«النصب التذكاري للإنسانية»... 72 قلباً منحوتاً تنبض بـ«المساواة»

أقامه فنانون من جنسيات مختلفة... وافتتحه الرئيس المصري

«النصب التذكاري للإنسانية»... 72 قلباً منحوتاً تنبض بـ«المساواة»
TT

«النصب التذكاري للإنسانية»... 72 قلباً منحوتاً تنبض بـ«المساواة»

«النصب التذكاري للإنسانية»... 72 قلباً منحوتاً تنبض بـ«المساواة»

بمشاركة أعمال لنحاتين محترفين ينتمون لجنسيات مختلفة، أعلنت مصر افتتاح «النصب التذكاري للإنسانية»، وذلك في إطار الفعاليات المصاحبة لـ«منتدى شباب العالم»، الذي بدأت أعماله مساء أول من أمس بمدينة شرم الشيخ، بمحافظة جنوب سيناء.
وحظي النصب التذكاري اللافت بافتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي له، عقب إعلان بدء أعمال المنتدى مساء أول من أمس، وتضمن 72 عملاً منحوتاً، تمثل رؤى مختلفة لكل فنان للإنسانية، مع اختيار القلب كرمز للأعمال المشاركة، وتدور حوله الأفكار الفنية، بحسب تصور كل مشارك.
وعدّت إدارة المنتدى إقامة النصب «تأكيداً على وحدة نسيج المجتمع المصري، وإيماناً بدور الشباب المصري في نشر الوعي بمفهوم إحياء الإنسانية، كما أنه يحمل رسالة للعالم كله تؤكد دور مصر الرائد في نشر المحبة».
وشرحت إدارة المنتدى، في بيان رسمي، أن «اختيار أرض سيناء لإقامة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية لما لها من قيمة خاصة لدى جموع الشعب المصري، ونتيجة لما مرت به من أحداث متلاحقة سطرت تاريخاً يحمل أسمى معاني التضحية، وبذلك كانت أرض سيناء بقعة مقدسة لها رمزية تعبر عن الإنسانية في أبهى صورها، وتحديداً على أرض مدينة شرم الشيخ الملقبة بمدينة السلام، إذ تم اختيار موقع إقامة النصب التذكاري في نقطة يحتضنها الجبل، وتطل على المدينة من نقطة مرتفعة، تجعلها الأقرب للسماء إيذاناً بنشر رسالة إحياء الإنسانية للعالم كله».
ووفق القائمون على تأسيس النصب التذكاري، فإن الفكرة جاءت من «زاوية إقامة صرح يضم رمزاً للإنسانية، بحيث يكون كل رمز معبراً عن منظور دولة من دول العالم، ليكون المنتج النهائي معبراً عن المناظير المختلفة لمفهوم الإنسانية، مع ضرورة توحيد مقاييس القطع الفنية، لبيان تساوي الحقوق الإنسانية في كل مكان، مهما اختلفت الأديان والثقافات».
كما تم «اختيار الشكل الدائري لتوزيع القلوب داخل النصب التذكاري لتأكيد فكرة الوحدة والتعادل، مع وضع القلب المصري في المنتصف تأكيداً لدور مصر المركزي في نشر رسالة الإنسانية».
وتميزت طريقة عرض القطع الفنية المشاركة بتأكيد فكرة الإشعاع والانتشار عبر تزويد الأعمدة الحاملة للمنحوتات بوحدات إضاءة، واختيار اللون الأبيض للأعمدة كإشارة للنقاء.
وتم تقسيم الفنانين المشاركين في إقامة منحوتات النصب إلى فريقين: الأول ينحت الأعمال الفنية في سمبوزيوم شرم الشيخ الذي أقيم في الفترة من 15 إلى 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفي الموقع المحدد من قبل اللجنة المنظمة في وادي الخروم، والفريق الثاني يشارك بالقطع الفنية عن طريق إرسالها بعد نحتها في بلده.
وأفادت إدارة «منتدى شباب العالم» بأن «400 نحات من مختلف دول العالم تقدموا للمشاركة في إقامة النصب، وشارك منهم 72 نحاتاً يمثل كل منهم دولة مختلفة، وحضر منهم إلى مصر 68 نحاتاً، في حين أرسل نحاتو كل من الدنمارك وفلسطين والإمارات العربية المتحدة والفلبين منحوتاتهم إلى شرم الشيخ».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.