يوفنتوس يقبض على صدارة «الكالتشيو» بالأربعة.. وروما يلاحقه

جانب من مباراة يوفنتوس وأتلانتا
جانب من مباراة يوفنتوس وأتلانتا
TT

يوفنتوس يقبض على صدارة «الكالتشيو» بالأربعة.. وروما يلاحقه

جانب من مباراة يوفنتوس وأتلانتا
جانب من مباراة يوفنتوس وأتلانتا

سحق يوفنتوس متصدر الدوري الإيطالي مضيفه أتلانتا بأربعة أهداف مقابل هدف في إطار الجولة الـ17 للبطولة، ليرفع رصيده إلى 46 نقطة يواصل بها صدارة الترتيب منفردا، وبفارق خمس نقاط عن روما الذي فاز هو الآخر برباعية نظيفة على كاتانيا في الجولة ذاتها. وتقدم الأرجنتيني كارلوس تيفيز للضيوف في الدقيقة السادسة من الشوط الأول، ثم أدرك موراليز التعادل في الدقيقة 15، لكن بوغبا تقدم مجددا ليوفنتوس في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، ثم ضاعف يورنتي وفيدال النتيجة في الدقيقتين 30 و34. فيما سجل أهداف روما ضد كاتانيا كل من بيناتيا (ثنائية) وديسترو وجيرفينهو.
وهكذا وصل اليوفي إلى عدد قياسي من الأهداف هذا الموسم، ويتصدر تيفيز، الذي أصبح كابوسا لدفاعات فرق الدوري الإيطالي تقريبا، برصيد 11 هدفا في 17 مباراة، فيما سجل زميله بول بوغبا خمسة أهداف بالدوري وستة هذا الموسم، و11 بقميص اليوفي إلى الآن. وأخيرا، سجل التشيلي المتألق أرتورو فيدال سبعة أهداف في الدوري، و12 هذا الموسم، و18 في عام 2013، و34 في 104 مباراة بقميص اليوفي، ذلك لأنه صائد الكرات، ويتحرك في كل الملعب، ويجر الفريق خلفه.
ويحلق يوفنتوس، حيثما لم يصل من قبل في أعياد الميلاد، فلا تكفيه صدارة الترتيب (كما في نهاية 2011 و2012)، ولا تكفيه 46 نقطة حققها في 17 جولة (كما في عام 2005 مع كابيللو مدربا)، ولا تكفيه تسعة انتصارات على التوالي (رقم قياسي للنادي تمت معادلته أول من أمس، وهنا أيضا نعود إلى عام 2005)، ولا يكفيه خمس نقاط يتفوق بها على الثاني في الترتيب وعشرة نقاط عن المركز الثالث. فمع انتصار بيرغامو أول من أمس، يختتم يوفنتوس عام 2013 بمعدل نقاط مذهل، بمتوسط 2.405 نقطة في المباراة الواحدة، ولم يفعل ما هو أفضل طوال تاريخه، وتعكس هذه الأرقام استمرارية فريق مذهلة حقا، والذي ربما ليس لديه القيمة الفنية لبعض فرق اليوفي في الماضي لكنه يظهر دائما حسما شديدا ورغبة قوية في الفوز. والفضل يرجع للمدرب أنطونيو كونتي، بالطبع، وإنما أيضا للجدية والاحترافية لكل اللاعبين، وللاهتمام الذي يضعونه في كل تفصيلة، وللرغبة في الارتفاع بالطموح قدر الإمكان، وللرغبة في تجاوز حدوده الخاصة. وتعد جملة ستيفانو كولانتونو مدرب أتلانتا خير مثال، حينما قال: «لقد رأيتهم أثناء الإحماء قبل المباراة، وكان يبدو أنهم يخوضون نهائي تشامبيونزليغ. كل المباريات هكذا بالنسبة إليهم». وهذا أحد الأسرار.
إلى ذلك، قال رودي غارسيا مدرب فريق روما عقب الفوز على كاتانيا: «لو كان الأمر بيدي للعبت أمام اليوفي فورا». لدى غارسيا رغبة في المواجهة والرؤية ومعرفة إلى أين يمكنه دفع روما، وتابع: «سيكون تحديا رائعا، لكنني لن أقبل بالتعادل، إننا نريد الفوز. وأيا كانت النتيجة، فإنها لن تكون حاسمة، فهناك 20 مباراة بعدها». صحيح، لكن روما احتفل بأعياد الميلاد بالطريقة المثلى، بالفوز 4 - 0 على كاتانيا الذي حمل 41 نقطة. ويضيف غارسيا: «إنها محصلة مذهلة، مع هذه النقاط كنا لنتصدر الترتيب بشكل طبيعي إذا لم يكن فريق يوفنتوس يفوز دائما. لكننا على الأقل استعدنا خمس نقاط من التفوق على نابولي في الصراع على تشامبيونزليغ».
لقد رأينا في اللقاء فريق روما ذا وجهين، أقل إصرارا، وعصبيا أحيانا في الشوط الأول، ومدمرا بلا رحمة في الثاني، ويقول المدير الفني الفرنسي: «صحيح، لقد لعبنا شوطا أول قبيحا، وثانيا لامعا، لقد رأيت الفريق الذي أريد». ولأول مرة بدأ غارسيا المباراة بطريقة 4 - 2 - 3 - 1، ويختتم: «إنها طريقة قمنا بتطبيقها ثلاث مرات خلال سير المباراة. كنا نعلم أن علينا الفوز، والتعادل مع الأخير في الترتيب كان ليصبح قبيحا. ولهذا قررت اللعب بأربعة مهاجمين. توتي وديسترو ليسوا في حالتهم تماما، لكن الآن بعدما استعدناهما وجيرفينهو بات التسجيل والفوز أسهل».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».