 2018. وطلب المصدران عدم كشف هويتهما؛ لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وجاء ذلك بعد أن وقعت «بتروتشاينا» اتفاق توريد خام للعام 2019 مع الكويت أول من أمس (الأربعاء) مع عدم تغيير الأحجام عن العام الحالي.