رئيس الحكومة الجزائرية يتهم وزيراً بـ«التطاول» عليه

TT

رئيس الحكومة الجزائرية يتهم وزيراً بـ«التطاول» عليه

قال حزب أحمد أويحيى، رئيس وزراء الجزائر، إن وزير العدل الطيب لوح، المعروف بقربه الشديد من الرئاسة، «تطاول» عليه، موضحاً أنه «يحمل نوايا خفية»، يفهم منها أنه يسعى إلى أن يصبح رئيساً للوزراء.
واتهم لوح، وهو قيادي في حزب الرئيس بوتفليقة، أويحيى بالوقوف وراء سجن كثير من مسيري شركات حكومية بتهم فساد، في منتصف تسعينات القرن الماضي، عندما كان أويحيى رئيساً للحكومة في تلك الفترة.
وأصدر «التجمع الوطني الديمقراطي» أمس بياناً شديداً، دافع فيه بقوة عن أمينه العام أحمد أويحيى، الذي يشغل في نفس الوقت منصب الرجل الثاني في السلطة التنفيذية، جاء فيه: «إن أصواتاً تتطاول مرة أخرى ضد أويحيى بالإشارة إلى الملف الفارغ المتعلق بسجن الكوادر» في تسعينات القرن الماضي. وأفاد البيان بأن ما جاء على لسان لوح، دون ذكره بالاسم، «يغذي التأويل والتهويل»، كما تحدث عن «نوايا لا تخفى عن أي كان»، ما يعني حسبما هو شائع في الإعلام المحلي أن لوح يريد لنفسه منصب أويحيى. وأفاد «التجمع»، وهو شريك سياسي أساسي للرئيس، بأن أويحيى «لم يكن مسؤولا عن قطاع العدالة عندما تم سجن بعض الكوادر أواسط التسعينات، وعددهم بضع عشرات، وليس بالآلاف، (عكس ما ذكره وزير العدل)، ومن ثم فإن اتهامه بوضعهم في السجن باطل وافتراء عليه، وهو في النهاية إساءة لأخلاق القضاة المحترمين»، في إشارة ضمناً إلى أن لوح يتهم القضاة، الذين اشتغلوا على ملفات الفساد في ذلك الوقت، أنهم أصدروا أحكامهم بناء على ضغوط سياسية.
وصرح لوح أول من أمس في مدينة وهران، عاصمة الغرب الجزائري، بأن الرئيس بوتفليقة كان له الفضل في إلغاء رسوم وضرائب حملها مشروع الموازنة لسنة 2018، علما بأن أويحيى هو من اقترح هذه الإجراءات التي وصفت بـ«اللاشعبية» في سياق البحث عن مصادر لسد عجز الموازنة، وقد تم إلغاؤها في اجتماع لمجلس الوزراء.
واتهم لوح أويحيى، ضمناً، بالوقوف وراء سجن «آلاف الكوادر» بسبب شبهات فساد، لكنه تمت تبرئتهم في وقت لاحق، كما يشاع بأن أويحيى هو من «اتهمهم تعسفاً» وأدخلهم السجن. غير أن أمين عام «جبهة التحرير الوطني» سابقاً عمار سعداني صرّح قبل عامين بأن مدير المخابرات سابقا، الجنرال محمد مدين، هو المسؤول عن هذه القضية، ووصف سعداني أويحيى بأنه «شخص مخادع».
وأضاف «التجمع الوطني» في بيانه، أن أويحيى «اتخذ إجراءين» عندما تسلم وزارة العدل عام 2000، أولهما «توجيه تعليمات إلى كل الجهات القضائية تتضمن أن تمنع الوزارة التدخل في عمل القضاة»، ما يعني أن العكس هو ما كان يجري قبل أن يتولى أويحيى تسيير جهاز القضاء. كما أشار البيان إلى أن أويحيى عزل مسؤولين بوزارته لأنهم تدخلوا في عمل القضاة. أما «الإجراء» الثاني، حسب حزب رئيس الوزراء، فهو تعديل أدخله أويحيى على قانون الإجراءات الجزائية (نص يحدد تدابير المتابعة القضائية)، يمنع اتهام كوادر الشركات العمومية بالفساد من دون شكوى رسمية من الجهة المسؤولة عن الشركة المعنية، مشيراً إلى أن هذا التعديل ألغي بعد مغادرة أويحيى الوزارة، وقد أعاد بوتفليقة العمل به في 2016.
وعدّ مراقبون الملاسنة بين رئيس الوزراء ووزيره، الذي يتواجد بالحكومة منذ 16 سنة، غير مسبوقة، علماً بأن لوح قيادي بارز في «جبهة التحرير»، وهو حزب يتعامل بحساسية بالغة مع أويحيى، بحجة أن لديه رغبة مفترضة لخلافة بوتفليقة، الذي هو رئيس «الجبهة».
وطالما نفى أويحيى وجود هذه الرغبة، وصرح للإعلام عدة مرات بأنه يدعم فكرة ترشح الرئيس لولاية خامسة، وبأنه لم يدر بخلده أبداً أن يصبح رئيساً، ما دام بوتفليقة في هذا المنصب.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».