أكدت دار الإفتاء في مصر، أن 60 في المائة من نسبة الفتاوى الخاصة بالمرأة داخل تنظيم داعش الإرهابي، توجب مشاركتها في العمليات الإرهابية والقتال تحت مزاعم الجهاد. وفندت الدار في تقرير لها أمس، آلية توظيف التنظيمات الإرهابية للفتوى في جذب واستغلال النساء في حوادث إرهابية، تعليقاً على قيام امرأة بتفجير نفسها في العاصمة التونسية في دورية أمنية مؤخراً.
وفندت الدار الطرق التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في تجنيد النساء، بين استغلال العنصر الديني من خلال إقناعهن بأن «الضغط على زر التفجير هو السبيل إلى الجنة»، على حد زعمهم، واستغلال مجموعة من الألفاظ المؤثرة داخل الفتوى كـ«العفيفات، وأميرات الجنة، والملكات المتوجات، وعرائس الجهاد (المزعوم)»، فضلاً عن استغلال حالة اليأس والوصول إلى مرحلة الانتقام التي وصلت إليها زوجات بعض القتلى من داخل «داعش».
وكشف التقرير، وهو عبارة عن مؤشر عالمي للفتوى تابع لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن ارتفاع وتيرة استغلال «داعش» للعنصر النسائي في العمليات الانتحارية والتفجيرية، خاصة بعد تراجع الشباب والرجال في صفوف التنظيم، حيث بلغت نسبة نساء تنظيم داعش 13 في المائة من إجمالي المقاتلين الأجانب الملتحقين بالتنظيم مؤخراً.
ويشار إلى أنه رغم تركيز تنظيم «القاعدة» الإرهابي على الدور الكلاسيكي للمرأة منذ أن أعلن أيمن الظواهري زعيم التنظيم أنه «لا مكان للمرأة داخل الساحة الميدانية»، فإن تلك السياسة تغيرت بعد غزو العراق واندلاع الصراع في سوريا، حيث أكدت الأجهزة الأمنية في مدينة ديالى بالعراق أن 27 عملية انتحارية نفذتها نساء من عام 2007 حتى 2010، بينها 19 عملية نفذتها زوجات وشقيقات عناصر وقيادات تنظيم القاعدة من الذين قتلوا في مواجهات مع الأجهزة الأمنية، وهو ما يصطلح على تسميتهن «الأرامل السوداء».
وقال باحثون إن «هذه الأرقام تدل على التصاعد في التسلسل الزمني لدور المرأة داخل ما يسمى (الساحة الجهادية) من جديد، بعد أن أبعدتها الفتاوى عن ساحة المعارك لفترة من الزمن، ولم تلبث أن أعادتها فتاوى جديدة إلى ميدان المعارك».
وأظهر المؤشر العالمي للفتوى استغلال التنظيمات الإرهابية لـ«سلاح الفتوى» لإضفاء شرعية دينية تلزم النساء بالمشاركة في المعارك والجهاد، وذلك من خلال تفسيرات خاطئة لمفهوم الجهاد في الإسلام، حيث برهن المؤشر على ذلك بظهور المرأة في الإصدارات المرئية التي أصدرها «داعش» على مدار العام بنسبة 30 في المائة، بعد أن كانت تعمل في صمت خلف الكواليس، وكان أبرز تلك الإصدارات: «من الداخل 7»، و«غزوة الثأر للعفيفات» خلال عام 2018.
ولفت إلى تغير الأحكام الشرعية التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية في فتاواها وفقاً لمصالحها وأهدافها، لا سيما «داعش» حيث جاءت 90 في المائة من فتاوى التنظيم لخدمة عملياته الإرهابية. وشكل الحكم «واجب» 60 في المائة من فتاوى «داعش» حول مشاركة المرأة في الجهاد والمعارك خلال العام الحالي، بعد أن كانت تتنوع بين «الوجوب والجواز والتحريم» خلال الأعوام السابقة.
في هذا الصدد، أكدت دار الإفتاء أنه مع تراجع المقاتلين وقلة أعدادهم قبل عام 2014، بدأ تنظيم داعش في إصدار فتاوى تبيح المشاركة في القتال، بعد أن قرر بعض الأزواج حض نسائهم على القيام بأعمال انتحارية، وأيدتها فتوى أخرى أطلقها أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، تجيز تدريب النساء للمشاركة مع أزواجهن في المعارك في حال نقص أعداد المقاتلين، وأنه مع التحاق أعداد جدد من المقاتلين للتنظيم في عام 2016 تراجعت الأحكام من الجواز والإلزام إلى كراهية المشاركة.
وفي مرحلة نوعية جديدة جرى تغيير الفتوى لمنع النساء من الخروج إلى المعارك وذلك تجنباً للفتن؛ لكن في حال دخول ما اعتبرهم التنظيم أعداء، على حد زعم عناصره، بيتها، أو تدميره، فالفتوى تجيز لها حمل السلاح لمقاتلته؛ أي إذا لزم الأمر.
وأضافت الدار أنه مع بدء عام 2017 بدأت تعود فتاوى وجوب مشاركة المرأة من جديد مع تراجع المنتمين للتنظيم وزيادة أعداد القتلى في صفوف التنظيم؛ إثر الضربات التي لاحقته في سوريا والعراق، وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام ذاته أصبح قتال النساء «واجباً وليس اختيارياً». وتأكيداً على تطويع وتحول الفتاوى لخدمة التنظيم وأهدافه، نشرت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» أوائل عام 2018 شريط فيديو أظهر بالفعل نساء يتدربن على حمل السلاح وإطلاق النار.
فتاوى «داعش» توجب على المرأة أيضاً تنفيذ عمليات إرهابية
فتاوى «داعش» توجب على المرأة أيضاً تنفيذ عمليات إرهابية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة