الجيش اليمني يتوغل في صعدة... وتقدم متسارع بالحديدة

خسائر وتراجع للانقلابيين في جبهات القتال اليمنية

نائب الرئيس اليمني في الاجتماع الذي عقد بمأرب أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني في الاجتماع الذي عقد بمأرب أمس (سبأ)
TT

الجيش اليمني يتوغل في صعدة... وتقدم متسارع بالحديدة

نائب الرئيس اليمني في الاجتماع الذي عقد بمأرب أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني في الاجتماع الذي عقد بمأرب أمس (سبأ)

توغلت قوات الجيش اليمني 40 كيلومتراً في معقل الميليشيات الحوثية بمنطقة مران في صعدة شمال اليمن، في الوقت الذي اقتحمت فيه قوات الجيش جامعة الحديدة الواقعة جنوب المحافظة، ومعسكر الدفاع الجوي (شرقاً) وذلك في اليوم الثاني على التوالي منذ إعلان العملية العسكرية الحديثة في الحديدة.
ووسط تقهقر ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف جبهات القتال في اليمن بمعاركها مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، أصبحت المعارك على أشدها في محافظة صعدة، حيث شنت قوات الجيش الوطني عمليات عسكرية واسعة النطاق في خمس مديريات بصعدة، بالتزامن مع استمرار العمليات العسكرية في البيضاء (وسط اليمن)، وتحديداً في منطقة الملاجم وذي ناعم، فضلاً عن الجوف، شمالاً، التي سقط فيها أمس (السبت)، عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في معارك وقصف مدفعي شدتها جبهة حام.

- الحديدة: معارك متسارعة
أصبحت قوات الجيش الوطني تطرق أبواب المدينة من المنفذ الشرقي للمدينة بعد تحريرها جامعة الحديدة، الواقعة في الأحياء الجنوبية للمدينة. وأكدت ألوية العمالقة أن «الجيش الوطني سيطر على قوص النصر، بوابة مدينة الحديدة، بعد تنفيذها عملية عسكرية واسعة بقيادة القائد العام لجبهة الساحل الغربي القائد أبو زرعة المحرمي».
وقالت القوات في بيان لها: «انطلقت ألوية العمالقة من كيلو عشرة بكل بسالة مخترقة صفوف الميليشيات الحوثية بقوة كبيرة بعد أن دارت معارك عنيفة بين ألوية العمالقة وميليشيات الحوثي على امتداد كيلو 10 وكيلو 16 وصولاً إلى قوص النصر الذي يعد بوابة مدينة الحديدة، وأصبحت ألوية العمالقة على مقربة من جامعة الحديدة والتي تتجه المعارك صوبها»، لافتة إلى أن «ميليشيات الحوثي ورغم استعدادها للتصدي للعملية العسكرية إلا أنها تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
وأكدت «العمالقة» أنها «أسرت العشرات من مقاتلي ميليشيات الحوثي بينما هربت فلول من الميليشيات باتجاه أحياء مدينة الحديدة، فيما تواصل قوات العمالقة عمليتها العسكرية في مدينة الحديدة لتحريرها من ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران».
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» تحدثت مصادر في المقاومة الشعبية بأن «المعارك اشتدت حدتها في الجبهة الشرقية للمدينة وأن قوات الجيش الوطني كبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية الكبيرة، والذين معظمهم من صغار السن الذين زجت بهم إلى حربها الخاسرة، فيما سلم عدد من الانقلابيين أنفسهم لقوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة».
وأكدت أن «الجبهة الجنوبية في مدينة الحديدة، شهدت هي الأخرى معارك متقطعة خصوصاً بعد وصول قوات الجيش الوطني إلى محيط الجامعة من الجهة الغربية والجنوبية وتوقفها في تلك المناطق، نتيجة زراعة ميليشيات الانقلاب الألغام الكثيفة حول جامعة الحديدة وجميع الطرق المؤدية إليها وكذا في الساحل الكورنيش ومناطق الربصا وتطوير تهامة».
وذكرت المصادر ذاتها أن «ميليشيات الحوثي نشرت قناصيها فوق أسطح المباني المرتفعة والفنادق الواقعة في الأحياء الجنوبية في المدينة، مع دفع بتعزيزات عسكرية للانقلابيين، وإجبار مواليها في محافظات ريمة وحجة والمحويت وعدد من مديريات إقليم تهامة على فتح التجنيد الإجباري».
وقالت إن «مقاتلات تحالف دعم الشرعية ساندت قوات الجيش الوطني في معاركه في الحديدة من خلال شن الغارات على تعزيزات ومواقع عسكرية للانقلابيين بما فيها المناطق المتاخمة لمثلث كيلو 16 الطريق الرابط بين صنعاء والحديدة، كونه المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة الساحلية، وغارات مماثلة خلف مطاحن البحر الأحمر وأطراف مدينة الصالح ومدينة 7 يوليو».

- صعدة: خمس جبهات
حققت قوات الجيش الوطني تقدماً ميدانياً جديداً صوب مركز مديرية كتاف، شمال شرق، في إطار العملية العسكرية واسعة النطاق التي انطلقت، أول من أمس (الجمعة)، لاستكمال تحرير المديرية من ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث نفّذت قوات الجيش الوطني في محور صعدة عملية عسكرية كبيرة تستهدف من خلالها التقدم إلى أكثر من خمس مديريات في المحافظة، وتقرر حسم المعركة مع الميليشات الانقلابية في معقلها الرئيس.
كما يأتي تقدم قوات الجيش الوطني بمديرية كتاف ضمن العملية العسكرية الواسعة «قطع رأس الأفعى» لاستكمال تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وقالت مصادر ميدانية، نقل عنها موقع الجيش الوطني الإلكتروني «سبتمبر.نت» أن «قوات الجيش تتقدم في هذه الأثناء من 11 محوراً في صعدة وبمشاركة أكثر من عشرة ألوية عسكرية»، وأن «هذه العملية التي تقودها ألوية العروبة ويشارك فيها لواء العاصفة ولواء القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب تعد الأولى من نوعها في صعدة من بداية المعارك فيها».
وذكرت المصادر أن «العملية تشمل حيدان ومران وشداء والظاهر والملاحيط وضحيان، حيث تتولى ألوية العروبة بقيادة العميد عبد الكريم السدعي تغطية تسعة محاور، بينما يغطي لواء العاصفة ولواء القوات الخاصة محورين آخرين»، مؤكدة أن «المعارك على أشدها وسط تقدم قوات الجيش الوطني مسنوداً بقوات ومقاتلات التحالف العربي، فيما تشهد صفوف الميليشيا انهيارات متسارعة وفرار المئات من عناصرها المقاتلة تحت نيران قوات الجيش الوطني»، وأن المعارك «خلّفت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية ودمرت عدداً كبيراً من العتاد القتالي لها».
وصباح السبت، حققت قوات الجيش الوطني تقدماً ميدانياً، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، صوب مركز مديرية كتاف. وقال قائد اللواء 84 مشاة العميد رداد الهاشمي، إن «قوات الجيش الوطني شنت هجوماً واسع النطاق على مواقع وتحصينات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية كتاف بإسناد مباشر من طيران التحالف العربي تمكنت خلاله من تحرير مرتفعات وسلاسل جبلية باتجاه مركز المديرية»، طبقاً لما نقل عنه مركز إعلام الجيش.
وأكد العميد رداد الهاشمي أن «قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير عدد من المرتفعات والسلاسل الجبلية، ومنها تحرير سلسلة جبال ومرتفعات إنمار وتباب الحمراء والسفينة في وادي آل بوجبارة بمديرية كتاف، وسط انهيار واسع في صفوف الميليشيات»، وأن «المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية، إلى جانب تدمير عدد من العربات والآليات القتالية بفعل ضربات الجيش وغارات طيران التحالف العربي».
بدوره، قال قائد لواء العروبة العميد عبد الكريم عوبل السدعي، إن «قوات الجيش الوطني المرابطة في جبهة الملاحيظ تقدمت أكثر من 40 كيلومتراً باتجاه قمة جبل مران، وتجاوزت أكثر من 20 قرية بوديانها وجبالها وسهولها، ورفعت علم الجمهورية في كل قمة جبل وصلت إليها».
وأوضح أن «قوات الجيش الوطني ستحاور ميليشيات الحوثي الانقلابية بطريقتها الخاصة على الأرض»، وأن «طلائع الجيش الوطني أصبحت الآن مطلة على مثلث مران أبرز مواقع الميليشيات في وادي خلب».

- الجوف: مقتل 8 حوثيين
صدت قوات الجيش الوطني هجوماً عنيفاً لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهتي حام والمصلوب، غرب الجوف. ونقل المركز الإعلامي للجيش الوطني عن قائد عمليات اللواء 122 مشاة العقيد محمد درهم، تأكيده أن «الجيش الوطني في جبهة حام الأعلى بمديرية المتون، أفشل محاولة تسلل لمجموعة من ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقع للجيش في جبل الوروري».
وقال درهم إن «الجيش أفشل المحاولة وتم قتل 8 من عناصر الميليشيات وجرح آخرين فيما لاذ مَن تبقى منهم بالفرار»، وأن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت مواقع وتجمعات وآليات لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة حام الأعلى بالمتون وأسفر القصف عن سقوط قتلى وجرحى من الميليشيات وتدمير آليات قتالية تابعة لهم».

- البيضاء: الملاجم مفتاح المحافظة
بالانتقال إلى محافظة البيضاء (وسط اليمن) وبينما تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها في معاركها ضد الانقلابيين وتكللت العملية بتحرير سلسلة جبال دير التي سوف تمكّن قوات الجيش في جبهة الملاجم من الالتحام بجبهة قانية، أكد قائد محور بيحان قائد اللواء 26 مشاة اللواء الركن مفرح بحيبح، أن «استعادة السيطرة على جبل دير الاستراتيجي في مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء يعد بمثابة فتح بوابة العبور تحرير ما تبقى من المحافظة ودحر الميليشيا الحوثية منها» في إشارة إلى أنها مفتاح التحرير الكامل، طبقاً لما نقل عنه موقع الجيش الوطني، الذي نقل عن اللواء بحيبح قوله: إن «ميليشيات الحوثي تلقت هزيمة ساحقة في سلسلة جبال دير التي تتوسط مديريات نعمان وقانية والملاجم».
وأضاف بحيبح أن «قوات الجيش الوطني أطلقت عملية عسكرية واسعة مسنودة بقوات التحالف تهدف إلى تحرير البيضاء بشكل كامل»، معتبراً أن «استعادة السيطرة وتحرير مفرق عفار ومن ثم الطريق الدولي وصولاً إلى مديرية السوادية التي تبعد عن جبل دير بنحو 20 كيلومتراً، باتت مسألة وقت».
ويعد تحرير محافظة البيضاء التي تتوسط خمس محافظات وتشترك معها بمناطق محاددة، له أهمية استراتيجية كبيرة في التقدم الميداني نحو محافظة ذمار وصنعاء تحديداً، وقطع خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية إلى كثير من الجبهات.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.