السعودية تتصدر الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية باليمن

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية سعودية باليمن (واس)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية سعودية باليمن (واس)
TT

السعودية تتصدر الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية باليمن

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية سعودية باليمن (واس)
شاحنات تحمل مساعدات إنسانية سعودية باليمن (واس)

أكد وفد البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة، أن المملكة تصدرت الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن لعام 2018م، حيث أفاد التقرير الذي أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن مستوى التمويل الدولي للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018م، بأن السعودية تصدرت الدول المانحة داخل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن بمبلغ 530.4 مليون دولار من المبلغ الإجمالي الذي جرى تقديمه ويبلغ نحو 1.54 مليار دولار.
كما تصدرت السعودية الدول المانحة خارج خطة الاستجابة الإنسانية لليمن بمبلغ 196 مليون دولار من المبلغ الإجمالي 466.4 مليون دولار، مشيراً إلى أن إجمالي التمويل داخل وخارج خطة الاستجابة الإنسانية بلغ 2.01 مليار دولار، مما يعكس حرص المملكة على جلب الاستقرار واستعادة الشرعية في اليمن بالتوازي مع تخفيف المعاناة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني سواء كانت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية أو تحت سيطرة الميليشيا الانقلابية.
جاء ذلك خلال كلمة وفد بعثة المملكة الدائمة لدى الأمم المتحدة يوم أمس (الثلاثاء)، التي ألقاها المستشار بوزارة الخارجية محمد بن إبراهيم الشلفان، أمام لجنة السياسات الخاصة وإنهاء الاستعمار، حول البند المتعلق بالمراجعة الشاملة لعمليات حفظ السلام.
وأكد الوفد، أن البعثات السياسية الخاصة تعد إحدى أهم أدوات الأمم المتحدة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، استناداً إلى مفهوم الأمن الجماعي، وهي الأداة السياسية الرئيسية التي تقوم عليها الأمم المتحدة في ممارسة الدبلوماسية الوقائية من خلال الوساطة والمساعي الحميدة، بهدف منع نشوب النزاعات والعمل على منعها من العودة أو الانتشار، وذلك من أجل بناء سلام دائم وفق أهداف ومبادئ الأمم المتحدة.
وأشار الوفد إلى أن أهمية البعثات الدبلوماسية الخاصة تظهر من خلال الزيادة الكبيرة في عددها وتعدد أشكالها ومهامها وفق طبيعة النزاعات التي تختلف من مكان إلى آخر، ومع ذلك يظل الهدف منع الصراعات، وتعزيز قدرة الدول على بناء السلام من خلال احترام كامل لمبدأ الملكية الوطنية، وربط الأمن بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بما يحقق الهدف الأساسي لها، وهو تعزيز قدرات الدول لتقوم بوظيفتها الأساسية في حماية ورعاية مصالح مواطنيها وتقديم الخدمات الضرورية لهم.
ولفتت البعثة الدائمة لدى الأمم المتحدة الانتباه إلى أن البعثات السياسية الخاصة تؤدي دوراً مهماً من خلال الإسهام في بناء السلام والحفاظ عليه في مناطق الصراع حول العالم، مما يتطلب مواصلة العمل على النهوض بالبعثات السياسية الخاصة لتعزيز عملها في جميع المهام المكلفة بها، وتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول الأعضاء والأمم المتحدة.
وأعرب الوفد عن أمل حكومة المملكة في أن يصدر عن الأمم المتحدة تقرير تقويمي، من خلال فرق خبراء مختصين لتقويم أداء البعثات السياسية الخاصة، وإبراز مواطن الضعف في الآليات التي تتبعها، حتى يتمكن المسؤولون من إيجاد استراتيجية محددة تتصدى بها للتحديات المتنوعة التي تواجهها البعثات السياسية من أجل تعزيز قدرتها على إنجاز ولاياتها.
كما أوضح الوفد أن ميثاق الأمم المتحدة للمنظمات الإقليمية، منح دوراً رئيسياً في مجال التسوية السلمية للنزاعـات التي تنشأ بين أعضائها، وفي ظل تسارع الأزمات والقضايا التي يشهدها المجتمع الدولي في كثير من مناطق العالم، وما يدور فيها من نزاعات، تبدو الساحة الإقليمية بحاجة إلى أدوار مركزية تضطلع بها المنظمات الإقليمية للعمل على تهدئة هذه النزاعات ونزع فتيل الحروب التي تشتعل في منطقتها الجغرافية، لذا فإن المملكة تؤكد على ضرورة تعزيز التنسيق والتعاون بين البعثات السياسية الخاصة والمنظمات الإقليمية المعنية بالأمر لاتخاذ تدابير ملموسة من أجل تعزيز آليات منع نشوب النزعات وإدارتها وحلها وفقاً للأسس التي يرتكز عليها نظام الأمن الجماعي الدولي وميثاق الأمم المتحدة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».