مهرجان «صالون الشوكولاته»... كرنفال من الألوان والنكهات في بيروت

عشاق الشوكولاته من كبار وصغار كانوا على موعد مع انطلاق مهرجان «صالون الشوكولاته» و«مهرجان بيروت للطهي» في نسختيهما الخامسة والثامنة في مركز بيال للمعارض الواقع على الواجهة البحرية وسط بيروت.
هذه المظاهرة الفنية التي تستقطب الذواقة من أكلات وحلويات لبنانية وغربية تشهد هذا العام استكشاف مجموعة من المطابخ العالمية والمنتجات الجديدة. وهي تتيح في الوقت نفسه للزوار الوقوف على كيفية إعداد الأطباق اللبنانية والدولية بأنامل أفضل الطهاة من خلال 30 عرضاً مباشراً. كما تخصص ركناً لكتب الطبخ (librairie gourmande) لهواة التعرف على أحدث الإصدارات في هذا المجال.
ولعل عرض أزياء الشوكولاته الذي يتضمنه هذا المهرجان والمحضَّر مع هذا المكون الشهي ومن قِبل مصممي أزياء وصناع الحلويات، يعد من أهم المحطات التي ينتظرها اللبنانيون في هذا الموعد من كل سنة.
13 فستاناً طُرزت بالشوكولاته والفواكه تمايلت بها عارضاتها أمام حشد من الفعاليات السياسية والصناعية يتقدمها وزير السياحة في لبنان أفيديس كيدانيان، والسفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه. وأكد كيدانيان في كلمة ألقاها في المناسبة، أن قلب بيروت لا يزال ينبض بحب الحياة بفضل لبنانيين أمثال جومانا دموس سلامة المديرة التنفيذية لشركة «هوسبيتاليتي سيرفيسيز» المنظِّمة لهذا الحدث. وتابع الحضور مرور هذه التصاميم التي تم تنفيذها تحت عنوان «الكرنفال» على مدى ساعة من الوقت تألقت فيها الشوكولاته بأنواعها من بيضاء وسوداء. أما ضيفة الشرف لهذا العرض فكانت مصممة الأزياء العالمية كارولين لانغ التي تعاونت مع الشيف شارل عازار في تنفيذ فستان من الشوكولاته حمل في تفاصيله الدقة والأناقة معاً.
كما حضر أحد مديري «صالون الشوكولاته» في باريس جيرالد بالاسيوس الذي أشار إلى أن الشوكولاته صارت مكوناً لا يمكن الاستغناء عنه في المطبخ المعاصر ولا في حياتنا اليومية. ويشارك في هذا المعرض الذي يستمر حتى 10 الجاري نحو 40 طاهياً و100 جهة عارضة من لبنان والعالم. وتشير جومانا دموس سلامة، منظِّمة المهرجان، إلى أن الطعام جزء لا يتجزأ من الثقافة اللبنانية.
كرنفال من المأكولات ومكونات الطعام والعصائر والحلويات على أنواعها يتضمنها هذا المعرض الذي يستقطب كل عام نحو 15000 زائر. ويشير رايان الذي كان يقدم «الليموناضة» البترونية الأصيلة، إلى أنه يشارك في هذا المهرجان لتسليط الضوء على هذا العصير التقليدي وإعادة إحيائه بمكوناته الأصيلة من قطع الليمون الحامض وماء الزهر.
ومن الفنون الجميلة التي يضيء عليها المعرض الحفر على الشوكولاته. تقول عبير بلطجي المتخصصة في هذا المجال في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «جميع قطع الشوكولاته التي نصنعها هي غير مغلفة ونحفر عليها الأشكال والوجوه التي يرغب بها الزبون». وفي ركن يختص ببيع العسل اللبناني يتحدث إلياس صياح، من علما الشعب، شارحاً الأنواع الجديدة التي استُحدثت في عالم صناعة العسل من لبنان ليخبرنا بأن أحدثها عسل زهر الطيون وشجر السنديان وزهور الربيع إضافة إلى عسل الريف الأصلي الذي يجمعه النحل من أريق الزهور البرية.
وفي أقسام أخرى من المعرض نطل على مكونات المطبخ اللبناني الأصيل مع فريق «سوق الطيب». فهنا الحلويات مصنوعة مع دبس الخروب والعنب والتفاح بدل السكر، بينما الكبة والفطائر وأقراص الزعتر تحضرها ربات منازل في مناطق لبنانية مختلفة مع مكونات طبيعية من الريف اللبناني كالسماق والجوز والفرفحين وغيرها.
ومن اليونان ومقاطعة بريطانيا الفرنسية (شمال غربي فرنسا) كان لنا لقاء مع الشيفين يماراس وبرتران اللذين جاءا خصيصاً من بلادهما للمشاركة في صناعة قطع شوكولاته بلجيكية بنكهات مبتكرة. «إنها تجربة رائعة نعيشها اليوم في بيروت أتمنى أن نعيدها مرة أخرى، لأن اللبنانيين من الشعوب التي تحب تذوق الجديد في الشوكولاته واكتشاف أحدث ابتكاراتها»، يوضح الشيف الفرنسي في سياق حديثه إلينا.