«الهيئات الاقتصادية» تعتبر تأخير تشكيل الحكومة «فاجعة على اللبنانيين»

حذّرت من أن الوضع المالي ينهار بشكل سريع

TT

«الهيئات الاقتصادية» تعتبر تأخير تشكيل الحكومة «فاجعة على اللبنانيين»

بلغ الانقسام حيال تشكيل الحكومة صفوف «الهيئات الاقتصادية» و«الاتحاد العمالي العام»، بعدما كان الطرفان قد هدّدا باللجوء إلى الإضراب إذا لم يتم تأليف الحكومة بنهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وانعكس هذا الأمر على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي.
وبعد انقضاء هذه المهلة والتعثّر في تأليف الحكومة، الذي وصفته «الهيئات الاقتصادية» بـ«الفاجعة الكبيرة على اللبنانيين وعلى الاقتصاد اللبناني الذي بات ينحدر بشكل سريع»، عقدت اجتماعاً وأعلنت على أثره أنها ستدعو إلى الاعتصام. وبدا لافتاً غياب «الاتحاد العمالي العام» عن اللقاء بعدما كان الطرفان قد اعتادا على عقد اجتماعات عدّة معا وأنشآ لجنة مشتركة مصغّرة للتنسيق، وهو ما يشير إليه رئيس «الاتحاد العمالي» بشارة الأسمر طارحاً علامة استفهام حول عدم دعوتهم.
في المقابل، أكد رئيس «الهيئات الاقتصادية» محمد شقير لـ«الشرق الأوسط»، أن القرار النهائي سيتّخذ بالاتفاق مع شركائنا بمن فيهم «الاتحاد»، والاجتماع الذي عقد كان فقط مخصصاً لـ«الهيئات الاقتصادية»، وسيعقد اجتماع آخر للتنسيق بشأن الخطوات المقبلة.
لكن رئيس «الاتحاد العمالي» بشارة الأسمر يرى أنه غير معني بالقرارات التي اتخذتها «الهيئات الاقتصادية»، رغم أنّه كان طوال الفترة الماضية حاملاً راية الدعوة إلى الإضراب، لكنه ارتأى، في اجتماعه الأخير مع «الهيئات»، التوصل إلى حل وسط، نتيجة رفض «الهيئات» للتصعيد، عبر منح القوى السياسية فرصة إضافية، بحسب ما يقول الأسمر، معتبراً أن اللجوء إلى الشارع في هذه المرحلة قد يشكّل خطراً، وقد يعتبر ضد فريق دون آخر.
من جهته، وأمام الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يزيد تأزماً نتيجة التأخير في تشكيل الحكومة، يؤكّد شقير أن التوجّه هو إلى الدعوة للاعتصام لإطلاق صرخة، ومن ثم الدعوة إلى الإضراب المفتوح، وهو ما سيتّخذ القرار بشأنه بين يومي الاثنين والثلاثاء، آملاً أن تتشكّل الحكومة في أسرع وقت قبل اللجوء إلى الشارع.
أما الأسمر فقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إنه «في المرحلة السابقة كانت الأمور غير واضحة تماماً، ولكنّها تحمل بعض الأمل بتشكيل الحكومة، لذا كنا نعتبر أن الضغط لا بدّ أن يظهر في مكان ما، أما اليوم وفي ظل الوضع السياسي الحالي، فإن اللجوء إلى الشارع قد يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها، ونرفض أن نتحمّل نحن المسؤولية». ويؤكد «أي قرار سيتخذ يجب أن يدرس بتأّن كي لا يؤخذ في غير موضعه ويفسّر في غير مكانه».
ولا ينفي الأسمر أن هناك اختلافاً بين «الهيئات» و«الاتحاد»، ويقول: «رغم هذا سننتظر طبيعة تحرّك الهيئات الاقتصادية وسنتخذ القرار المناسب»، مشيراً في الوقت عينه إلى أنه وبعد التعثّر الحكومي الأخير يعقد «الاتحاد» اجتماعات دائمة، وهو في طور اتخاذ القرار المناسب حول طبيعة التحرك الذي سيقوم به. ويوضح: «لا بد أننا سنعمل على تشكيل حالة ضغط على المسؤولين والمعنيين، لكننا سندرس طبيعة هذا الضغط، لأن اللجوء إلى الشارع اليوم يحمل في طياته مخاطر كبيرة».
وفي اجتماعها الذي عقدته أول من أمس، برئاسة رئيسها محمد شقير وبمشاركة أعضائها، بحثت «الهيئات الاقتصادية» تعثر تشكيل الحكومة والتقرير الذي أصدره البنك الدولي عن لبنان والخطوات التصعيدية التي تنوي اتخاذها. وعبّر المجتمعون عن «صدمتهم الشديدة حيال تعثر تشكيل الحكومة بعد أكثر من 160 يوماً على تكليف الرئيس سعد الحريري تأليفها». ووصفوا في بيان هذا التعثر بـ«الفاجعة الكبيرة على اللبنانيين وعلى الاقتصاد اللبناني الذي بات ينحدر بشكل سريع»، مبدين تخوفهم من أن «المماطلة سيكون لها تداعيات خطرة، لا سيما الكلفة الكبيرة على الاقتصاد وعدم القدرة على المعالجة إلا من ضمن آليات ستكون أشد إيلاماً وكلفة على البلد وشعبه».
وناقشت الهيئات تقرير البنك الدولي عن لبنان، مبدية قلقها الشديد وخوفها من الاستنتاجات التي وصل إليها التقرير عن الأوضاع الاقتصادية والمالية «ومدى تأثيرها الشديد على استقرار الأوضاع الاقتصادية في لبنان»، محذرةً من أن «البلد بات يعيش في حال من عدم التوازن على مستوى اقتصاده وقطاعاته وماليته العامة».
وأعلنت «الهيئات» أنها «انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية، اتخذت قراراً حازماً بمواجهة هذا الواقع المرير والخطر، بتنفيذ ما أعلنته في بيانها السابق بتاريخ 12 أكتوبر 2018 بالذهاب إلى التصعيد، وهي قررت في هذا الإطار تنفيذ اعتصام ستحدد مكانه وزمانه في الأيام المقبلة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.