عملية عسكرية جديدة في الحديدة... وهجمات كثيفة على مران صعدة

TT

عملية عسكرية جديدة في الحديدة... وهجمات كثيفة على مران صعدة

أعلنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة أمس، انطلاق عملية عسكرية جديدة في الحديدة، في الوقت الذي كثفت فيه قوات الجيش اليمني المدعومة بتحالف دعم الشرعية في اليمن، من هجماتها على معقل الحوثيين في صعدة.
وعقب تعزيز قوات الجيش الوطني في محيط مدينة الحديدة والدفع بتعزيزات عسكرية جديدة، أعلنت قوات الجيش الوطني تحريرها عدداً من المواقع شرق مدينة الحديدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في القوات التابعة للحكومة اليمنية (الشرعية)، قوله إن القوات المتمركزة جنوب مدينة الحديدة وصلت إلى محيط جامعة الحديدة، مشيراً إلى اندلاع معارك عنيفة.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيين في المدينة بمقتل 34 شخصاً وإصابة العشرات في الميليشيات الحوثية أمس، في حين قتل 6 من القوات الموالية للحكومة، بحسب مصدر في القوات الموالية للحكومة ومصدر طبي في الحديدة.
وبدأت المواجهات مساء الخميس بإسناد من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، والذي نفذ عشرات الغارات الجوية، بحسب مصادر عسكرية نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت ألوية العمالقة في بيان مقتضب لها، نشرته على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «قوات ألوية العمالقة أطلقت عملية عسكرية واسعة لتحرير وتطهير الحديدة من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».
وأكدت العمالقة تمكن ألويتها من «تحرير وتطهير مناطق في كيلو 16 وصولاً إلى قوس النصر البوابة الشرقية لمدينة الحديدة»، وأن «عشرات الحوثيين لقوا مصرعهم وأصيب عشرات آخرون ووقعت مجاميع من عناصر ميليشيات الحوثيين في الأسر أثناء تقدم ألوية العمالقة في عدة محاور بالحديدة، فيما تواصل ألوية العمالقة تحرير وتطهير المدن وتأمينها من قبضة الحوثيين».
وساند تحالف دعم الشرعية في اليمن قوات الجيش الوطني بالتقدم في مختلف جبهات القتال، حيث كثف من غاراته الجوية المركزة التي استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية وتعزيزات للانقلابيين، أبرزها غارات على مواقع وتجمعات عسكرية للانقلابيين بأطراف مدينة الحديدة، طبقاً لما أكدته مصادر عسكرية قالت إن من بين الغارات التي استهدفت الانقلابيين تجمعات في المدخل الجنوبي لمدينة الحديدة بشارع الكورنيش وبعض المواقع المحاذية لمثلث كيلو 14 وتحركات عسكرية لميليشيات الحوثي الانقلابية في المراوعة والمنصورية بالحديدة.
وسيطرت قوات الجيش في محافظة البيضاء، وسط اليمن، بإسناد من التحالف على مواقع جديدة شمال مديرية الملاجم بمحافظة البيضاء، بالتزامن مع توسع العمليات العسكرية للجيش الوطني في صعدة، خصوصاً معقل زعيم ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة مران (غرب) وباقم (شمال)، حيث تمكنت من محاصرة الانقلابيين في معقلهم بعد السيطرة على عدد من المواقع الاستراتيجية والوديان من عدة اتجاهات، ورافق ذلك استمرار المعارك في الجوف (شمال).
محافظة البيضاء، شهدت بحسب مصدر عسكري، «هجوماً عنيفاً ومباغتاً على مواقع تتمركز فيها ميليشيات الحوثي الانقلابية شمال مديرية الملاجم صباح الجمعة، وتمكنت القوات خلاله من تحرير عدد من المواقع المهمة أبرزها جبل صوران الاستراتيجي، وشعاب ووديان وشاحة، وأسفال باحواص، والكبار، إضافة إلى تحرير جبل دير الاستراتيجي، وسيلة آل عوض، وشعاب الوشل، وقرض».
ونقل المركز الإعلامي للجيش عن المصدر تأكيده أن «المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية، فيما تواصل قوات الجيش الوطني تقدمها باتجاه مفرق وعالة بمديرية الملاجم»، لافتاً إلى أن «طيران التحالف شارك بفاعلية في إسناد قوات الجيش، حيث استهدف بعدة غارات مواقع وتعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية، وكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة»، وأن «المعارك لا تزال مستمرة وسط تراجع كبير وخسائر فادحة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وفي صعدة، شمال اليمن، وسعت قوات الجيش الوطني في حصارها معقل ميليشيا الحوثي الانقلابية في منطقة مران غرب محافظة صعدة، وسط معارك ضارية يحقق فيها الجيش تقدمات متسارعة.
وأكد قائد اللواء الثالث عروبة العميد عبد الكريم السدعي، أن «ميليشيات الحوثي في مران أصبحت محاصرة تماماً، بعد توغل قوات الجيش في جميع المناطق والوديان من عدة اتجاهات»، طبقاً لما أورد موقع الجيش اليمني (سبتمبرنت)، الذي نقل عن العميد السدعي «نفي ما تردد من أخبار تفيد بأن يكون زعيم الميليشيا الحوثية تمكن من الفرار من منطقة مران»، مؤكداً أنه «لا يزال محاصراً فيها»، وأن الميليشيات الانقلابية «تدفع بالمئات من عناصرها لاسترجاع أي من المواقع التي حررها الجيش في المنطقة، إلا أن كل تلك المحاولات تبوء بالفشل التي كان آخرها قبل يومين، حيث تم القضاء على جميع عناصر الميليشيا في تلك المحاولة».
وأوضح أنه «لم يتبقَّ للميليشيات سوى خط إمداد واحد بعد سيطرة الجيش على أكثر من 6 خطوط استراتيجية كانت تتخذها الميليشيا خطوطاً رئيسية مهمة لتعزيز عناصرها في الجبهة».
وأشاد قائد اللواء الثالث عروبة بدور أبناء وقبائل ومشايخ محافظة صعدة، لافتاً إلى أن «معنويات الجيش مرتفعة وأنهم في أتم الجاهزية لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية والعسكرية»، وتحدث عن «قرب تحقيق الانتصار الكبير ورفع علم الجمهورية في قمم جبال مران».
ويأتي تصريح قائد اللواء الثالث عروبة، بعد ساعات من تحرير قوات الجيش الوطني، الخميس، لسلسلة جبل العتيم غرب مركز باقم بصعدة. ونقل المركز الإعلامي للجيش عن العميد الشهاب، تأكيده أن «قوات الجيش الوطني، بإسناد من التحالف، حققت تقدماً جديداً في مديرية باقم شمال غربي محافظة صعدة، وسط انهيار واسع وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية».
وقال إن «قوات الجيش الوطني بمحور علب نفذت عملية عسكرية مشتركة تمكنت خلالها من تحرير مرتفعات جديدة في سلسلة جبل العتيم غرب مركز مديرية باقم، بإسناد مباشر من طيران التحالف».
وأوضح أن «العملية العسكرية التي انطلقت مساء الأربعاء، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية»، وأن «من بين القتلى قناصون كانوا يتخفّون داخل خنادق صخرية وجروف جبلية في سلسلة جبل العتيم والسلسلة الجبلية الممتدة من جبل رمدان إلى أمام جبل الكوز غرب باقم».
وذكر أن «قوات الجيش الوطني استعادت معدات عسكرية - خفيفة ومتوسطة - من ضمن الأسلحة والمعدات العسكرية التي نهبتها الميليشيات الحوثية الانقلابية من معسكرات الجيش، حيث خلفتها وراءها في جبال العتيم، ولاذت بالفرار باتجاه مدينة باقم»، مشيراً إلى أن «هذه العملية تأتي في إطار تضييق الخناق على الميليشيا الانقلابية في مدينة باقم، وإجبارها على الانسحاب أو الاستسلام وتجنيب المنطقة مزيداً من الخراب والدمار»، وإلى أن «قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها الميداني في جبهة باقم باستمرار، وسط انهيار كبير في صفوف الميليشيات».
تزامن ذلك مع مقتل 5 انقلابيين، مساء الخميس، في مواجهات مع الجيش الوطني بمديرية المتون، غرب محافظة الجوف (شمال)، وذلك عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل عناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى مواقع الجيش غرب مجمع المتون.


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».