إغاثة مخيّم الركبان للمرة الأولى منذ 10 أشهر

ستة آلاف سوري عادوا من الأردن خلال أسبوعين

صورة أرشيفية لمخيم الركبان جنوب شرقي سوريا (أ.ب)
صورة أرشيفية لمخيم الركبان جنوب شرقي سوريا (أ.ب)
TT

إغاثة مخيّم الركبان للمرة الأولى منذ 10 أشهر

صورة أرشيفية لمخيم الركبان جنوب شرقي سوريا (أ.ب)
صورة أرشيفية لمخيم الركبان جنوب شرقي سوريا (أ.ب)

أعلنت الأمم المتّحدة والهلال الأحمر السوري السبت أنّهما بدآ بإرسال مساعدات إنسانيّة إلى 50 ألف نازح في مخيّم الركبان، في أوّل مساعدات من نوعها تصل منذ 10 أشهر إلى المخيّم الواقع في جنوب شرقي سوريا قرب الحدود مع الأردن.
وقالت المنظمتان في بيان مشترك إن هذه أوّل مساعدات من نوعها يتلقّاها النازحون في الركبان منذ يناير (كانون الثاني)، مشيرتين إلى أن عملية تسليمها «يفترض أن تستغرق ما بين ثلاثة إلى أربعة أيام».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن الشرطة العسكرية الروسية قامت بتأمين طريق القافلة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، من دمشق إلى مخيم الركبان. وقال رئيس مركز المصالحة الروسي في سوريا فلاديمير سافتشينكو: «قمنا من جانبنا بتنفيذ جميع المهام، بشأن ضمان أمن القافلة الإنسانية».
وأشار سافتشينكو إلى أن موسكو ودمشق ناشدتا مرارا السلطات الأميركية للعمل على تقديم المساعدة للاجئين السوريين في المخيم، مؤكدا عقد عدة اجتماعات مع موظفي الأمم المتحدة ومع ممثلي الولايات المتحدة بهذا الصدد، و«أخيرا تم التوصل إلى صيغة لوصول القافلة إلى المخيم».
وكانت واشنطن اتهمت موسكو بتعطيل وصول المساعدات إلى المنطقة في وقت سابق، وطلب نائب مستشار الأمم المتحدة لشؤون الأمن في سوريا، روبرت مارينوفيتش، من السلطات الروسية تأمين طريق القافلة. وأكدت وزارة الدفاع أنه تم تأمين القافلة جوا من قبل القوات الجوية الروسية باستخدام مروحيات عسكرية.
وتتألف القافلة من 100 سيارة، من شاحنات وسيارات إسعاف وسيارات مدرعة مرافقة، ويصل حجم المساعدات الإنسانية إلى نحو 450 طنا من المواد الغذائية والأدوية والسلع الأساسية.
الى ذلك، غادر نحو ستة آلاف سوري بينهم 517 لاجئا مسجلا لدى الأمم المتحدة الأردن إلى بلدهم عبر معبر جابر (نصيب في الجانب السوري) بعد إعادة افتتاحه منتصف الشهر الماضي، على ما أفاد مصدر أمني أردني الجمعة.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية: «منذ إعادة افتتاح المعبر في 15 الشهر الماضي غادر عبره إلى سوريا ستة آلاف وستة سوريين». وأضاف أن «بين هؤلاء 517 سوريا مسجلين رسميا كلاجئين لدى مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة».
وأشار المصدر إلى أن «عدد الأردنيين المغادرين إلى سوريا عبر المعبر بلغ 20917 شخصا».
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد منذ اندلاع النزاع في سوريا بنحو 1.3 مليون سوري.
وفتح معبر جابر نصيب الحدودي الرئيسي بين الأردن وسوريا في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد نحو ثلاث سنوات على إغلاقه بسبب النزاع في سوريا.
وقد أغلق معبر نصيب عام 2015 بعد أشهر قليلة من إغلاق معبر الجمرك القديم الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة في أكتوبر 2014.
وتمكنت قوات النظام السوري في يوليو (تموز) الماضي من استعادة السيطرة على معبر نصيب وكامل حدود سوريا مع الأردن.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الأردن وجارته الشمالية في 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن تتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.
وكان الأردن يصدر عبر الحدود مع سوريا قبل الحرب بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا ويستورد بضائع سورية ومن تلك الدول، فضلا عن التبادل السياحي بين البلدين.
كما تأمل دمشق عبر إعادة تفعيل هذا الممر الاستراتيجي تنشيط الحركة التجارية مع الأردن ودول الخليج بما يعود عليها بفوائد اقتصادية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».