حرب السايبر تدخل الانتخابات البلدية في إسرائيل

TT

حرب السايبر تدخل الانتخابات البلدية في إسرائيل

كشفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، عن محاولات استخدام خبرات حرب السايبر (الوسائل الإلكترونية)، للتأثير على الانتخابات البلدية وتزوير نتائجها.
فقد سقطت شبكات الهواتف الخلوية في حيفا، وشلت أجهزة الحاسوب في مكاتب عدد من المرشحين في انتخابات تل أبيب وبلدات أخرى وسط إسرائيل، وجرى تعميم خبر مزيف ضد رئيس بلدية الناصرة على الشبكات الاجتماعية، يظهر وكأنه نشر في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، يفتري عليه ويتهمه بالاعتداء على إحدى الموظفات، ودفع مبلغ 150 ألف دولار لكي لا ترفع دعوى قضائية ضده، وغير ذلك من التعديات. وأكدت الشرطة أنها ستلاحق المسؤولين عن هذه الأساليب.
من جهتها، أعلنت عينات كليش روتم، المرشحة لرئاسة بلدية حيفا، أنها شعرت منذ مساء أول من أمس، بأن منافسيها يتآمرون لإفشالها بوسائل غير قانونية. لذلك استأجرت، صباح أمس، شركة تحقيقات خاصة لمراقبة الانتخابات. وقالت مفسرة هذه الخطوة: «واضح أن هناك من يحاول استغلال القدرات الإسرائيلية التكنولوجية العالية، لغرض تشويه نتائج الانتخابات. وأنا لا أريد أن يصيبنا ما أصاب الولايات المتحدة، التي تدخل فيها الروس بواسطة السايبر، ولم يكتشفوا ذلك إلا بعد الانتخابات بشهور عدة».
المعروف أن لجنة الانتخابات المركزية، كانت تخطط للانتقال إلى التصويت الإلكتروني في هذه الانتخابات، ولكنها قررت تأجيل هذه الخطوة حتى تبني نظام حماية مناسب، يمنع الهاكرز من داخل إسرائيل وخارجها من التدخل فيها.
وكان نحو 6.6 مليون ناخب قد توجهوا لصناديق الاقتراع، لانتخاب رؤساء وأعضاء 252 بلدية ومجلسا محليا (نحو 70 منها عرب)، أمس. وبلغ عدد المرشحين 863 شخصا، بينهم 54 امرأة، للرئاسة و3400 لائحة انتخابية لعضوية المجالس. ومنذ ساعات الصباح، بدأت تصل إلى الشرطة شكاوى عن تشويش وتخريب شجارات عنيفة، في حالتين جرى إطلاق قنابل غاز مسيل للدموع وسرقة أوراق انتخابية.
وواجه رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، انتقادات شديدة، لأنه أيد علنا مرشحا لرئاسة بلدية بات يام (جنوب يافا)، ينافس مرشح الليكود. وقد زار المدينة ووقف إلى جانبه ودعا للتصويت له، ثم بث شريط فيديو ضد المرشح الذي يدعمه حزبه الليكود. والسبب في ذلك هو ما نشر حول مرشح الليكود من أنباء تقول إنه يحافظ على الصداقة مع نير حيفتس، كبير مستشاري نتنياهو الذي اتهم بقضايا الفساد وتحول إلى شاهد ملك ضد نتنياهو.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.