البرلمان العراقي يطالب «هيئة المساءلة والعدالة» بدراسة ملفات وزراء حكومة عبد المهدي

للتأكد من أنهم ليسوا مشمولين بقانون «اجتثاث البعث»

وزير النفط العراقي السابق جابر اللعيبي (يمين) يصافح الوزير الجديد ثامر الغضبان خلال احتفال التسليم والتسلم بمقر الوزارة في بغداد أمس (رويترز)
وزير النفط العراقي السابق جابر اللعيبي (يمين) يصافح الوزير الجديد ثامر الغضبان خلال احتفال التسليم والتسلم بمقر الوزارة في بغداد أمس (رويترز)
TT

البرلمان العراقي يطالب «هيئة المساءلة والعدالة» بدراسة ملفات وزراء حكومة عبد المهدي

وزير النفط العراقي السابق جابر اللعيبي (يمين) يصافح الوزير الجديد ثامر الغضبان خلال احتفال التسليم والتسلم بمقر الوزارة في بغداد أمس (رويترز)
وزير النفط العراقي السابق جابر اللعيبي (يمين) يصافح الوزير الجديد ثامر الغضبان خلال احتفال التسليم والتسلم بمقر الوزارة في بغداد أمس (رويترز)

قبل أيام من تصويت محتمل في البرلمان العراقي على ما تبقى من حقائب وزارية شاغرة في حكومة عادل عبد المهدي، طالب رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي بحسم ملف كامل الكابينة الوزارية من قبل «هيئة المساءلة والعدالة»، خشية أن يكون من بين الوزراء المقترحين من هو مشمول بقانون «اجتثاث حزب البعث».
وجاء في وثيقة رسمية صادرة عن مكتب رئيس البرلمان: «نرجو بيان موقف المرشحين للحقائب الوزارية المرفقة أسماؤهم طياً والتي تبدأ من التسلسل (1- أسماء سالم صادق) وتنتهي بالتسلسل (22- هشام داود عباس الدراجي)، بشكل مفصل ودقيق».
وفي حين تستمر الضغوط السياسية على عبد المهدي لتمرير أو حذف أسماء بعض المرشحين لحكومته أو إعادة النظر ببعض من تم التصويت عليهم حتى الآن من قبل البرلمان، وهم 14 وزيراً، فإن الموقف لم يتضح بعد في ما إذا كان عبد المهدي سيعرض نفس ما في حوزته من أسماء للحقائب الثمانية التي لا تزال شاغرة ومن بينها «الدفاع» و«الداخلية»، أم إنه سيغيّر بعض هذه الأسماء طبقاً لتوافقات مع الكتل السياسية.
ويحتدم الجدل بين كتلتي «الفتح» بزعامة هادي العامري، و«سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، بشأن المرشح لوزارة الداخلية فالح الفياض، فيما لا يزال الجدل قائماً داخل المكوّن السني لجهة ترجيح كفة أحد المرشّحَين للمنصب، هشام الدراجي وفيصل الجربا. وفي هذا السياق، يرى أحمد الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حكومة عبد المهدي تضم بعض الشخصيات كانت مشاركة في حكومة (إياد) علاوي الأولى التي لم نتمكن من تجربتها بشكل واضح، كذلك تضم شخصيات غير معروفة وقد تدور حولها أسئلة كثيرة وهي مدعومة من شخصيات سياسية أو (حشدية)». وأضاف الجبوري: «إذا ما استبعدنا وزراء النفط والصحة والكهرباء والخارجية الذين يؤكد تحالف (سائرون) أنه لم يرشّحهم لكنه لا يعترض عليهم، فإن بقية الوزارات تم تقسيمها حزبياً وطائفياً وعرقياً».
وأكد الجبوري أن «رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لم يقابل كثيراً من الوزراء الذين تم التصويت عليهم»، لافتاً إلى أن هناك «خيبة أمل في الشارع العراقي ومعظم أعضاء مجلس النواب، ولذلك أعتقد أنه بات على عبد المهدي، بعد أن حصل على ثقة البرلمان، إعادة النظر بعدد من الوزراء المصوّت عليهم والذين لم يصوّت عليهم، ويعالج الملاحظات الكثيرة على بعض المرشحين للوزارات».
وبخصوص الوزارات الأمنية، أكد الجبوري أن «هذه الوزارات إما أن يُبعدها (عبد المهدي) نهائياً عن كل الأحزاب ويأتي بضباط مستقلين في الخدمة حالياً ومشهود لهم بمقاتلة (داعش)، أو يرضخ لضغوط الكتل (السياسية)».
وفي السياق نفسه، عدّ السياسي العراقي علي الدباغ، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك «ضغوطاً مؤجلة من الكتل السياسية على رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي حان أوانها الآن للحصول منه على ما يمكن من مغانم مما تبقى من كابينته الوزارية». وتابع أن «هذا، في الواقع، بمثابة امتحان صعب للسيد عادل عبد المهدي الذي يمكن أن يستنجد بكتل سياسية أعلنت طوعاً أنها لن تُرشح أو تصر على مرشحين، وبينها من فعل ذلك مكرهاً لمحاكاة غيرها من الكتل التي أعلنت زهدها في الوزارات»، مضيفاً أنه يمكن إحراج بعض الكتل أمام الجمهور إذا ظهر أنها تصر سراً على حقائب بينما تعلن زهدها فيها علناً. وتابع الدباغ أن «عبد المهدي يدرك تماماً أن الأمر لا يخلو من ضغوط ولن يكون الأمر بالسهولة واليسر، وذلك في تقليد تعودت عليه الكتل السياسية وأسست كل هياكلها على العوائد التي تتأتى من الوزارات سواء المادية والمعنوية».
وأشار إلى أن إصرار رئيس الوزراء على تعيين من يشغل وزارات الأمن، يمكن أن يتسبب في خلافات مع كتل سياسية، وتنتج عنه أزمات لم تكن في الحسبان عند تكليفه تشكيل الحكومة الشهر الماضي.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».