الفيفا يدافع عن رئيسه في اتهامات بخرق ميثاق الأخلاق

هاجم الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس وسائل إعلامية ومسؤولين سابقين في أعقاب التقارير الصحافية التي أشارت إلى أن رئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو فرض نفوذه على ميثاق الأخلاق الجديد بالاتحاد الدولي.
وذكر الفيفا في بيان مطول أن التقارير «كانت محاولة لتقويض القيادة الجديدة للفيفا والرئيس جياني إنفانتينو، والأمين العام فاطمة سامورا».
وأضاف: ««ليست مفاجأة أن بعض الذين أطيح بهم أو استبدلوا، أو غير سعداء، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة».
ونشرت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية منها مجلة «در شبيغل» الألمانية وموقع «ميديا بارت» الإلكتروني الفرنسي، تسريبات ووثائق، تطال إنفانتينو بحكم موقعيه الحالي في الفيفا والسابق كأمين عام للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، لا سيما العلاقة التي تربطه بمدعٍ عام في سويسرا، ومساهمته في التستر على مخالفة ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي لقواعد اللعب المالي النظيف المفروضة من الاتحاد القاري، وتدخله لإجراء تعديلات على التوجيهات المنقحة للجنة الأخلاقيات المستقلة.
وانتخب إنفانتينو على رأس الفيفا مطلع عام 2016 في أعقاب سلسلة من فضائح الفساد التي هزت كرة القدم العالمية وأدت إلى الإطاحة برؤوس كبيرة يتقدمها الرئيس السابق للاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر الموقوف حاليا عن مزاولة أي نشاط مرتبط باللعبة، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.
وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن إنفانتينو، كان وراء التغييرات في ميثاق القيم والتي تضمنت وضع حد يبلغ عشر سنوات على التحقيقات التاريخية في الفساد والرشوة.
ويستشهد تقرير دير شبيغل برسالة عبر البريد الإلكتروني في ديسمبر (كانون الأول) 2017 إلى إنفانتينو من فاسيليوس سكوريس الذي أصبح كبير قضاة لجنة القيم في الفيفا تحمل مسودة تغييرات في ميثاق القيم، كان يعمل عليها مع الكولومبية ماريا كلاوديا روخاس كبيرة محققي لجنة القيم.
وأضافت «دير شبيغل» أن إنفانتينو رد بسلسلة من التعديلات بعدما وصف الميثاق الجديد بأنه «ممتاز حقا» منها ما يتعلق بإجراء الكثير من التحقيقات التمهيدية مع مسؤولين في كرة القدم.
لكن إنفانتينو أشار إلى أن «هذا النص (أسيء استخدامه) في الماضي. يجب أن يكون واضحا ًأن حتى التحقيقات التمهيدية يجب إجراؤها وفق تعليمات رئيس غرفة التحقيقات فقط».
ودخل الميثاق الأخلاقي الجديد حيز التنفيذ يوم 10 يونيو (حزيران) الماضي مع إضافة قانون تقادم لمدة عشرة أعوام لقضايا الرشوة وتمت إزالة كلمة «فساد» من النسخة الإنجليزية - وهو شيء ادعى الفيفا أنه لن يؤثر على متابعة القضايا.
وقال هانز يواخيم إيكرت، الرئيس السابق لغرفة التحكيم بلجنة الأخلاقيات لمجلة «دير شبيغل»: «قلت دائما أن الميثاق الأخلاقي الجديد هو عمل إنفانتينو وما فعله كان «انتهاكا واضحا لميثاق فيفا وقوانينه» وهذا هو الدليل.
وعاد الفيفا مرة جديدة ليدافع عن رئيسه، موضحاً أن الاتحاد رغم قيامه بتوضيح لهذه الاستفسارات من قبل، فإن بعض وسائل الإعلام تجاهلت غالبية إجاباتنا وتحور الوقائع والحقيقة في محاولة جلية للنيل من صدقية الفيفا».
وقال الفيفا في بيانه: «منذ تولي القيادة الجديدة للفيفا مسؤولياتها حصلت تغييرات. كان يجب أن يحصل ذلك، ونحن نفخر بما تم، كانت التغييرات يجب أن تتم على كل المستويات لمنح الفيفا بداية جديدة».
وتابع: «ليست مفاجأة أن بعض الذين أزيحوا من مناصبهم أو استبدلوا، غير سعيدين (بالتغييرات)، يواصلون بث الشائعات الخاطئة والتلميحات بشأن القيادة الجديدة. نحن نعرف أن ثمة بعض الأشخاص، وانطلاقا من إحباطهم، يرغبون في النيل من الفيفا لمصالحهم الخاصة».
ونقل البيان عن إنفانتينو: «دائما ما يكون تغيير الأمور عبارة عن تحدٍ وبما أننا مصممون على تطبيق الإصلاحات في الفيفا، كان من الواضح بالنسبة إلى أنني سأواجه معارضة قوية، لا سيما من أولئك غير القادرين بعد الآن على جني الأرباح بلا خجل، من النظام الذي كانوا جزءا منه».
وأضاف: «لكن لهذا السبب تم انتخابي، وبالنسبة إلي سيكون التركيز على أمر واحد فقط: تحسين وتطوير كرة القدم عالميا. وأنا اليوم ملتزم أكثر من أي وقت مضى بمواصلة تنفيذ هذه المهمة».
وأفادت التسريبات عن ضلوع إنفانتينو - يوم كان لا يزال أمينا عاما للاتحاد القاري - ورئيسه السابق ميشال بلاتيني في التستر على مخالفة سان جيرمان ومانشستر سيتي لقواعد اللعب المالي النظيف، «لأسباب سياسية».
وتنص قواعد اللعب المالي النظيف التي وضعها الاتحاد الأوروبي، على عدم إنفاق أي نادٍ أكثر مما يجني خلال موسم واحد، وعدم تجاوز عجزه المالي سقف 30 مليون يورو خلال فترة ثلاثة أعوام. وتراوح العقوبات في حال الخرق من الغرامة المالية، إلى الإبعاد عن المسابقات القارية.
وتعود ملكية سان جيرمان لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، ومانشستر سيتي للشركة القابضة الإماراتية المملوكة للشيخ منصور بن زايد.
وأشارت التسريبات إلى أن مالكي الناديين قاما بضخ مبلغ وصل إلى 5. 1 مليار دولار في الأعوام السبعة الماضية، وذلك بشكل غير قانوني وبالاعتماد إلى حدٍ كبير على عقود رعاية مبالغ في قيمتها.
ونفى الأطراف المعنيون قيامهم بهذه المخالفات، مؤكدين التزام القوانين.
وبشأن المنصب الحالي لإنفانتينو، تحدثت التسريبات عن «صداقة مريبة» تجمع بينه وبين المدعي العام السويسري رينالدو أرنولد، وأن الأول اعتاد أن يهدي الأخير تذاكر للمباريات الكبرى. لكن الفيفا رد بالقول إن أنظمته «تسمح للرئيس والأمين العام بدعوة عدد محدد من الضيوف إلى البطولات ونشاطات الفيفا».
وفي بيانه المطول، أكد الفيفا أنه يرحب بـ«التغطية الصحافية الاستقصائية والمدروسة، ويحترم بشكل كامل أهداف الصحافيين. لا نتوقع بشكل دائم أن يشاركوننا وجهات نظرنا أو آرائنا، لكن كل ما نطلبه هو سرد عادل وحقيقي للعمل الذي نقوم به والذي سنواصل القيام به من أجل كرة القدم».