«الخدمات» و«إعمار» المهرة يتصدران أجندة رئيس الحكومة اليمنية

TT

«الخدمات» و«إعمار» المهرة يتصدران أجندة رئيس الحكومة اليمنية

بعد يوم من وصول رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، مع طاقمه الوزاري إلى العاصمة المؤقتة عدن، تصدرت أعمال رئيس الحكومة الجديد مناقشة تحسين الخدمات في عدن ومتابعة إعادة إعمار محافظة المهرة جراء الإعصار الذي ضربها قبل أكثر من أسبوعين.
واستهل معين عبد الملك مهام حكومته بعد يومين من وصوله إلى المدينة، بالتقاء القائم بأعمال محافظ عدن أحمد سالم ربيع، لمناقشة الأوضاع الخدمية والاقتصادية.
وذكرت وكالة «سبأ» أن رئيس الوزراء استمع من القائم بأعمال محافظ عدن، إلى شرح حول خدمات التيار الكهربائي وترميم الطرقات والمؤسسات الحكومية، مؤكداً اهتمام الحكومة بالعاصمة المؤقتة عدن وتقديم كل الدعم من أجل تحسين الخدمات فيها على المستويات كافة.
وشدد عبد الملك على ضرورة تفعيل عمل جميع المؤسسات الإيراداية والخدمات وآليات الرقابة، وتوفير المشتقات النفطية، كما أشار إلى أن خدمة التيار الكهربائي ستشهد تحسناً نوعياً مع وصول الشحنة الأولى من المساعدات النفطية السعودية لمحطات الكهرباء بمبلغ 60 مليون دولار شهرياً.
وعلى الصعيد ذاته من التحرك الحكومي، ترأس وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة في الحكومة اليمنية عبد الرقيب فتح، أمس، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماعاً للجنة الوزارية المشكّلة من رئيس الوزراء، والمكلفة معالجة آثار الكوارث التي خلّفها إعصار «لبان» في محافظة المهرة.
وناقش الاجتماع التقريرَ الأوّلي والمعلومات التي تم حصرها من الميدان من السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في المحافظة، مستعرضاً قرار تكليف اللجنة والمهام الموكلة إليها، والتقرير الأوّلي عن الخسائر والتكلفة التقديرية.
وأقر الاجتماع عرض التقرير الأوّلي على مجلس الوزراء في أول اجتماع له، ومخاطبة المانحين والجهات الدولية للمساهمة الفاعلة في معالجة آثار الإعصار.
وقال الوزير فتح في تصريحات رسمية، أمس، إن «الحكومة ستبذل كل جهودها في معالجة آثار الإعصار والتخفيف من معاناة المواطنين، وحشد الدعم من المانحين، وإعداد برنامج عمل للمعالجة مع إشراك الجهات الفنية المتخصصة، ومتابعة عملية تقديم العون والإغاثة»، وأشار إلى أن الكوارث الكبيرة التي خلّفها الإعصار تتطلب تكاتف ودعم المانحين لمساندة الحكومة والسلطات المحلية في المحافظة في إعادة الخدمات للمحافظة وإغاثة المتضررين، وإعادة بناء ما خلّفه الإعصار... لافتاً إلى أن الحكومة ستتقدم للمانحين بمصفوفة مشاريع تتعلق بإعادة بناء ما خلّفه الإعصار من كوارث.
وفي الوقت الذي تكافح فيه الحكومة اليمنية من أجل معالجة انهيار الاقتصاد وتهاوي سعر العملة المحلية، يتوقع المراقبون أن يقْدم رئيس الحكومة الجديد على اتخاذ مزيد من التدابير في هذا الملف الشائك بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية اليمنية العليا.
وكان قد صرح في وقت سابق بأن ملف الاقتصاد يقع في سلم أولويات الحكومة، واعداً بإصلاحات إدارية واسعة مع الاستعانة بالكوادر والخبرات المؤهلة لإعادة بناء هياكل المؤسسات وضبط المالية العامة للدولة على صعيد الإيرادات والنفقات.
ومن المرجح أن تشمل تحركات عبد الملك في الأيام المقبلة عدداً من المحافظات، من بينها تعز ومأرب لمتابعة العمل المؤسسي، وإعادة الإعمار، وتفقد الأوضاع عن كثب في سياق الأداء الميداني للحكومة.
ويسود في أوساط الناشطين اليمنيين تفاؤل كبير بإمكانية نجاح عبد الملك في إدارة ملفي الاقتصاد والخدمات إذا ما أتيحت له فرص الدعم المحلي والخارجي والمناخ الجيد على الصعيدين الأمني والسياسي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.