خبير ألماني: الإصلاحات الاقتصادية السعودية تسير بشكل مذهل

الصندوق السيادي سيكون العامل الأكبر لمرحلة اقتصاد ما بعد النفط

الخبير ألماني ستيفن هيرتوغ أثناء محاضرة أول من أمس بمركز الملك فيصل للبحوث في الرياض (تصوير: إقبال حسين)
الخبير ألماني ستيفن هيرتوغ أثناء محاضرة أول من أمس بمركز الملك فيصل للبحوث في الرياض (تصوير: إقبال حسين)
TT

خبير ألماني: الإصلاحات الاقتصادية السعودية تسير بشكل مذهل

الخبير ألماني ستيفن هيرتوغ أثناء محاضرة أول من أمس بمركز الملك فيصل للبحوث في الرياض (تصوير: إقبال حسين)
الخبير ألماني ستيفن هيرتوغ أثناء محاضرة أول من أمس بمركز الملك فيصل للبحوث في الرياض (تصوير: إقبال حسين)

أكد خبير ألماني في مجال الاقتصاد السياسي، أن الإصلاحات السعودية خلال الأعوام الثلاثة الماضية تعطي الآمال لتحقيق اقتصاد تنافسي بعيدا عن النفط.
وأوضح الدكتور ستيفن هيرتوغ، أستاذ السياسة المقارنة، بمدرسة لندن للاقتصاد والسياسة، والمتخصص في الاقتصاد السياسي في الخليج والشرق الأوسط، أن الرياض شرعت في تنفيذ خريطة طريق من أجل دفع السعودية لعصر ما بعد النفط، قوامها الإصلاحات التي حدثت خلال الأعوام الـ3 الأخيرة، التي يراها مذهلة ومؤثرة بشكل إيجابي كبير.
وقال هيرتوغ في محاضرة بعنوان «ما الذي يتطلبه تحويل السعودية إلى مرحلة اقتصاد ما بعد النفط»، التي نظمها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ليلة أول من أمس بالرياض، إن القطاع الخاص السعودي كان حتى وقت قريب يعتمد على الدولة من حيث الدعم المالي، إلا أنه من المرجح أن يلعب دورا متعاظما من خلال الشراكات مع القطاع العام في الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة بشكلها الشامل، إلى أن يصل في النهاية إلى نقطة قيادة الاقتصاد الوطني بعيدا عن مشكلات النفط وتذبذب أسعاره بسبب العوامل الجيوسياسية.
وأضاف هيرتوغ: «في ظل الإصلاحات الأخيرة، أصبح من الممكن تنفيذ خريطة طريق فعلية لتحقيق مستوى صلب من الارتكاز على اقتصاد غير نفطي، في ظل تنوع سوق العمل، والاستجابة لنظام ضريبي يساهم بشكل فعال في هذه الإصلاحات دون أن يكون عبئا كبيرا على القطاع الخاص والشركات العاملة في سوق المملكة، وتحسين البيئة التشريعية وتطبيق المعايير التنافسية».
ونوه أن هناك الكثير من القطاعات القائمة والقطاعات الجديدة، التي تشمل الخدمات والشركات والاتصالات والصناعات البتروكيماويات وبعض الشركات الأخرى التي تحاول حاليا توطين بعض الصناعات الحيوية، وستكون مؤهلة بأن تتحمل تطبيق نظام الضريبة دون عبء كبير عليها، في وقت تسهم فيه في دعم الاقتصاد السعودي وزيادة الدخل للخزينة العامة.
ويعتقد هيرتوغ أن الصندوق السيادي السعودي يستطيع أن ينجز الكثير في سبيل تعزيز هذه الإصلاحات، من خلال زيادة العوائد مع زيادة الإنفاق على القطاعات المنتجة ودعم الاستثمارات المحلية، لدعم توطين الصناعات الحيوية وتنويع الصادرات وزيادة الصناعات غير النفطية وزيادة تنافسيتها في الأسوق العالمية، وزيادة الإيرادات غير النفطية، في ظل سياسات مالية تعمل بكفاءة، مع العمل على تحقيق التوازن بين المصروفات والإنفاق وهذا مهم جدا للحفاظ على مستوى جيد من استدامة التنمية وتحقيق المصالح العليا.
ويعتقد أن القطاعات القائمة والجديدة غير النفطية، حاليا تعمل بأقل القدرات، في ظل توقعات بأن تنمو هذه القدرات تصاعديا مما ينعكس إيجابا على جني الاستفادة القصوى من هذه القطاعات الجديدة والقائمة وما يعزز تنويع الاقتصاد ويزيد الصادرات ويعظم الدخل بشكل يجعل التحول إلى اقتصاد المعرفة والتقنية بجانب الاقتصاد التقليدي، ممهدا جيدا لمرحلة اقتصاد ما بعد النفط.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام ويعزز النهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت وزارة العمل في تقريرها الخاص بالتوظيف، يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت بنحو 256 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة بنحو 212 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة في الوظائف بنحو 160 ألف وظيفة، بعد إضافة 227 ألف وظيفة في نوفمبر. وتراوحت التوقعات لعدد الوظائف في ديسمبر بين 120 ألفاً و200 ألف.

وعلى الرغم من تباطؤ التوظيف بعد رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي في 2022 و2023، فإن مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب مستويات تسريح العمال المنخفضة تاريخياً، تستمر في دعم الاقتصاد من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي عبر الأجور الأعلى.

ويتوسع الاقتصاد بمعدل أعلى بكثير من وتيرة النمو غير التضخمي التي يبلغ 1.8 في المائة، وهي النسبة التي يعتبرها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد الأقصى للنمو المستدام. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين قد تؤدي إلى عرقلة هذا الزخم.

وتجلى هذا القلق في محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر، الذي نُشر يوم الأربعاء؛ حيث أشار معظم المشاركين إلى أنه «يمكن للجنة تبني نهج حذر في النظر» في المزيد من التخفيضات.

وارتفع متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر بعد زيادة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر، فيما ارتفعت الأجور بنسبة 3.9 في المائة على مدار الـ12 شهراً حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة قدرها 4 في المائة في نوفمبر.

ورغم تحسن معنويات الأعمال بعد فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر، وذلك بسبب التوقعات بتخفيضات ضريبية وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة كبيرة في التوظيف على المدى القريب، ولم تظهر استطلاعات الأعمال أي مؤشرات على أن الشركات تخطط لزيادة أعداد الموظفين.

وقد انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة خلال ديسمبر، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر. كما تم مراجعة بيانات مسح الأسر المعدلة موسمياً، التي يُشتق منها معدل البطالة، على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تم تأكيد تخفيف ظروف سوق العمل من خلال الارتفاع التدريجي في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، إلى جانب زيادة مدة البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات تقريباً؛ حيث بلغ متوسط مدة البطالة 10.5 أسبوع في نوفمبر.

ويتماشى هذا مع مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة، الذي يُظهر أن معدل التوظيف يتراجع إلى المستويات التي كانت سائدة في وقت مبكر من جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، خفض الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى إلى نطاق 4.25 في المائة -4.50 في المائة، ليصل إجمالي التخفيضات منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول) إلى 100 نقطة أساس. لكنه أشار إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين فقط هذا العام مقارنة بالـ4 التي كانت متوقعة في سبتمبر، وذلك في ضوء قدرة الاقتصاد على التحمل واستمرار التضخم المرتفع. وكان البنك قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وفي رد فعل على البيانات، ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة مقابل الين ليصل إلى 158.765 ين، في حين انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 مقابل الدولار الأميركي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 1.024 دولار.

كما قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.786 في المائة، بينما قفزت عوائد سندات الـ30 عاماً إلى 5.005 في المائة، مسجلتين أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر 2023.