باكستان تبدأ مباحثات مع صندوق النقد للحصول على حزمة مساعدات

باكستان تبدأ مباحثات مع صندوق النقد للحصول على حزمة مساعدات
TT

باكستان تبدأ مباحثات مع صندوق النقد للحصول على حزمة مساعدات

باكستان تبدأ مباحثات مع صندوق النقد للحصول على حزمة مساعدات

بدأت باكستان أمس مباحثات مع صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حزمة إنقاذ مالي محتملة تساعد البلاد على الخروج من أزمتها المالية المتفاقمة.
وقال نور أحمد المتحدث باسم وزارة المالية إن «فريقا من الصندوق سيقوم بتقييم الوضع والمخاطر الاقتصادية الشاملة وكيف يمكنهم معالجتها». وأوضح أن الحكومة استكملت استعداداتها وتتوقع أن تستمر شراكتها مع الصندوق لثلاث سنوات.
ومن المقرر أن تنتهي محادثات حزمة الإنقاذ، الثالثة عشرة منذ ثمانينات القرن الماضي، في العشرين من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وقبل ساعات من وصول وفد الصندوق، صرح وزير المالية أسد عمر بأنه تم تفادي حدوث أزمة في ميزان المدفوعات بمساعدة الصين والسعودية. وتواجه باكستان فجوة تمويلية بقيمة 12 مليار دولار للعام المالي الحالي. وقال عمر في مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية إن السعودية خصصت بالفعل ستة مليارات دولار وإن التمويل الباقي سيأتي من الصين ومصادر أخرى.
وأعلنت السعودية الشهر الماضي أنها ستقرض البنك المركزي الباكستاني ثلاثة مليارات دولار لمدة عام للمساعدة في الحفاظ على الاحتياطي النقدي المتراجع عند مستوى آمن، إضافة إلى إمدادات نفطية بقيمة ثلاثة مليارات أخرى بتسهيلات في السداد.
من جانبها، تعهدت الصين بدعم باكستان للتغلب على الأزمة الاقتصادية، وذلك خلال زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الأسبوع الماضي. إلا أنه لم يتم بعد إعلان تفاصيل المساعدات الصينية.
وتُعدّ الصين مستثمراً رئيسياً في باكستان، حيث يعمل البلدان على إقامة «الممرّ الاقتصادي الصيني الباكستاني»، وهو مشروع تناهز قيمته 50 مليار دولار وتموّله بكين جزئياً ويدخل في إطار مبادرة «الحزام والطريق» التي أطلقها الرئيس الصيني كبرنامج دولي طموح مرتبط بالتجارة والبنى التحتيّة.
ويهدف مشروع «الممر الاقتصادي» إلى تعزيز الروابط في مجالي الطاقة والمواصلات بين منطقة شينجيانغ في غرب الصين وبحر العرب عبر باكستان.
لكن نظراً لتدهور وضع باكستان المالي، سرت مخاوف خلال الأشهر الأخيرة بشأن احتمال أن تتراجع بكين عن تعهداتها المالية السابقة تجاه باكستان.
إلا أن رئيس الوزراء الباكستاني دعا نظيره الصيني لزيارة باكستان ليشهد بنفسه التقدّم الذي تم تحقيقه في هذا المشروع.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.