الأسهم السعودية تُعايد متداوليها بالإغلاق فوق العشرة آلاف نقطة

حققت ارتفاعات بخمسة في المائة خلال ثلاثة أيام تداول

الأسهم السعودية تُعايد متداوليها بالإغلاق فوق العشرة آلاف نقطة
TT

الأسهم السعودية تُعايد متداوليها بالإغلاق فوق العشرة آلاف نقطة

الأسهم السعودية تُعايد متداوليها بالإغلاق فوق العشرة آلاف نقطة

حققت سوق الأسهم السعودية في آخر أيام تعاملاتها قبيل إجازة عيد الفطر المبارك، يوم أمس الخميس، مستويات إغلاق إيجابية لم يسبق لها مثيل منذ عام 2008. جاء ذلك حينما أغلق مؤشر السوق العام فوق مستويات 10200 نقطة، وسط ارتفاع كبير على سهم «الشركة السعودية للكهرباء».
وعلى الرغم من مخاوف كثير من المتداولين في سوق الأسهم السعودية، من أن يكون هنالك تراجع جديد في مؤشر السوق العام، في آخر أيام تداولاته قبيل إجازة عيد الفطر، فإن المؤشر العام للسوق المالية المحلية خالف التوقعات، وواصل مساره الصاعد الذي كان قد بدأه خلال الأيام الثلاثة الماضية، مقدما بذلك ارتفاعات تبلغ نسبتها 5 في المائة عيدية للمتداولين. ويأتي ارتفاع سهم الشركة «السعودية للكهرباء» كأحد الأسباب الكبيرة الذي قادت مؤشر السوق السعودية للإغلاق على اللون الأخضر يوم أمس، وجاء ذلك حينما قفز سهم الشركة بنسبة 5.4 في المائة، وهي ارتفاعات كبيرة تؤثر على مؤشر السوق العام، نظرا لضخامة رأس مال الشركة.
وفي هذا الإطار، أغلق مؤشر سوق الأسهم السعودية يوم أمس مرتفعا بنحو 52 نقطة، وبنسبة 0.51 في المائة، عند مستوى 10.214 نقطة، بتداولات تجاوزت 8.8 مليارات ريال (2.3 مليار دولار). وشهدت تداولات الأمس ارتفاع أسهم 73 شركة في قيمتها، فيما تراجعت أسعار أسهم 72 شركة أخرى، كما تجاوز عدد الأسهم المتداولة 283 مليون سهم, توزعت على أكثر من 166 ألف صفقة.
وجاءت أسهم شركات «الاتحاد التجاري»، و«الحمادي»، و«سند للتأمين»، و«كهرباء السعودية»، كأكثر أسهم شركات السوق ارتفاعا خلال تعاملاتها يوم أمس، فيما جاءت أسهم شركات «العالمية»، و«بروج للتأمين»، و«بوبا العربية»، و«أمانة للتأمين»، و«تكوين»، و«إسمنت الشرقية» على رأس الشركات الأكثر انخفاضا.
وتعليقا على إغلاق مؤشر سوق الأسهم السعودية قبيل إجازة العيد، قال فهد المشاري، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط» يوم أمس «الإغلاق فوق مستويات 10 آلاف نقطة يعد أمرا إيجابيا للغاية، حيث يعتبر هذا الإغلاق فرصة لمؤشر السوق لمواصلة الارتفاع عقب تعاملات إجازة العيد»، مشيرا إلى أن مؤشر السوق السعودية لديه فرصة كبيرة لمواصلة الصعود خلال الأشهر التسعة المقبلة. وأوضح المشاري أن كثيرا من السيولة النقدية المتداولة في سوق الأسهم السعودية يوم أمس كانت سيولة «شراء»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن دخول أوامر الشراء في آخر أيام التداولات قبيل إجازة العيد يعتبر أمرا جديدا يختلف عما كان عليه واقع السوق في السنوات القليلة الماضية.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي باتت فيه الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية خلال المرحلة الحالية، تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية بشكل كبير. ويأتي ذلك في الوقت الذي تنتظر فيه هذه المؤسسات السماح لها بالبيع والشراء في سوق الأسهم المحلية خلال النصف الأول من العام المقبل، بحثا منها عن الأسهم ذات العوائد المجزية، من خلال الاستعانة بشركات إدارة الثروات وبيوت الخبرة المالية.
وكشف مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات إدارة الثروات العاملة في السوق السعودية لـ«الشرق الأوسط»، أول من أمس، عن أن بعض المؤسسات المالية الأجنبية أجرت خلال اليومين الماضيين اتصالات عدة بالشركة التي يعمل فيها للاستفسار عن واقع السوق المالية السعودية وأسهمها المدرجة، في خطوة من شأنها البحث عن أسهم شركات تستحق الشراء والاستثمار، وفقا للتوزيعات المالية النقدية المجزية، والمكررات الربحية المغرية.
ومن المتوقع أن تكون الشركات التي توزع ما نسبته خمسة إلى سبعة في المائة أرباحا سنوية تحت مجهر المؤسسات المالية الأجنبية، في الوقت الذي يبلغ فيه المكرر الربحي المغري الذي من المتوقع أن تبحث عنه المؤسسات المالية الأجنبية عند مستويات 13 إلى 17 مكرر، وهي مكررات موجودة في عدة شركات مدرجة في سوق الأسهم السعودية.
وتعد أسهم الشركات ذات العوائد المالية المجزية محل اهتمام المؤسسات المالية في كل أسواق العالم، ويأتي قرار السماح للمؤسسات المالية الأجنبية بشراء وبيع الأسهم في السوق السعودية عاملا مهما في تحويل أنظار كثير من المستثمرين الأوروبيين والشرق آسيويين والأميركيين إلى السوق السعودية خلال الفترة المقبلة.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.