العراق يؤمن حدوده مع سوريا ويواصل ملاحقة فلول «داعش»

اعتقال إرهابيين وضبط أسلحة وذخائر

برهم صالح مستقبلاً وزير الخارجية الأردني (موقع الرئاسة العراقية)
برهم صالح مستقبلاً وزير الخارجية الأردني (موقع الرئاسة العراقية)
TT

العراق يؤمن حدوده مع سوريا ويواصل ملاحقة فلول «داعش»

برهم صالح مستقبلاً وزير الخارجية الأردني (موقع الرئاسة العراقية)
برهم صالح مستقبلاً وزير الخارجية الأردني (موقع الرئاسة العراقية)

أعلن قائد عمليات الجزيرة في الجيش العراقي اللواء الركن قاسم محمد صالح أمس الخميس، أن الحدود العراقية مع سوريا مؤمنة بالكامل من قبل قوات الجيش مفنداً المخاوف التي أثيرت مؤخرا بإمكانية قيام تنظيم داعش باختراق الحدود مجددا ودخول الأراضي العراقية بعد انهيار «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في الشريط الحدودي بين البلدين.
وقال القائد العراقي في بيان بأن الحدود العراقية السورية «مؤمنة بالكامل» من قبل الفرقتين السابعة والثامنة لقيادة عمليات الجزيرة». وأضاف أن «كافة المقاتلين ضباطاً ومراتب على أهبة الاستعداد لصد أي محاولة من قبل عناصر «داعش» للاقتراب أو محاولة الدخول عبر الحدود الدولية وخرق الساتر الحدودي العراقي السوري».
ولفت قائد العمليات إلى أن «كافة الاستعدادات والتحصينات جارية لصد أي هجوم لهذه الجماعات»، مشيراً إلى أن «هذه الإجراءات المكثفة جاءت بعد الأحداث الأخيرة التي جرت على الأراضي الحدودية للعراق وعلى الأراضي السورية التي تم السيطرة عليها من قبل هذه الزمر الإرهابية الداعشية».
وبيّن أن «الشريط الحدودي العراقي السوري مؤمن بالكامل من قبل الجيش وشرطة الحدود وطوارئ الأنبار والحشد الشعبي وحشد عشائر الأنبار والذي يمسك من أطراف قضاء القائم غربا صعودا إلى منطقة البو كمال والباغوز باتجاه منطقة طريفاوي وتل صفوك المرتبط بقيادة عمليات نينوى». وأوضح أن «هناك أيضا عمليات استباقية تقوم بها القطعات في صحراء الجزيرة الغربية ووادي حوران للبحث والتفتيش عن عصابات «داعش» المجرمة ومخابئ الأسلحة والخلايا النائمة». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أكد الخبير الأمني المتخصص فاضل أبو رغيف أن «المحاولات التي يقوم بها تنظيم داعش لم تعد تشكل خطورة سواء على الحدود بين العراق وسوريا أو داخل الأراضي العراقية لا سيما في المناطق التي لايزال لهذا التنظيم تواجد فيها مثل سلسلة جبال حمرين ومرتفعات بادوش وحوض عظيم والمناطق الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين فضلا عن مناطق أيسر الشرقاط والمناطق الصحراوية الغربية في نينوى».
وبيّن أنه «رغم أن الحاجة لا تزال ماسة إلى مزيد من الجهد الاستخباري لكنها لا تؤشر إلى وجود مخاطر حقيقية بعد أن لحقت بهذا التنظيم هزيمة كبرى على يد القوات العراقية ومن معها من الحشد الشعبي والحشود العشائرية من أبناء المناطق الغربية والشرطة الاتحادية».
إلى ذلك، تمكنت مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في الفرقة الأولى وبالتعاون مع مكافحة أجرام الرطبة وأثر معلومات استخبارية دقيقة، من إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين في القضاء بمحافظة الأنبار. وقال بيان لمديرية الاستخبارات أمس، بأن «أحد الإرهابيين كان عنصر استطلاع يقوم بجمع المعلومات عن بعص الشخصيات لغرض اغتيالها وهو أيضا يشغل منصب المسؤول الإداري لولاية الرطبة في التنظيم الإرهابي في حين شغل الإرهابي الثاني منصب مسؤول التجنيد وشارك بالهجوم الأخير على قضاء الرطبة».
وأضاف البيان أن «الثالث شغل منصب مسؤول تجهيز المواد الغذائية والوقود لعصابات «داعش» الإرهابية في الرطبة»، مشيرا إلى أن الإرهابيين الثلاثة «هم من المطلوبين للقضاء بموجب مذكرات قبض وفق أحكام المادة 4 إرهاب».
وفي ديالى تمكنت قوات الشرطة من إلقاء القبض على ما يسمى «أمير السلاح» في تنظيم داعش. وفي بيان له قال قائد شرطة ديالى اللواء فيصل العبادي إن «فريقا أمنيا مشتركا من شرطة ديالى والاستخبارات نفذ عملية نوعية في حوض نارين من خلال توغل قوة قتالية خاصة لـ30 كم في عمق حمرين لتعقب الإرهابي» المذكور.
وأضاف العبادي أن «العملية استغرقت أربع ساعات ونجحت في الوصول إلى الهدف ومن ثم الاشتباك وقتل الإرهابي واثنين من مرافقيه وضبط وكر يضم أكثر من 300 بندقية مختلفة الأنواع، فضلا عن عبوات واعتدة بكميات كبيرة كانت مدفونة تحت الأرض في صناديق».
وأوضح العبادي أن «شرطة ديالى وضعت استراتيجية أمنية جديدة في تعقب «داعش» من خلال إعداد فرق خاصة مدربة بشكل عالٍ للقيام بعمليات صعبة ومعقدة لاستهداف قادة «داعش» البارزين». وفي محافظة صلاح الدين حيث نجا المحافظ عمار جبر من محاولة اغتيال من خلال زرع عبوة ناسفة أمام موكبه، فقد أعلن قائد عمليات صلاح الدين للحشد الشعبي صفاء الساعدي أمس عن قتل 11 عنصرا من «داعش» وتدمير مخابئ وضبط أسلحة وأعتدة ومواد معدة للتفجير في وادي الثرثار.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.