شينزو آبي، الذي أصبح الأسبوع الماضي أول رئيس وزراء ياباني يزور بكين منذ عام 2011، يحاول تحقيق توازن في العلاقات مع الصين، في وقت يحافظ فيه على قوة علاقات بلاده مع الهند. وقدمت طوكيو، أمس، قروضاً بفوائد مخفضة إلى نيودلهي.
التعاون الأمني والاقتصادي بين الهند واليابان كان على رأس جدول الأعمال، عندما اجتمع آبي مع نظيره الهندي ناريندرا مودي، أمس، في العاصمة اليابانية طوكيو. واتفقت اليابان والهند على تطوير علاقاتهما الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة نفوذ الصين في المنطقة. وتأتي محادثاتهما بعد 3 أيام من جولة آبي إلى الصين، حيث التقى بالرئيس شي جينبينغ في العاصمة بكين. وأكمل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زيارة استمرت 3 أيام إلى طوكيو، التقى خلالها مع عدد من كبار رجال الأعمال في اليابان.
وقال آبي، في بيان صحافي مشترك مع مودي، أعقب المحادثات التي جرت في طوكيو، إن «العلاقات القوية بين اليابان والهند تشكل أساساً للحفاظ على المنطقة»، وأكد أن الجانبين سيطلقان حواراً أمنياً جديداً على المستوى الوزاري، وسيعززان التواصل بين جيشيهما وقواتهما البحرية، مشيراً إلى أن طوكيو قدمت قروضاً بفوائد مخفضة، بقيمة 316.4 مليار ين (2.8 مليار دولار)، إلى الهند، تتضمن قروضاً للمساعدة في مشروع سكك حديدية سريعة، يبلغ طوله 500 كيلومتر، حسبما ذكرت وكالة كيودو، نقلاً عن مسؤولين حكوميين يابانيين لم تذكر أسماءهم. وأشار إلى أن «اليابان والهند ستتوليان قيادة المنطقة نحو الاستقرار والازدهار».
من جهته، أوضح مودي أن الاستثمار سيخلق نحو 30 ألف وظيفة جديدة في الهند، وأنه تم التعهد بـ«دفع التعاون بيننا بسرعة دون انقطاع».
ورغم عدم ذكر أي من القائدين الصين بالاسم، فإن خبراء أشاروا إلى أن المحادثات تأتي على وقع تنامي نفوذ بكين في المنطقة. وقال مودي إن «القرن الـ21 هو قرن آسيا»، مضيفاً: «هناك أسئلة كثيرة بشأن من سيهيمن، وما الذي سيتم القيام به. من الواضح أنه لن يكون هناك قرن آسيا دون تعاون بين الهند واليابان».
وقال أستاذ السياسات الدولية في جامعة «تاكوشوكو» في طوكيو، تاكاشني كاواكامي، إن «رئيس الوزراء آبي يحاول الموازنة بين الصين والهند»، وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية: «التقى (آبي بالرئيس الصيني) شي جينبينغ في ظل مواجهة بين الصين والولايات المتحدة، وهو يلتقي مودي حالياً لتحقيق التعاون بين اليابان والهند والولايات المتحدة، لتكون منطقة المحيط الهادي الهندي حرة منفتحة في مواجهة الصين».
والتقى مودي وآبي مراراً خلال السنوات الأخيرة، حيث دشنت اليابان العام الماضي مشروعاً لبناء أول قطار سريع في الهند، بقيمة 19 مليار دولار. وسيربط القطار أحمد آباد بمدينة بومباي، عاصمة الهند المالية، ويتوقع إتمامه بحلول نهاية عام 2023.
وبعد وصول مودي إلى اليابان، الأحد، دعا آبي نظيره الهندي إلى منزل عطلته في مقاطعة ياماناشي، بالقرب من جبل فوجي، أعلى قمة جبلية في البلاد، لتناول العشاء.
كما زار الزعيمان مصنع شركة «فانوك» لتصنيع الروبوتات، في مقاطعة يامانشي، الواقعة على بعد 100 كيلومتر غرب طوكيو. وتعد هذه ثالث زيارة يقوم بها مودي إلى اليابان كرئيس وزراء. وكانت آخر مرة التقى فيها الزعيمان في اليابان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
اليابان ولعبة التوازنات في العلاقة مع الهند والصين
مودي: القرن الـ21 هو قرن آسيا
اليابان ولعبة التوازنات في العلاقة مع الهند والصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة