4 دول أوروبية ترفض التخوين الإسرائيلي لمدير «بتسيلم»

TT

4 دول أوروبية ترفض التخوين الإسرائيلي لمدير «بتسيلم»

احتجت أربع دول أوروبية، هي فرنسا وبريطانيا وهولندا والسويد، في رسالة موجهة إلى رئيس مجلس الأمن، على تصريحات أدلى بها المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، وخوّن فيها المدير العام لمركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، حاجي العاد، باعتبار أنه «عميل».
وجرت دعوة العاد، وهو إسرائيلي، لتقديم إفادة في جلسة لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، فوجه انتقادات لاذعة لإسرائيل، باعتبارها دولة احتلال ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد ملايين الفلسطينيين.
ورد عليه المندوب الإسرائيلي، قائلاً باللغة العبرية: «عار عليك، متعاون».
وكتبت الدول الأربع: «إننا نرحب بدعوة حاجي العاد، المدير التنفيذي لمنظمة بتسيلم، لتقديم إحاطة لمجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية»، مضيفة في رسالتها: «كان من المناسب للغاية إدراج جانب حقوق الإنسان في هذه المناقشة. إن مناقشات المجلس تغنيها هذه الدعوات (...) من المهم أن يأتي هؤلاء الأفراد والمنظمات إلى المجلس من دون الاضطرار للجوء إلى تهجمات شخصية». وقالت: «كان التصريح الذي أدلى به السفير الإسرائيلي ضد العاد مؤسفا للغاية. قيل بلغة لا توجد لها ترجمة في المجلس (العبرية)، ما ينتهك القواعد الأساسية للمجلس، التي وضعت موضع التنفيذ، حتى نضمن أن يفهم بعضنا بعضا. من المهم أن يؤكد رئيس مجلس الأمن أهمية استخدام إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة».
وانتقد دانون الدول الأربع، قائلا: «بعض الدول الأوروبية يمدح ويدعم ويمول بسخاء، منظمة تخرج ضد جنود الجيش الإسرائيلي وضد دولة إسرائيل وضد نظامها القضائي، بدلاً من السعي إلى الحقيقة والعدالة. سيكون من الأنسب بالنسبة لهذه الدول - التي تقدم الأكسجين إلى المنظمة، عن طريق التمويل الهائل الذي يؤدي إلى زيادة نشاط المقاطعة في كل أنحاء العالم - إدانة نشاطها بصوت واضح وحازم، وعلى رغم ذلك، لسوء الحظ، فإنهم يسمون تصريحات مدير منظمة بتسيلم ضد جنود الجيش الإسرائيلي: مساهمة في مناقشة». واعتبر أن «منظمة بتسيلم تقدم كل شيء باستثناء الحقيقة». وقال: «من واجبنا محاربة أكاذيبها. روابطها الوثيقة مع الدول التي لديها أجندة معادية لإسرائيل مثل بوليفيا، ووجودها إلى جانب الفلسطينيين، فقط تعزز ادعاء أنها تتعاون مع أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الضرر بنا».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.